أَقصى دَرَجاتِها؛ فقد أطْلَقُوا العقلَ في مَسَارِحَ تنبو عن مَدْرَكِه، وتميلُ عن مَعْيَهه، ليعود حسيرًا مَسْلوبًا. ثمَّ جَروا بالأدلَّة النَّقليَّةِ ودَلالاتِها في مَهامِهِ التَّنكيرِ، والتَّحريفِ، والتَّفريغِ مِن مَضامينِها الحقَّةِ الَّتي رامَها الُمتكلِّمُ أوَّل مرَّة؛ مُسَلِّطةً عليها مَنَاهجَ استشراقِيَّةً كافرةً بالوَحيِ، تعامَلَت مع نصوصِه بحُسبانِها ظاهرةً تاريخيَّةً ماديَّةً خالصةً؛ مُتعامِيةً عن حقيقةِ مَصدرِها الإلهيِّ الَّذي لا يَتَطرَّق إليه باطلٌ. هذا التَّعامي عن دلائل الشَّرعِ والإذعان لمَخابِرها الحقَّةِ، مَردُّه -في الغالب- إلى عَمى قلب النَّاظر؛ ذلك أنَّ النُّفوسَ إذا استقَرَّت على حُكمٍ تَهواه، تكلَّفت له دليلًا مِن العقلِ أو النَّقل لدفعِ ما يُناقِضُه مِن أخبار، وتأويل ما يُضادُّه من مُحكَمات، وتَعَلَّق بما يسنُده من مُتشابِهات. فآلَت بذا الحالُ إِلى عَبَثيَّةٍ فكريَّةٍ مُمَزِّقةٍ، لا خلاصَ منها إلَّا بمنهجٍ يأبى الخصومةَ، ويكشِف عن الاتِّساق بين الدَّلائلِ النَّقليَّةِ والعقليَّةِ، ولا يَتَحقَّق ذلكَ إلا بلُزومِ سابِلةِ المنهجِ السُّنِّيِ المَعصومِ. حديث عن الحبه السوداء. فأين هذا المَنهج؟.. ومَن يدَعُنا لحالِنا نسلُكه؟!..
- الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث - عبد الله بن عمر با موسى - مکتبة مدرسة الفقاهة
- هل هناك ضوابط أو شروط عند استعمال الحبة السوداء ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- الحبة السوداء ومنافعها
- ص20 - كتاب الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث - المبحث الأول مكونات الحبة السوداء - المكتبة الشاملة
الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث - عبد الله بن عمر با موسى - مکتبة مدرسة الفقاهة
"زاد المعاد" (4 /297).
هل هناك ضوابط أو شروط عند استعمال الحبة السوداء ؟ - الإسلام سؤال وجواب
حبة السوداء: ثبت في "الصحيحين": من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ". والسام: الموت. الحبة السوداء هي الشونيز في لغة الفرس. وهي الكمون الأسود، ويسمى الكمون الهندي. وقال الحربي عن الحسن: إنها الخردل. وحكى الهروي أنها الحبة الخضراء ثمرة البطم. وكلاهما وهم، والصواب: أنها الشونيز. وهي كثيرة المنافع جدا. وقوله: " شفاء من كل داء " مثل قوله تعالى: ( تدمر كل شيء بأمر ربها) [الأحقاف: 25] أي: كل شيء يقبل التدمير، ونظائره. وهي نافعة من جميع الأمراض الباردة. الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث - عبد الله بن عمر با موسى - مکتبة مدرسة الفقاهة. وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض، فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها، إذا أخذ يسيرها. وقد نص صاحب "القانون" وغيره على الزعفران في قرص الكافور لسرعة تنفيذه وإيصاله قوته. وله نظائر يعرفها حذاق الصناعة. ولا تستبعد منفعة الحار في أمراض حارة بالخاصية فإنك تجد ذلك في أدوية كثيرة، منها: الأنزروت وما يركب معه من أدوية الرمد كالسكر وغيره من المفردات الحارة، والرمد ورم حار باتفاق الأطباء. وكذلك نفع الكبريت الحار جدا من الجرب. والشونيز حار يابس في الثالثة، مذهب للنفخ، مخرج لحب القرع، نافع من البرص وحمى الربع والبلغمية، مفتح للسدد، محلل للرياح، مجفف لبلة المعدة ورطوبتها.
الحبة السوداء ومنافعها
والله أعلم.
ص20 - كتاب الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث - المبحث الأول مكونات الحبة السوداء - المكتبة الشاملة
اسم الکتاب: الحبة السوداء في الحديث النبوي والطب الحديث المؤلف: عبد الله بن عمر با موسى
الجزء: 1
صفحة: 22
تسمى الفاهيدرين (alpha-hederin) بواسطة الباحثين كومارا وهوت في عام 2001. 3- هل تختص هذه المكونات بنوع للحبة السوداء دون آخر؟
من الشائع بين العامة أن الحبة السوداء التي لها تأثير طبي هي من نوع معين وتنبت في بلد معين بل ولها سعر أعلى من الأنواع الأخرى من الحبة السوداء. وليس على هذا التخصيص لنوع معين أو بلد معين أو شكل معين للحبة السوداء أي مستند علمي. وقد أجرى الباحثان بروتس وبوكار في عام 2000 بأستراليا بحثا على ستة أنواع من الحبة السوداء الموجودة في الأسواق، وتم تحليل عناصر هذه الأنواع الستة، ووجد أنها تحتوي على نفس التركيب من الناحية النوعية وتكمن الفروقات فقط في كميات هذه العناصر الموجودة في هذه الأنواع الستة. هل هناك ضوابط أو شروط عند استعمال الحبة السوداء ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وكذلك البحوث التي أجريت في قسمنا (وظائف الأعضاء بكلية الطب بجامعة الملك فيصل) وهي تقارب العشرة كانت على الحبة السوداء الموجودة في السوق، والتي تباع بالسعر العادي، وأعطت نتائج قوية في التأثير في العوامل التي تم دراستها. ولذا فإن شراء الحبة السوداء الموجودة في السوق ذات السعر العادي يكفي عن شراء الأنواع الغالية والفروقات في هذه الأسعار ترجع غالباً إلى درجة النقاوة والمذاق، وليس إلى التركيب الكيميائي أو التأثير الطبي والله أعلم.
مسار الصفحة الحالية: ٢- مكونات الحبة السوداء: من أوائل البحوث التي ظهرت في مكونات الحبة السوداء بحث للعالم: قرينش في عام ١٨٨٠ م حيث توصل إلى أن هذه النبتة تحتوي على ٢٧% زيت، و ٤. ١٤% رماد يحتوي على عنصر الكالسيوم بشكل رئيس. ثم توالت البحوث بعد ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحاضر لتكشف مكونات هذا النبات العجيب ويمكن إجمال نتائج هذه البحوث في الجدول رقم (١) والذي يبين نسبة هذه المكونات من وزن الحبة السوداء. الحبة السوداء ومنافعها. وتحتوي الحبة السوداء على مكونات ضئيلة وجزئية ولكنها مهمة من الناحية الدوائية العلاجية؛ حيث تتميز هذه المكونات بالقدرة على التأثير في وظائف الجسم ومكافحة الأمراض والتأثير في مسبباتها) مثل (alkaloids-coumarines. ويتكون الزيت الثابت للحبة السوداء من أحماض دهنية وستيرولات (sterols) (١) بينما يحتوي الزيت الطيار على مادة النيجلون وكان أول من تمكن من فرزها الباحثان محفوظ والدخاخني في عام ١٩٦٠م ثم توصل الدخاخني فيما بعد إلى أنها عبارة عن مركب لمادة الثيموكوينون الذي يعد من أهم المواد الفعالة علاجيا في هذا النبات (٢). (١) جاد وزملاؤه – ١٩٦٣. (٢) الدخاخني ١٩٦٥
السؤال
فضيلة الشيخ يعلم الله إني أحبكم في الله وأكن لك احتراما خاصا في قلبي وأسأل الله التوفيق لنا ولكم وأن ينفع الله بعلمكم ويسدد خطاكم ويجمعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الشيخ سؤالي هو: هل يوجد هنالك ضوابط لتناول الحبة السوداء فقد وجدت بعض المواقع تضع شروطاً كأن يقولون الشرط فيها 7 حبات مخلوطة بالعسل وأن يغلق الفم عند مضغها وما إلى ذلك فأرجو تبيان هذا الأمر وكذلك أسألك وأنشدك أن تدعوا لي بالشفاء فقد ألم بي مرض عضال ووالله إني لأتمنى الموت في كل لحظه. الحمد لله. أولاً:
روى البخاري (5688) – واللفظ له - ومسلم (2215) عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ: ( شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ) قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ الْمَوْتُ. وللعلماء قولان في قوله: ( شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ): فقيل: هو على عمومه ، فيشمل كل داء. وقيل: هو عام أريد به الخصوص ، فالمراد به بعض الأدواء. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" قِيلَ إِنَّ قَوْله " كُلّ دَاء " تَقْدِيره: يَقْبَل الْعِلَاج بِهَا, فَإِنَّهَا تَنْفَع مِنْ الْأَمْرَاض الْبَارِدَة, وَأَمَّا الْحَارَّة فَلَا.