الصفحة الاساسية
› الشيخ حياته وآثاره
› مؤلفات الشيخ سيّدي محمّد المنور المدني
› محاضرات ومذاكرات
› واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
الثلثاء24 أفريل 2018, بقلم
بسم الله الرحمن الرحيم
1. أكْرَمنا أحد الفقراء، في هذه السهرة، بتلاوة آيةٍ من كتاب الله العزيز. يقول فيها الله، عز وجل،: « وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "وهي آية عظيمة وقولٌ فصلٌ، كما يقال في علم البلاغة:"قطعت جهيزة قول كل خطيب". 2. ولذلك، وَجب أن يواصل الإنسان عبادته لله وطاعته لرسوله وتطبيقه لكلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأتيه اليقين. واليقين كما يقول العلماء أنواع، فهناك من قال إن اليقين هو الموت وهناك من قال إنه المعرفة بالله. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. فالمعرفة بالله أو اليقين لا يكونان إلا بالعبادة، فهي الوسيلة كي يحل التحقيق في قلب المؤمن ويأتيه الحق. 3. ولا يستقيم التصوف إلا بجمعٍ بين الحقيقة والشريعة، ولا يستقيم التصوف إن غابَ أحداها، لأنهما إذا اجتمعا حققا للإنسان التوازن في الحياة الروحية، فلذلك وجب الثبات على عبادة الله وعلى محبة الله وعلى طريق الله وعلى الوصول الى حضرة الله، فإنْ جاء يقين الموت فإنَّ المرء يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه.
- واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
وهذا كفر وضلال وجهل ، فإن الأنبياء - عليهم السلام - كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته ، وما يستحق من التعظيم ، وكانوا مع هذا أعبد الناس وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة. وإنما المراد باليقين هاهنا الموت ، كما قدمناه. ولله الحمد والمنة ، والحمد لله على الهداية ، وعليه الاستعانة والتوكل ، وهو المسئول أن يتوفانا على أكمل الأحوال وأحسنها [ فإنه جواد كريم][ وحسبنا الله ونعم الوكيل]
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فيه مسألة واحدة: وهو أن اليقين الموت. أمره بعبادته إذ قصر عباده في خدمته ، وأن ذلك يجب عليه. فإن قيل: فما فائدة قوله: حتى يأتيك اليقين وكان قوله: واعبد ربك كافيا في الأمر بالعبادة. قيل له: الفائدة في هذا أنه لو قال: واعبد ربك مطلقا ثم عبده مرة واحدة كان مطيعا; وإذا قال حتى يأتيك اليقين كان معناه لا تفارق هذا حتى تموت. فإن قيل: كيف قال سبحانه: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ولم يقل أبدا; فالجواب أن اليقين أبلغ من قوله: أبدا; لاحتمال لفظ الأبد للحظة الواحدة ولجميع الأبد. وقد تقدم هذا المعنى. والمراد استمرار العبادة مدة حياته ، كما قال العبد الصالح: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا.
حدثنا ابن وكيع ، قال ثنا أبي ، عن سفيان عن طارق ، عن سالم ، مثله. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) قال: الموت ، إذا جاءه الموت ، جاءه تصديق ما قال الله له ، وحدّثه من أمر الآخرة. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب " أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره عن أمّ العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قُرْعة قالت: وطار لنا عثمان بن مظعون ، فأنزلناه في أبياتنا ، فوَجع وجعه الذي مات فيه ، فلما تُوُفِّي وغسِّل وكُفِّن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت: يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب ، فشهادتي عليك ، لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمَّا هُوَ فَقَدْ جاءَهُ اليَقِينُ ، وَوَاللَّهِ إنّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ ". حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا مالك بن إسماعيل ، قال: ثنا إسماعيل ، قال: ثنا إبراهيم بن سعد ، قال / ثنا ابن شهاب ، عن خارجة بن زيد ، عن أمّ العلاء امرأة من نسائهم ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه.