سورة الماعون
سورة الماعون سورة من سورة القرآن الكريم المكية؛ وهي سورة من سور المفصل وسور المفصل هي السور التي تكثر بينها الفصل بالبسملة والمقصود قصار السور في القرآن الكريم، يبلغ عدد آيات سورة الماعون سبع آيات وهي السورة السابعة بعد المئة في ترتيب سور المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين، وقد نزلتْ سورة الماعون بعد سورة التكاثر ، وهي سورة تبدأ بأسلوب استفهام، حيث قال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [١] ، وهي سورة من السور التي لم يُذكر فيها لفظ الجلالة، وهذا المقال سيستحدَّث عن مقاصد سورة الماعون وسبب نزولها وتسميتها وفوائدها.
مقاصد سورة الماعون - سطور
[١١]
فوائد سورة الماعون
بعد مقاصد سورة الماعون، جدير بالذكر إنَّ للسور القرآنية الكريمة كلِّها فضل عظيم في تقويم حياة الإنسان وسنِّ الأحكام والتشريعات التي من شأنها أن تظم حياة المرء وتضبط سلوكه، وسورة الماعون تحديدًا تضمنت مجموعة من الأحكام التي من شأنها أن تنظم حياة الإنسان وسلوكه وتصرفاته، وهذه الأحكام هي: [١١]
حثَّت سورة الماعون على ضرورة الإحسان إلى اليتيم وإطعام المسكين وصون حقه ورزقه، جاء عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى" [١٢]. وحثَّتْ سورة الماعون أيضًا على أداء الصلاة بوقتها الصحيح وعدم تأخير والسَّهو عنها. فوائد تربوية من سورة الماعون | المرسال. كما دعت سورة الماعون إلى ضرورة الإحسان إلى الناس وفعل الخيرات، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كيفية نزول سورة الماعون
نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- متفرقًا في ثلاثة وعشرين عامًا، وكان نزول السور بحسب طول كلِّ سور، فبعض السور كانت تنزل متفرقة وهذه الطريقة كانت في السور الطويلة كسورة البقرة وسورة آل عمران ، أمَّا السور القصيرة فكانت تنزل دفعة واحدة لقصرها، وسورة الماعون من قصار السور ولهذا نزلت هذه السورة دفعة واحدة على رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومثلها سورة الفاتحة والقدر والكوثر والفيل والنصر والكافرون والإخلاص والفلق والناس وغيرهم، وجدير بالذكر إن سورة الأنعام والأعراف والتوبة والفتح والصف والمرسلات سور طويلة ولكنَّها نزلتْ دفعة واحدة، والله أعلم.
قراءة سورة الماعون مكتوبة كاملة بالتشكيل اختر الخط 日 موقع فولدرات 日
اختلف العلماء في تفسير معنى الماعون وقد ورد قول بأن معناها هي: الزكاة التي يأبى بعض الناس القيام بتأديتها وذلك هو القول الراجح. وفي الرأي الآخر الماعون: هي العارية أي الشيء الذي يستعار من الجار لكي ينتفع به لشىء ما كالماء والملح والنار وأدوات الطبخ والفأس والقدور والدلو والميزان وغيرها مما يستعان بها على قضاء حوائج البشر. وفد قومٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما تعهدُ إلينا؟ قال: لا تَمنعوا الماعونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ وما الماعونُ؟ قال: في الحَجَرِ وفي الحديدةِ وفي الماءِ، قالوا: فأيُّ الحديدةِ؟ قال: قُدُورُكُمُ النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنونَ بهِ، قالوا: وما الحَجَرُ؟ قال: قُدُورُكُمُ الحجارةُ. جاء عن عبد الله بن مسعود: قال اللهُ سبحانَهُ وتعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} كنَّا نعُدُّ الماعونَ عاريَّةَ الدَّلْوِ والقِدْرِ. أسماء سورة الماعون
سورة الماعون لها العديد من الأسماء، ومن تلك الأسماء ما يلي:
سورة الماعون. سورة الدين. سورة اليتيم. سورة أَرَأَيْتَ. سورة أَرَأَيْتَ الَّذِي. مقاصد سورة الماعون - سطور. سورة التكذيب. وتلك الأسماء لم تأتي جميعها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها أسماء قد أطلقت على السورة.
فوائد تربوية من سورة الماعون | المرسال
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)
الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
فوائد سورة الماعون الروحانية | المرسال
ـ الحض على طعام المسكين، لم يذم الله سبحانه وتعالى في تلك النقطة منع المنافق الطعام عن المسكين، ولكن ذم عدم الحض وحث الغير على فعل هذا الخير، كما قال في كتابه: ﴿ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الفجر: 18]. ـ السهو عن الصلاة، يتميز المنافق في صلاته بأنه لا يحرص أن يصليها في أول وقتها، وهو لا يخشع في أدائها وينتهي منها بسرعة، فلا يذكر الله إلا قليلًا، وكثيرًا ما يتكاسل عن إقامتها بالمسجد جماعة، وإذا صلاة جماعة فإنه يصليها رياء، يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 142، 143]. ـ الرياء، ضرب الله سبحانه وتعالى مثالين رائعين للرياء، فالأول أنه شبه عمل المرائي الذي يبتغي الشهرة والسمعة والثناء الحسن من الناس، ولا يبتغي بعمله وجه ربه سبحانه وتعالى، قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين ﴾ [البقرة: 264].
ريم السنيدي الدبلوم العالي