الإيمان بأن الله هو رب الكون، وتوحيد وإفراد الله بالربوبية وأنه لا رب لنا سواه، ينزل رحمته من السماء، ويرزق من يشاء، ويعطي لمن يشاء الإناث، ويهب الذكور لمن يريد. الإيمان الكامل بأسماء الله وصفاته، وتوحيد وإفراد الله عز وجل بأسمائه التي اصطفاها لنفسه، وإفراده بصفاته جل وعلا التي اتصف بها دون غيره. حق رسول الله رسول الله صلوات من ربي وسلامه عليه هو مبعوث الحق لنا، جاءنا بالكتاب المبين، وجاء بطريق الحق ونور الهداية للعالمين أجمعين. وما هو إلا وحي ينطق به من رب العباد جاء به الروح الأمين روح القدس جبريل عليه السلام، وقد كان نبينا بنا رحيماً، علينا يخاف، وفر شفاعته ليوم القيامة ليشفع لنا. أما من حق رسول الله: الإيمان بالرسول واتباع هديه وخطاه والسير على نهجه وسنته. محبة رسول الله وتعظيم شأنه. محبة آل رسول الله وأهل بيته، وجميع صحابته. الإكثار من الصلاة على النبي. اتباع سنته وما أحب فعله وعمله وما دلنا عليه. الدفاع عن سنته، ونشر الدين من بعده. موضوع حق الله وحق رسول ومما سبق يتضح لنا أن حق الله وحق رسول الله ثابت لا شك فيه ولا مجال للنقاش مطلقاً، فأنت تؤمن بالله حقاً فتستنبط حقه عليك. وتؤمن بنبيه حقاً فتعلم حقوقه عليك، ومن حق الله وحق رسول الله: عبادة الله بحق كما أمرنا وأنزل لنا فرائض العبادة والدين.
موضوع عن حق الله وحق الرسول - تعلم
ومعنى ((فكاكك)): أنك كنت معرَّضًا لدخول النار، وهذا فكاكك؛ لأن الله تعالى قدَّر للنار عددًا يملؤها، فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم، صاروا في معنى الفكاك للمسلمين، والله أعلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُدْنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى صحيفة حسناته))؛ متفق عليه. ((كنفه)): ستره ورحمته. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث المتعددة كلُّها في باب الرجاء، ولكن الرجاء لا بد أن يكون له عمل يُبنى عليه. أما الرجاء من دون عمل يُبنى عليه، فإنه تَمَنٍّ لا يستفيد منه العبد؛ ولهذا جاء في الحديث: ((الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتْبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأمانيَّ))، فلا بد من عمل يتحقق به الرجاء. ذكر المؤلِّف رحمه الله حديث معاذ بن جبل؛ أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال: له: ((أتدري ما حق الله على العباد، وحق العباد على الله؟))، قال الله ورسوله أعلم.
التفريغ النصي - إثبات الرؤية لله عز وجل - للشيخ سلمان العودة
الله حق الله علينا وحق رسول الله من الحقوق التي مهما فعل الانسان لا يمكن أن نقدمها، ومن أهم حق الله على العباد هو الايمان المطلق بالله مع أداء العبادات والفرائض، ولقد خلق الله تعالى الإنسان في احسن صورة، لقد ميزة أيضًا عن باقي المخلوقات، وميزة بشيء معين وخاص وهو العقل، لكي يفكر ويدبر في الأمور الدينية والسماوية، وان يعلم أن كل هذا من صنع الله فقط عز وجل، حيث يوجد الكثير من الحقوق التي يلزم على الإنسان أن يراعيها وان يقوم بها اتجاه الله عز وجل. ما هو حق الله على العباد ميزنا الله عن الكثير من المخلوقات الأخرى، والذي يمكن أن يكون لدينا علم شديد بهذه الميزة وهو العقل. التي نقوم باستخدامه في الكثير من الأشياء ولولا وجود هذا العقل كان الإنسان لا يوجد تفرقة بينه وبين أي مخلوق أخر خلقه الله. علينا أيضًا أن نستخدمه فيما هو يمكن أن نستفاد منه، من اجل التجارة أو العمل أو التأمل في مخلوقات الله، أو في تفسير القرآن الكريم ، ولا يمكن أن نقوم باستخدامه في أي شيء لا يرضي الله عز وجل، كذلك أيضًا اتجاه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بعث الله معه رساله وهي دين الإسلام لكي يؤديها ويبلغنا بها، فهو أيضًا لديه حق كبير علينا.
حق الله على العباد وحق العباد على الله
والميت في قبره يُسأل عن ثلاث: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ صلى الله عليه وسلم. وكذلك أيضا ما ذكره رحمه الله من صفة محاسبة العبد المؤمن، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة، فيخلو بعبده المؤمن، ويضع عليه كنَفَه؛ يعني ستره، ويقول: فعلتَ كذا وفعلت كذا، ويقرِّره بالذنوب، فإذا أقرَّ قال: ((كنتُ سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته باليمين)). ومن ذلك أيضًا أن المؤمنين كل واحد منهم يعطى يهوديًّا أو نصرانيًّا يوم القيامة، ويقال: هذا فكاكك من النار، يعني هذا يكون بدلك في النار، وأما أنت فقد نجوتَ. فنحن يوم القيامة - إن شاء الله تعالى - كلُّ واحد منا يُجعل بيده يهودي أو نصراني يُلقى في النار بدلًا عنه، يكون فكاكًا له من النار. ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير، من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار، وواحد في الجنة. وذكر المؤلِّف أيضًا حديثًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة، فقال: ((أما تَرضَوْن أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة؟))، قالوا: بلى، قال: ((إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة))؛ يعني: نصف أهل الجنة من هذه الأمَّة، والنصف الباقي من بقية الأمم كلِّها، وهذا يدل على كثرة هذه الأمَّة؛ لأنها آخر الأمم، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة.
الوقفة السادسة: قوله: (أفلا أبشر الناس؟... استنبط منها أهل العلم استحباب بشارة المسلم بما يسره وبخاصة إذا كان نفعه متعديا في الدنيا والآخرة، فالصحابة -رضي الله عنهم لم تكن من صفاتهم الأنانية وحب الذات، بل كانوا يسارعون إلى بشارة بعضهم البعض ليستفيد الجميع من ذلك.