علي مع الحق والحق مع علي - YouTube
- علي مع الحق والحق مع قع
علي مع الحق والحق مع قع
والثّاني: سيّدتنا اُمّ سلمة، وأخرجه عنها: الطبراني وأبو بشر الدولابي(3) والخطيب البغدادي(4) وابن عساكر(5). والثالث: سعد بن أبي وقّاص، أخرجه البزّار، فقد قال الهيثمي: «وعن محمّد بن إبراهيم التيمي: إنّ فلاناً دخل المدينة حاجّاً، فأتاه الناس يسلّمون عليه، فدخل سعد فسلّم، فقال: وهذا لم يعنّا على حقّنا على باطل غيرنا. قال: فسكت عنه، فقال: مالك لا تتكلّم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة فقلت لبعيري: اخ اخ، فأنخت حتى انجلت. فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوّله إلى آخره فلم أر فيه اخ اخ! فقال: أما إذ قلت ذاك، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان. قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت امّ سلمة. قال: فأرسل إلى امّ سلمة فسألها. فقالت: قد قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي. فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن؟ فقال: ولم؟ قال: لو سمعت هذا من النبي صلّى الله عليه وسلّم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت. رواه البزار. وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح»(6). أقول:
وإنما أوردته لما فيه من الفوائد:
الأولى: الوقوف على دَجَل القوم، فإنّ «فلاناً» هو «معاوية» و«سعد» هو «ابن أبي وقاص» فسعدٌ كان قد سمع هذا الكلام، ولم يُخبر به أحداً، فكان ممّن كتم الشهادة بالحق، وأيضاً: لم يعمل به، فكان ممّن خذل الحق ـ كما وصف أمير المؤمنين سعداً وأمثاله بعد عثمان ـ وإن ثبت بعد ذلك ندمه على عدم قتاله الفئة الباغية مع علي.
ومع التنزّل عن هذا كلّه، فإنّ الحديث يصحُّ بمعونة الروايات الاُخرى الصحيحة حتى عند الهيثمي. والرّابع: أبو سعيد الخدري، أخرجه أبو يعلى، قال الهيثمي: «وعن أبي سعيد ـ يعني الخدري ـ قال: كنّا عند بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: الموفون الطيّبون; إنّ الله يحبّ الحفي التّقي. قال: ومرَّ علي بن أبي طالب، فقال: الحق مع ذا، الحق مع ذا. رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات»(9). والخامس: كعب بن عجرة، أخرجه الطبراني في الكبير، قال المتقي: «تكون بين الناس فرقة واختلاف، فيكون هذا وأصحابه على الحقّ ـ يعني علياً»(10). والسادس: عائشة، فإنّه لمّا ذكّرها أخوها في البصرة بقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جعلت تبكي، وأظهرت الندم على خروجها(11). نكتفي بهذا القدر لتبيين كذب ابن تيميّة وتزويره، وهناك صحابة آخرون يروى عنهم هذا الحديث، كأبي ذر وابن عبّاس وغيرهما... ومن شاء فليرجع إلى مظانّه. حديث المؤاخاة، كذب
ولقد سعى ابن تيميّة جادّاً لتكذيب حديث المؤاخاة، وأصرّ على كذبه في مواضع عديدة من كتابه، وما ذلك إلاّ لعلمه بصحة هذا الحديث وكونه من خصائص أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسّلام،... فلننقل أولا كلماته:
«أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يؤاخ أحداً... »(12).