وفي الحَديثِ: بيانُ أنَّ سُنَّةَ الابتلاءِ ماضِيةٌ في العِبادِ، وأنَّ الابتلاءَ للمُؤمِنِ إنما هو رَحمةٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ ولُطفٌ به. الحديث: « مَثَلُ المُؤْمِنِ كَالخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وتَعْدِلُهَا مَرَّةً، ومَثَلُ المُنَافِقِ كَالأرْزَةِ، لا تَزَالُ حتَّى يَكونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً واحِدَةً » [الراوي: كعب بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري] الصفحة أو الرقم: 5643 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [التخريج: أخرجه البخاري (5643)، ومسلم (2810)] الشرح: مِن الأساليبِ التي امتازَ بها البَيانُ في القُرآنِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ: التَّشبيهُ وضَربُ الأمثالِ؛ لِتَقريبِ المفاهيمِ للنَّاسِ عندَ وَعْظِهم وتَعليمِهم. ويَشتمِلُ هذا الحديثُ على تَشبيهٍ رائعٍ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقدْ أُوتِيَ جَوامعَ الكَلِمِ، فشبَّهَ المؤمنَ بالخَامَةِ مِن الزَّرعِ، وهي النَّبْتةُ الغَضَّةُ الطَّريَّةُ منه، تُميلُها الرِّيحُ مرَّةً وتَعدِلُها أُخرى، وشبَّهَ المنافقَ بالأَرْزَةِ، وهو شَجرٌ مَعروفٌ، يُقالُ له: الأَرْزَنُ، يُشبِهُ شَجرَ الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو شجر الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو ذَكَرُ الصَّنَوْبَرِ، وهو الشَّجَرُ الذي يُعمَّرُ طَويلًا، وهي صُلبةٌ صَمَّاءُ ثابِتةٌ، ويكون انْجِعَافُهَا - أي: انقِلاعُها - مرَّةً واحدةً.
حديث مثل المؤمنين
وفي الحَديثِ: بيانُ أنَّ سُنَّةَ الابتلاءِ ماضِيةٌ في العِبادِ، وأنَّ الابتلاءَ للمُؤمِنِ إنما هو رَحمةٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ ولُطفٌ به.
المصدر
شروح الأحاديث النبوية من كتاب رياض الصالحين للشيخ العثيمين
مع تعديل بسيط مني لتسهيل الفهم
وأسال الله أن يجعلنا كالأترجة
زهرة الإسلام
Posted in هَمَسَات دَعَويَّة
شرح حديث مثل المؤمن كمثل خامة الزرع
لم تحظ شجرة في الذكر بما حظيت به النخلة، فهي مرتبطة في الذهنية العربية قبل الإسلام وبعده، وهي حاضرة في القرآن والسنة، فذكرت في القرآن أكثر من إحدى وعشرين مرة، وأما الأحاديث فقد وردت في أكثر من ثلاثمائة مرة، وهذا احتفاء ظاهر بهذه الشجرة، لأنها ترمز للعطاء والخير والبركة، ومن صور ورودها في السنة ورودها مضرب مثلٍ للمؤمن وبركته، واتصال منافعه. شرح حديث مثل المؤمن كمثل خامة الزرع. في صحيح البخاري عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي» فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال: «هي النخلة ». وقد روى ابن حبان عن أبي رزين مرفوعا: « مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً ». من وجوه الشبه بين النخلة والمسلم في:
كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمارها ووجوده على الدوام فانه من حين يطلع ثمارها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس ويتخذ منه منافع كثيرة ومن خشبها وورقها وأغصانها فتستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك ثم آخر شيء منها نواها فينتفع به علفا للابل ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها فهي منافع كلها وخير وجمال كما أن المؤمن خير كله من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه فيواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره وصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك وهو دائم كما تدوم أوراق النخلة فيها فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه.
المصائب تكشف معادن الناس، وتظهر خبايا النفوس، ولا عاصم من السقوط في امتحانها مثل الإيمان بالله، فالمؤمن مع الابتلاء ثابت القلب، مصون اللسان، يلين للابتلاء، فيبتلى مرة، ويعافى مرةة، فهو بين عافية من ابتلاء وواقع في آخر، إما في نفسه وإما في ماله وإما في بدنه، وهو يعلم أنها طريق له إلى النقاء من الذنوب ورفع الدرجات، لأجل ذلك يصبر ويصابر، وأما غير المؤمن فإنه يستمتع بحسناته في الدنيا ليوفر له العذاب في الآخرة، فيقل ابتلاؤه استدراجا وإمهالا. وبكلمات موجزات يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بليغا أوصل من خلاله المعنى، وقرب المعقول في صورة المحسوس، وأبرز الخفي بشكل الجلي، وكذلك شأن من أوتي جوامع الكلم، وملكه الله سلطان البلاغة والفصاحة. في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء »
ولفظ مسلم عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، تفيئها الريح، تصرعها مرة وتعدلها أخرى، حتى تهيج، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها، لا يفيئها شيء، حتى يكون انجعافها مرة واحدة »، وفي رواية « حتى يُستَحصَد » أخرجها البيهقي في شعب الإيمان.
حديث مثل المؤمنين في توادهم
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فإن الله -تعالى- قد اختص المؤمنين من بين سائر الناس بصنوف من المزايا والخصائص والفضائل، وكلما كان نصيب العبد من الإيمان أعظم؛ كان نصيبه من الفضل أعظم وأوفر. وقد جاءت نصوص الوحي تبين فضل المؤمن، وعلو مكانته، حتى يعرف العبد فضل الله عليه، فيشكره، ويقوم بطاعته، وحتى يحافظ على خيريته، فلا يفقدها بفعل ما ينافيها ويضادها، أو ينقصُ من قدرها. فمن النصوص التي جاءت تبين فضل المؤمن: حديث تشبيه المؤمن بالنخلة، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوماً مع بعض أصحابه، فقال: " إنَّ من الشجر شجرةً لا يسقطُ ورقُها، وإنَّها مثلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي ؟" فوقع الناس في شجر البوادي، فقال عبد الله بن عمر: ووقع في نفسي: أنَّها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: " هي النخلة " قال: فذكرتُ ذلك لعمر. حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن .. - ملتقى الشفاء الإسلامي. قال: " لأَنْ تكون قلتَ: هي النخلة، أحبّ إليّ من كذا وكذا " [متفق عليه واللفظ لمسلم]. وفي هذا الحديث: التنبيه على فضل المؤمن، وكثرة نفعه، فلم يشبهْه إلا بأحسن الشجر، وخير النبات. شبّهه هنا بالنخل، وشبهه في حديث آخر بالكرم، وهو شجر العنب؛ لما فيهما من كثرة النفع والخير.
الريحانة: هي كل ما يستراح إليه ، وقيل: هي
كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم. الحنظلة: هي نبات ثمرته في حجم
البرتقالة ولونها ، فيها لب شديد المرارة. في الحديث الشريف بيان بأحوال الناس بالنسبة للقرآن فإن النبي صلى الله
عليه وسلم ضرب أمثلة للمؤمن والمنافق ، فالمؤمن إما أن يكون قارئا للقرآن أو غير قارئ. فإن كان قارئاً للقرآن: فنفسه طيبة وقلبه طيب وكله خير في ذاته وفي غيره
والجلسة معه خير ، فهو كالأترجة ثمرة لها رائحة طيبة زكية وطعمها طيب. أما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن: فهو كمثل التمرة طعمها حلو ولكن ليس لها رائحة زكية كرائحة كالأترجّة ،
فالمؤمن القارئ للقرآن أفضل بكثير من الذي لا يقرأ القرآن ومعنى لا يقرؤه يعني لا يعرفه ولم يتعلمه. باب مثل المؤمن مثل النخلة - حديث صحيح مسلم. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن: كمثل الريحانة لها رائحة طيبة لكن طعمها مر لأن
المنافق في ذاته خبيث لا خير فيه والمنافق هو الذي يظهر أنه مسلم ولكن قلبه كافر. و المنافق الذي لا يقرأ القرآن: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم له مثلا بالحنظلة
طعمها مر وليست لها ريح ، فلا خير فيه وليس معه قرآن ينتفع الناس به
هذه كانت أقسام الناس في قراءة كتاب الله فاحرصي أختي على أن تكوني من
المؤمنين الذين يقرءون القرآن ويتلونه حق تلاوته حتى تكوني كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها حلو.