وقد تحدثت الأيات عن كلام سيدنا زكريا إلى ابنه يحيي عليهما السلام، فقد طلب منه أن يسعى ويجتهد دائماً ويحرص على نشر العلم الذي حصل عليه من الله عز وجل. ما هي فوائد سورة مريم - موسوعة. وأوضحت السورة وعد الله بتنمية قلوب المؤمنين بالمودة والمحبة، وأعطت إنذاراً للكفار وأوضحت أنهم سيندموا على عبادتهم للأصنام. أيضاً أشارت سورة مريم إلى قصة إبراهيم و ما حدث له مع والده وقومه، ومحاولة إبعادهم عن الشرك بالله، وقد رزقه الله عز وجل بالذرية الصالحة، وتحدثت السورة عن ما حدث للمكذبين من هلاك، وعقاب، وأنواع أخرى من العذاب، وفي نهاية السورة كان هناك مشهد لهلاك الأقوام السابقين. أيضاً تحدثت السورة عن الجنة، وأحوال العباد يوم القيامة، وما سيحصلوا عليه من نعيم وترف، بالإضافة إلى ذِكر قصة السيدة مريم وعيسى عليه السلام، وكيف أن الله خلقه من دون أب، وكيف أن الله عز وجل جعله يتحدث وهو مازال رضيع؛ حتى يبرئ والدته من أي كلام يُقال عنها، وعن عفتها. خمس فوائد من سورة مريم
من السور العظيمة التي لها ثواب وأجر عند قراءتها، مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم، ومن أهم فوائدها:
إن تدبرها يُساعد الإنسان في معرفة الكثير من أمور الدنيا، وتجعله يسلم شأنه لله عز وجل، ويعرف أن الله لن يرزقه سوى بالخير.
- ما هي فوائد سورة مريم - موسوعة
ما هي فوائد سورة مريم - موسوعة
سبب نزول الآية 66: أمّا سببُ نزول الآية: " ويَقولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا " فقد روى الكلبي أنّها نزلت في أُبيّ بن خلف حينَما استهزأ بكلام الله مستنكرًا عودة الإنسان إلى الحياة بعد الموت، حيث أخذَ حفنة من عظامٍ بالية وفتَّتها وقال: " زعم لكم محمد أنّا نُبعَثُ بعدَما نموت ". سبب نزول الآية 77: نَزَلت الآية: " أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا " في العاص بن وائل السهمي، وهو أحدُ المشركين، إذْ رُوي أنّه كان مدينًا لمسلمٍ يُدعى خباب بن الأرت، وكان يؤخّرُ دفْعَ الدّيْن له متعمّدًا حتى يرتد عن الإسلام، إذ كان يقول له: " لا أقضيك حتى تكفر بمحمّد " فردّ عليه خباب: " لا أكفر حتى تموتَ وتُبعث "، فردّ عليه السهمي مستهزئًا: " إنّي إذا متُّ ثم بعثت جِئني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك ". سبب نزول الآية 96: أوردَ جلال الديم السيوطي سببَ نزولِ الآية: " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " أنها نزلت في عبد الرحمن بن عوف لمّا هاجرَ من مكّة إلى المدينةِ مُفارقًا أصحابَه هناك، وأنّ اللهَ سيعوّضُه ويغرسُ محبّة الصالحين في قلوب الناس.
حيث ذكر الله تعالى زكريا عليه السّلام الذي كان كفيلاً لمريم -عليها السّلام- وأسرته التي تُعتبر أسرةً مباركةً ومن سلالة الأنبياء عبر العصور، وابنه يحيى -عليه السّلام- الذي تجمعه صلة قرابةٍ بعيسى -عليه السّلام- فهما أبناء خالةٍ، وفي ذلك رسالةٌ مفادها أنّ عيسى -عليه السّلام- آيةٌ من آيات الله تعالى ورسولٌ من رسله، وليس كما يتّهمه اليهود. الدروس المستفادة من سورة مريم التركيز على وحدانية الله عز وجل وبيان أنه الله الواحد الأحد، لا شريك له في الملك، ولم يلد، ولم يولد وبذلك تمت نفي دعوة النصارى المعروفة بأن عيسى ابن مريم هو ابن الله تعالى. بيان قصص لِعدد الأنبياء؛ حتى تكون عبرة وعظة للعبد المسلم فيستفيد منها. كذلك من الدروس المستفادة من سورة مريم التأمل والتدبر؛ حيث تدعوا السورة العبد المسلم إلى إعمال عقله في سبب ذكر الله تعالى لِعبده زكريا. تنزيه الله تعالى عن أي نقص؛ حيث بينت السورة التذكر ليس عكس النسيان فقال تعالى " لا يضل ربي، ولا ينسى"، كما قال تعالى " وما كان ربك نسيا"، وبذلك فإن التذكر هنا يكون رفع لمقام زكريا عليه السلام، واستجابة لدعوته. أيضاً، من الدروس التي يأخذها المتعلم من سورة مريم، تعلم آداب الخطاب وذلك يتضح في عدة أمور منها النداء الخافت ؛ لأن الله تعالى يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.