طفل يتعرض للاعتداء الجنسى
وأضاف فرويز، أن المغتصب شخصية سيكوباتية تتصف بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بعواقب ما يفعله والنمطية من خلال تكرار نفس الأخطاء، أما الشخص الذى لا يكون له سوابق وفعل ذلك لأول مرة وكان سلوكه قويما ولكنه فعل ذلك بشكل مفاجئ، فمن الممكن أن يكون مصابا بورم فى الصدغ الجانبى للمخ، ويكون برىء من تصرفاته وغير واعى لها إنما مرضه هو السبب، موضحا أن الحل فى هذه الحالات بإجراء رنين مغناطيسى لتشخيص المرض، وإزالة الورم ليصبح طبيعيا، وتصاحب هذه الحالة صداع وثقل فى يديه. وفى ذات السياق لفتت الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إلى أن شخصية المغتصب امتزاج ما بين السمات الإجرامية والسادية، لأن الطفل أو الطفلة المعتدى عليها ستبكى وتصرخ من الألم، ومنها يتلذذ هو بسماع آلام الآخرين، ولا يفرق معه السن، والجزء الثانى أنه يشعر بنوع من السيطرة، فى حالات كثيرة يكون الاعتداء نوعا من الإجرام أو تخليص حق مع أهلها، فهو يكون شخصية تميل لغير المألوف فيجرب فعل ذلك مع طفل رضيع ويكون أيضا اندفاعيا جدا. فيما أكدت الدكتورة أسماء عبد العظيم ، أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، أن الشخص المغتصب ليس مريضا نفسيا، ويمكن أن يصنف مضطرب جنسيًا، مع غياب الضمير الأخلاقى والوازع الدينى والنفسى، بالإضافة إلى كونه شخصا أنانيا، مع غياب النضج النفسى.
- نورا أفرياض: الطفل «عدنان بوشوف» يفتح ملف «البيدوفيليا» بالمغرب
- بعد 5 أشهر.. كيف أتأكد من اغتصاب طفلي؟
- آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال وعلاج ضحايا
نورا أفرياض: الطفل «عدنان بوشوف» يفتح ملف «البيدوفيليا» بالمغرب
تستيقظ فى منتصف الليل وتكسر حائط الصمت بصرخات متتالية تجعل من فى البيت يهرول إلى غرفتها فى حالة من الذعر لا يعرفون ما أصابها ومن الذى تجرأ على اقتحام غرفتها فى هذه الساعات المتأخرة، وعند رؤيتها على سريرها يتضح أن كل شىء من حولها هادئ إلا من صرخاتها وحركات أيديها وهزات جسدها المتواصلة، وكأنها تقاوم شخصا عنيفا لا يريد تركها أبدا، يتعجب أهلها لأنهم لم يروا شيئا مما تحاربه ابنتهما فهو صراع داخلى غير مرئى إلا لضحيته التى عانت حالة اغتصاب منذ سنوات ولا تعبر عن وجعها إلى أن خرج هذا اليوم، ولم تكن وحدها التى تعانى بل آلاف غيرها ممن تعرضوا لنفس الحادثة. انتشرت حالات اغتصاب الأطفال ولعل حالة "طفلة البامبرز" ليست الأولى ولكنها الأبشع، إذ اغتصب شخص رضيعة لا يتعدى عمرها عشرين شهرا، وهو الأمر الذى يجعلنا نتطرق لهذا الأمر بشكل أكبر ونتحدث عن نفسية مغتصب الأطفال الصغار وهل يوجد مرض نفسى يخص هذا النوع من الخلل النفسى واكتشافه، أم أنها أفعال إجرامية انتقامية، وكيف يتم التعامل مع الأطفال بعد اغتصابهم خاصة أنهم عرضة لأمراض نفسية مختلفة. الملامح السلوكية لمغتصب الأطفال
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الأمراض النفسية بالأكاديمية الطبية، إن أغتصاب الأطفال نوع من انواع الشذوذ الجنسى، والخروج عن المألوف، وممارسة الجنس مع الأطفال أو كبار السن أو الموتى أو الحيوانات تم تصنيفه وفقا لمنظمة الصحة العالمية على أنه اضطراب سلوكى، وليس مرض نفسى منذ عام 1992، وخرج عن إطار الأمراض النفسية.
بعد 5 أشهر.. كيف أتأكد من اغتصاب طفلي؟
الاكتئاب هو أكثر الأعراض طويلة الأجل شيوعًا بين الناجين من الاغتصاب والاعتداء الجنسي في الطفولة، وأعراض الاكتئاب لدى الناجين من الاعتداء الجنسي في الطفولة: الشعور بالكآبة معظم الوقت، الميول الانتحارية ، اضطرابات النوم، أنماط الأكل، والشعور بالذنب والعار ولوم الذات. [2] غالبًا ما يواجه ضحايا الاعتداء الجنسي صعوبة في إدراك سوء المعاملة وجريمة الآخر، وبالتالي يفكرون سلبًا في أنفسهم. بعد سنوات من الأفكار السلبية يشعر الضحايا بأنهم لا قيمة لهم، ويتجنبون الآخرين لاعتقادهم بأنه ليس لديهم ما يقدمونه. كشفت دراسة (كننغهام وبيبرس، 1988) أن النساء الناجيات من اعتداءات في الطفولة يعانين غالبًا من التوتر ، والذي قد يظهر في شكل مخاوف طبية وقلق صحي أكثر بكثير من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لإيذاء الجنسي في الصغر، وغالبًا ما ارتبطت بآلام الحوض ومشاكل الجهاز الهضمي والصداع وصعوبة البلع. الأشكال العنيفة من الاعتداءات الجنسية على الأطفال مثل الاغتصاب ترتبط بالخوف ، وتسبب التوتر لفترة طويلة حتى بعد توقف الضرر، وفي كثير من الأحيان يعاني الضحايا من القلق المزمن ونوبات الفزع والرهاب. نورا أفرياض: الطفل «عدنان بوشوف» يفتح ملف «البيدوفيليا» بالمغرب. قارنت دراسة 1995 McNew & Abell بين أعراض الإجهاد بعد الصدمة لدى قدامى المحاربين في فيتنام، وبين البالغين الناجين من الاعتداء الجنسي في الطفولة، وتوصلت إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال هو صدمة ويمكن أن يؤدي إلى أعراض مماثلة لأعراض الصدمة المرتبطة بالحرب.
آثار الاعتداء الجنسي على الأطفال وعلاج ضحايا
الطفل الذى تعرض للتحرش، سوف تلاحظ تغيرًا على سلوكياته بوضوح، فيبالغ بشكل غريب فى إظهار عواطفه للغير أو الأم والأب 3. لاحظ طفلك، فقد تستجد عليه بعض التصرفات الجنسية غير اللائقة ودون تبرير، ويفعلها دون قصد منه 4. فجأة تجد طفلك يلقى بكلمات وإيحاءات جنسية فظة 5. وبشكل مفاجئ أيضًا تجد طفلك الصغير يطلق تسميات جديدة على أعضائه التناسلية، غير التى علمتها إياه 6. يعانى هذا المسكين من اضطرابات مفاجئة ومتكررة بالنوم مثل الشعور الدائم بالقلق، الأحلام المزعجة والكوابيس، أو يرفض أن ينام وحده 7. أى تغير أو سلوكيات جديدة من خارج بيئة الطفل تطرأ عليه لابد وأن تلاحظها 8. الهبوط الشديد فى مستوى الطفل الدراسى علامة ومؤشر بارز لمروره بمشكلة 9. كثرة السرحان والتفكير دون تحدث 10. الهروب من المنزل 11. أن يثور الطفل ويغضب فجأة ويتكرر هذا السلوك الغاضب الجديد عليه مرارًا وتكرارًا 12. قد يؤذى الطفل ذاته، بأداة أو بغيره لذا تابع التغيرات التى تطرأ على جسم طفلك 13. السلوك السلبى أو ما يعرف بالانسحاب 14. الشعور الدائم بالحزن والاكتئاب والإحباط وهو أمر جديد عليه 15. يعانى الطفل من صعوبة بالمشى أو الجلوس أو القدرة على حركة الجسم كالسابق 16.
