السؤال: فصـل في تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ
لُّمَزَةٍ}
الإجابة: َقوله: { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ
لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]، هو: الطَّعَّان
العيَّاب. كما قال: { هَمَّازٍ مَّشَّاء
بِنَمِيمٍ} [القلم: 11]، وقال: { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي
الصَّدَقَاتِ} [ التوبة : 58]، وقال: { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79]، والهمز أشد؛ لأن الهمز
الدفع بشدة، ومنه الهمزة من الحروف، وهي نقرة في الحلق، ومنه:
{ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97]، ومنه قول
النبي صلى الله عليه وسلم "أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم، من هَمْزِه، ونفخه، ونفثه" وقال:
(همزه: الموُتَةُ) وهي الصرع، فالهَمْزُ: مثل الطعن لفظًا
ومعنى. تفسير ايه ويل لكل همزه لمزه. واللَّمْز: كالذم والعيب، وإنما ذم من يكثر الهمز،
واللمز.
فإن الهُمُزَة واللُّمزَة: هو الذي يفعل ذلك كثيرًا،
و[الهمزة]، و[اللمزة]: الذي يُفْعل ذلك به.
كتب تفسير ابن القيم لقوله تعالى ويل لكل همزة لمزة - مكتبة نور
عن الليث. وقيل: الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء لفظه، واللمزة الذي يكسر عينه على جليسه
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363...
»
»»
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٥٨
تفسير ومعنى: "ويل لكل همزة لمزة " ؟ // للشيخ: محمد المنجد - YouTube
وبركعه فتبركع؛ أي صرعه فوقع على أسته؛ قاله في الصحاح. والآية نزلت في الأخنس بن شريق، فيما روى الضحاك عن ابن عباس. وكان يلمز الناس ويعيبهم: مقبلين ومدبرين. وقال ابن جريج: في الوليد بن المغيرة، وكان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه، ويقدح فيه في وجهه. وقيل: نزلت في أبي بن خلف. وقيل: في جميل بن عامر الثقفي. وقيل: إنها مرسلة على العموم من غير تخصيص؛ وهو قول الأكثرين. قال مجاهد: ليست بخاصة لأحد، بل لكل من كانت هذه صفته. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٥٨. وقال الفراء: بجوز أن يذكر الشيء العام ويقصد به الخاص، قصد الواحد إذا قال: لا أزورك أبدا. فتقول: من لم يزرني فلست بزائره؛ يعني ذلك القائل. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير