يقول: فلا تحزن على ما فاتك منها، فإن الذي لك عند الله خير لك منها. اهـ. وقال ابن عطية: وقوله تعالى: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى: يحتمل أن يريد الدارين الدنيا والآخرة، وهذا تأويل ابن إسحاق، وغيره، ويحتمل أن يريد حاليه في الدنيا قبل نزول السورة وبعدها، فوعده الله تعالى على هذا التأويل بالنصر، والظهور. اهـ. وقال البيضاوي: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى، فإنها باقية خالصة عن الشوائب، وهذه فانية مشوبة بالمضار، كأنه لما بين أنه سبحانه وتعالى لا يزال يواصله بالوحي، والكرامة في الدنيا، وعد له ما هو أعلى وأجل من ذلك في الآخرة، أو لنهاية أمرك خير من بدايته، فإنه صلّى الله عليه وسلم لا يزال يتصاعد في الرفعة، والكمال. اهـ. وقال ابن عاشور: بشر بأن آخرته خير من أولاه، وأن عاقبته أحسن من بدأته. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الضحى - الآية 4. والآخرة: مؤنث الآخر، والأولى: مؤنث الأول، وغلب لفظ الآخرة في اصطلاح القرآن على الحياة الآخرة، وعلى الدار الآخرة، كما غلب لفظ الأولى على حياة الناس التي قبل انخرام هذا العالم، فيجوز أن يكون المراد هنا من كلا اللفظين كلا معنييه، فيفيد أن الحياة الآخرة خير له من هذه الحياة العاجلة؛ تبشيرًا له بالخيرات الأبدية، ويفيد أن حالاته تجري على الانتقال من حالة إلى أحسن منها، فيكون تأنيث الوصفين جاريًا على حالتي التغليب، وحالتي التوصيف، ويكون التأنيث في هذا المعنى الثاني لمراعاة معنى الحالة.
إعراب قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى الآية 4 سورة الضحى
إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها. ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث المسعودي به ، وقال الترمذي: حسن صحيح. وللاخرة خير لك من الأولى. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولىروى سلمة عن ابن إسحاق قال: وللآخرة خير لك من الأولى أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا. وقال ابن عباس: أري النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يفتح الله على أمته بعده فسر بذلك فنزل جبريل بقوله: وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى) يقول تعالى ذكره: وللدار الآخرة، وما أعد الله لك فيها، خير لك من الدار الدنيا وما فيها. يقول: فلا تحزن على ما فاتك منها، فإن الذي لك عند الله خير لك منها.
القران الكريم |وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ
تفسير السعدي
وأما حاله المستقبلة، فقال: { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} أي: كل حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة. فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي ويمكن له الله دينه، وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب. تفسير القرطبي
قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى روى سلمة عن ابن إسحاق قال: وللآخرة خير لك من الأولى أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا. وقال ابن عباس: أري النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يفتح الله على أمته بعده فسر بذلك فنزل جبريل بقوله: وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. القران الكريم |وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ. تفسير الطبري
وقوله: ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى) يقول تعالى ذكره: وللدار الآخرة، وما أعد الله لك فيها، خير لك من الدار الدنيا وما فيها. يقول: فلا تحزن على ما فاتك منها، فإن الذي لك عند الله خير لك منها.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الضحى - الآية 4
اللهم لا أُضام وأنت حسبي ، ولا أفتقر وأنت ربي ، فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا حول ولا قوة إلا
بك]
ويومىء ذلك إلى أن عودة نزول الوحي عليه هذه المرة خير من العودة التي سبقت ، أي تكفل الله بأن لا ينقطع عنه نزول الوحي من بعد. فاللام في «الآخرة» و { الأولى} لام الجنس ، أي كُلّ آجل أمره هو خير من عاجله في هذه الدنيا وفي الأخرى. إعراب قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى الآية 4 سورة الضحى. واللام في قوله: { لك} لام الاختصاص ، أي خير مختص بك وهو شامل لكل ما له تعلق بنفس النبي صلى الله عليه وسلم في ذاته وفي دِينه وفي أمته ، فهذا وعد من الله بأن ينشر دين الإِسلام وأن يمكِّن أمته من الخيرات التي يأملها النبي صلى الله عليه وسلم لهم. وقد روى الطبراني والبيهقي في «دلائل النبوءة» عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عُرض عليّ ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني فأنزل الله تعالى: { وللآخرة خير لك من الأولى} "
قراءة سورة الضحى
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ (4) ( وللآخرة خير لك من الأولى) أي: والدار الآخرة خير لك من هذه الدار. ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا ، وأعظمهم لها إطراحا ، كما هو معلوم [ بالضرورة] من سيرته. ولما خير ، عليه السلام في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها ثم الجنة ، وبين الصيرورة إلى الله - عز وجل - اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدنية. قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد ، حدثنا المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير ، فأثر في جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت: يا رسول الله ، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما لي وللدنيا ؟! ما أنا والدنيا ؟! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها. ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث المسعودي به ، وقال الترمذي: حسن صحيح.