بعض الضحايا يقومون بعزل وفصل أنفسهم لحماية أنفسهم من التعرض للإيذاء الجنسي ، وعندما يكبرون فإنهم قد يستمرون في استخدام هذه الآلية للتكيف مع شعورهم بعدم الأمان أو التهديد. يعاني ضحايا الإساءة الجنسية في الصغر من مشاعر الارتباك والكوابيس واجترار الذكريات تلازمهم طوال عمرهم، وفي بعض الأحيان يتسبب الاعتداء الجنسي في صدمة قد تجعل الضحية ينسى ويقمع التجربة كآلية للتكيف. تقول الخبيرة النفسية في موقع حلوها سراء الأنصاري في إجابتها لفتاة تشعر بغضب شديد وكراهية لمن حولها بعد تعرضها للتحرش: " المتحرش يستحق كل الاحتقار والعقوبات وأوصي الأهل بعدم السكوت والمواجهة والدفاع عن أولادهم في مواقف مشابهة، ولكن كما يبدو أن الاهل لا تزال تتحرج في مثل هذه المواضيع، أو ربما هي تعرضت أيضا ولذلك التدخل أو الحديث في الموضوع يثير حزن أو الم والله أعلم. لاداعي لكراهية أهلك أو الرجال عموما فقد فعلها شخص واحد في مثل هذه الحالات وعدم القدرة على التجاوز يجب مراجعة الطبيب النفسي للتعامل مع آثارها حتى لا تؤثر على المستقبل، وأخبري الوالدة بما أنها لم تعينك فمن حقك مراجعة طبيب او طبيبة نفسية لإزالة الضرر قدر الإمكان " يتسبب الاعتداء الجنسي على الأطفال في أضرار جنسية يعاني منها الضحايا على المدى القصير والطويل، وأهمها:[3] تجنب الجنس أو الخوف منه.
وتبقى قضية عبد العالي الحاضي الملقب بـ«سفاح تارودانت» الذي كان يختار ضحاياه من الأطفال المشرّدين في الشوارع، من أشهر قضايا اغتصاب الأطفال بالمغرب كونالجاني كان يقتل الأطفال بعد اغتصابهم، وقد قضى نتيجة أفعاله الإجرامية ثمانية أطفال. بدأت القضية باكتشاف عظام بشرية في أحد وديان المدينة، وبعد عملية بحث قصيرة، تم الاهتداء إلى الجاني الذي يعمل مساعد بائع للمأكولات الخفيفة في المحطة الطرقية، اعترف ببرودة دم بالمنسوب إليه، وتمّ الحكم عليه استئنافيًا بالإعدام سنة 2005، إلا أنه ونتيجة تجميد تنفيذ هذه العقوبة بالمغرب، لا زال عبد العالي حيًا يرزق في سجن آسفي. مطالب برفع العقوبات إلى الإخصاء
كانت نجية أديب، رئيسة جمعية ما تقيش ولادي، قد طالبت في لقاء إعلامي، بإخصاء مغتصبي الأطفال، فقد أشارت إلى أن العقوبات الموجودة في القانون الجنائي المغربي غير كافية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، وأن الإخصاء هو ردع كل من تُسوّل له نفسه العبث بجسد طفل، خاصة وأن هذا المطلب عبّرت عنه الكثير من أسر الضحايا، وهي المطالب التي تقاسمها كذلك قاضي بمحكمة النقض هو محمد الخضراري الذي شجّع على سن قانون الإخصاء الكيميائي. جميع هذه القصص الأليمة التي ذكرت، قد تتكرر في أي وقت، إذا لم يعد النظر في العقوبات الرادعة لمثل هاته الجرائم المسيئة لبلد عريق كالمغرب، خصوصًا أن أصوات المطالبين بتفعيل عقوبة الإعدام لا يمكن أن يطالها الصمت أو التجاهل بعد كل ما جرى في السنوات الأخيرة.