وعلى الثاني مضاف إلى المفعول ، وهي منسوخة بآية السيف وتوكل على الله في كل شئونك وكفى بالله وكيلا توكل إليه الأمور وتفوض إليه الشئون ، فمن فوض إليه أموره كفاه ، ومن وكل إليه أحواله لم يحتج فيها إلى سواه. وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله: اذكروا الله ذكرا كثيرا يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها أجلا معلوما ، ثم عذر أهلها في حال العذر غير الذكر ، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله ، فقال: [ ص: 1174] اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ، بالليل والنهار ، في البر والبحر ، في السفر والحضر ، في الغنى والفقر ، وفي الصحة والسقم ، في السر والعلانية وعلى كل حال ، وقال: وسبحوه بكرة وأصيلا إذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته قال الله: هو الذي يصلي عليكم وملائكته. وقد ورد في فضل الذكر والاستكثار منه أحاديث كثيرة وقد صنف في الأذكار المتعلقة بالليل والنهار جماعة من الأئمة كالنسائي والنووي والجزري وغيرهم ، وقد نطقت الآيات القرآنية بفضل الذاكرين وفضيلة الذكر ولذكر الله أكبر [ العنكبوت: 45] وقد ورد أنه أفضل من الجهاد كما في حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد ، والترمذي ، والبيهقي أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل: أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال: الذاكرون الله كثيرا ، قلت: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون أفضل منه درجة.
اذكروا الله ذكرا كثيرا - ملتقى الخطباء
وقال قتادة ، وابن جرير: المراد صلاة الغداة وصلاة العصر. وقال الكلبي: أما بكرة فصلاة الفجر ، وأما أصيلا فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال المبرد: والأصيل العشي وجمعه أصائل. هو الذي يصلي عليكم وملائكته والصلاة من الله على العباد رحمته لهم وبركته عليهم ، ومن الملائكة الدعاء لهم والاستغفار كما قال ويستغفرون للذين آمنوا [ غافر: 7] قال مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان: المعنى ويأمر ملائكته بالاستغفار لكم ، والجملة مستأنفة كالتعليل لما قبلها من الأمر بالذكر والتسبيح. وقيل: الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده ، وقيل: الثناء عليه ، وعطف ملائكته على الضمير المستكن في يصلي لوقوع الفصل بقوله عليكم فأغنى ذلك عن التأكيد بالضمير بمعنى الدعاء لئلا يجمع بين حقيقة ومجاز في كلمة واحدة ، واللام في ليخرجكم من الظلمات إلى النور متعلق بـ يصلي أي: يعتني بأموركم هو و ملائكته; ليخرجكم من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعات ، ومن ظلمة الضلالة إلى نور الهدى ، ومعنى الآية: تثبيت المؤمنين على الهداية ودوامهم عليها; لأنهم كانوا وقت الخطاب على الهداية. اذكروا الله ذكرا كثيرا - ملتقى الخطباء. ثم أخبر - سبحانه - برحمته للمؤمنين تأنيسا لهم وتثبيتا فقال: وكان بالمؤمنين رحيما وفي هذه الجملة تقرير لمضمون ما تقدمها.
وَالذَّاكِرُونَ هُمْ الذِينَ يَذْكُرُهم اللهُ, قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " يَقُولُ اللَّهُ -تعالى-: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَاءٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَاءٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ "(رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-). وصلوا وسلموا على نبيكم؛ يعظم الله أجركم, فقد أمركم بذلك ربكم فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
دعاء مؤثر_قيام الليل _الشيخ ابو بكر الشاطري - YouTube
ابو بكر الشاطري المصحف كامل
القران الكريم بصوت الشيخ ابو بكر الشاطري
أبو بكر الشاطري هو الشيخ القارئ أبو بكر بن محمد الشاطري، والملقب بأبي عبد الرحمن، ولد في مدينة جدة عام 1970م، وهو يمني الجنسية، حيث عرف بحسن خلقه، وابتسامته التي لا تفارق وجه، له أربعة أبناء، وأتم ختمتين للقرآن الكريم؛ إحداهما في عام 1409هـ، والأخرى في عام 1428هـ.
ابو بكر الشاطري يوتيوب
1
يتم تحميل مشغل الصوتيات
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
يتم تحميل مشغل الصوتيات
ذات صلة أبو بكر الجزائري أبو البقاء الرندي
أبو بكر الشاطري
أبو بكر الشاطري هو الشيخ القارئ أبو بكر بن محمد الشاطري، والملقب بأبي عبد الرحمن، ولد في مدينة جدة عام 1970م، وهو يمني الجنسية، حيث عرف بحسن خلقه، وابتسامته التي لا تفارق وجه، له أربعة أبناء، وأتم ختمتين للقرآن الكريم؛ إحداهما في عام 1409هـ، والأخرى في عام 1428هـ.