شعيب عليه السلام. ولادة النبي شعيب عليه السلام. معجزة النبي شعيب عليه السلام. شعيب عليه السلام: شُعيب عليه السلام: يُدعى شُعيب ابن عيفا بن مدين بن إبراهيم، وقد اختلف أغلبُ الرواة على اسم النبي شعيب، فقد ذكر أنه شُعيب بن صيفر بن عيفا بن نابت بن مدين بن إبراهيم، وقيل شُعيب بن ميكيل بن يشجن بن مدين. وقيل أنه شُعيب بن ضغثون بن عقبا بن مدين بن إبراهيم ، وكان اسمه عليه السلام بالعبرانية" يُثيرون" وبالسريانية "ثابور" وسُمي شُعيباً؛ لأن والدهُ عليه السلام لما رُزقه كان يدعوا لربّه" إلهي وسيدي قد كثُرت عليّ الشعوب والقبائل بأرض مدين، فبارك لي في شعبي هذا. زياره النبي شعيب عليه السلام صور. إنّ شعيب عليه السلام كان في غاية الجمال، والبهاء والاعتدال وأعطي علماً وفهماً، وكان قليل الكلام دائم الفكر، ناحل الجسم ومثالاً في الزّهد والعبادة، وقد ورث من أبيه غنماً كثيراً، فكان يأكل من لبنها ويعيش منها. وكان النبي شُعيباً حكيماً عاقلاً ومفكراً، وعن وهب بن منبه أنه قال: شُعيب وملغم هم ممن آمن بإبراهيم يوم أحرقَ بالنار وهاجرا معه إلى الشام، فزوجهما بنتى لوط عليه السلام، ذكره ابن قتيبة. وفي القرآن الكريم وُصف النبي شعيب وفقا لما ورد على لسان قومه بأنه "الحليم الرشيد"، حتى وإن كان ذلك على سبيل التهكم، إلا أنه وصف مستحق وفى محله، فقيل فيه في كتاب الله تعالى: "قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِى أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ" هود:11″.
معجزة شعيب عليه السلام
فلما رأى شعيب ما حل بقومه أعرض عنهم، وأثقله الحزن على ما أصابهم، وتذكَّر كفرهم وعنادهم واستهزاءهم به وإساءتهم إليه، ثم تولى عنهم وقال كما قال الله تعالى عنهم: ( وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ) [الأعراف:93]. وقد وردت قصة شعيب مع قومه في عدد من سور القرآن الكريم بتفصيلات مختلفة ومنها: سورة الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت لمن أراد زيادة في التفصيل. أسأل الله أن نكون ممن يتأثر ويتعظ، ويستمع ويعي قلبه، وصلوا -عباد الله- وسلموا على خاتم رسل الله، المنزل عليه كتاب الله القرآن الكريم ومثله معه، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
زياره النبي شعيب عليه السلام صور
ولم يمتنع قوم شعيب ويعودوا إلى الله وقالوا له
قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) ( سورة الشعراء)
يعني كذبوه وطلبوا بأن يسقط عذاب الله، ووصل الأمر إلى التهديد للنبي بالنفي
قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) ( سورة الأعراف). وبدءوا يلعبوا معه ويسخرون ويقولون أنهم لا يفهمون ما يقوله
قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) ( سورة هود)
يعني قالوا انهم لا يفهمون ما يقوله ويرونه ضعيف ولولا قبيلته لرجموه بالحجارة، وفي هذه المرحلة دعا الله عليهم ويفصل بينه وبينهم. قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) ( سورة هود).
الدين ليس فقط عبادة وعقيدة وانما معايشة لأمر الواقع فهذا منهج الأنبياء فإذا كان انحراف بين القوم فكانوا يواجهون هذا الانحراف، وكان الانحراف السائد في مدين انحراف التجار وكثرة الغش، وكانوا يعبدون كذلك شجرة تسمى الأيكة ولذلك أسماهم الله بأصحاب الأيكة.