ولأن كل شيء يتطور في الإمارات بسرعة البرق، لذا أصبح من المألوف أن يجد السائح في مدينة أبوظبي إعلاناً للوصول إلى تلك الصحراء وعبورها جواً برحلات «الهيلوكوبتر» السياحية التي تنظمها بعض الشركات السياحية في العاصمة حتى أصبحت تلك الصحراء اليوم من أهم الوجهات السياحية خارج العاصمة لمن يريد مشاهدة عظمة صحراء الربع الخالي الساكنة، وأكبر منبسط صحراوي رملي في العالم. أن تعبر تلك الصحراء بطائرة الهيلوكوبتر لتهبط وسط قصر السراب في قلب الصحراء فهذا أمر طبيعي وإلى هنا والأمور تسير بشكل اعتيادي، ولكن عندما تهبط هناك وتتجول في المكان وأثناء تجوالك يمر قطار بجوارك يشق طريقه وسط الرمال المتحركة فهذه معجزة لا تتحقق إلا في دولة الإمارات، ولتضيف لإنجازاتها السابقة المميزة إنجازاً جديداً. المواطن محمد بن علي المرر (75 عاماً) أحد سكان واحات ليوا لا يحلو له الجلوس إلا فوق أحد الكثبان الرملية الشاهقة الارتفاع، يصعد ويجلس مفترشاً الرمال الناعمة يلقي ببصره بعيداً على الكثبان الرملية التي تلوحها أشعة الشمس ممتدة على امتداد البصر في عمق الصحراء لا يطيل النظر فيها لأنها منطقة جرداء، ولا يوجد بها ما يشد النظر، ولكن عندما يحرك نظره إلى الأسفل يرى قضبان السكة الحديد التي تمتد بطول البصر وسط الصحراء الجرداء، ويطيل النظر والتأمل في تلك القضبان.
واحات الربع الخالي ملاذ
ما يكشفه هذا التحويل في اسم الواحة، يشير إلى معنى الجواء في العربية الفصيحة وتاريخ استخدامها، فالجواء وفق معاجم اللغة العربية تعني «الواسع من الأَودية»، و«الفُسحة وسط البيوت»، وهذا ما يشير إلى توصيف الواحة ذاتها. تاريخ المكان
تقدم الوثائق الرسمية التي توفرها «حكومة أبوظبي» عن الواحة معلومات وفيرة حول تاريخ المكان وسيرة ساكنيه، فيرد ما نصه: «كانت واحة ليوا المحطة الأخيرة للاستقرار البشري على الطرف الشمالي لحقل الكثبان الرملية الذي يمتد على طول 650000 كم والذي أصبح معروفاً باسم الربع الخالي نظراً لاتساعه وظروفه المناخية القاسية وبيئته الوعرة. أجرى البدو منابع المياه الجوفية العذبة لزراعة التمور ونتيجة لذلك ظهرت أربعين قرية في ليوا قبل القرن السادس عشر، غير أنه مع بزوغ شمس صناعة اللؤلؤ، فقدت ليوا أهميتها كمركز تنسيق اقتصادي في المنطقة، وانتقل الفرع الرائد من قبيلة بني ياس، آل بو فلاح (أسرة آل نهيان)، إلى أبوظبي خلال أوائل التسعينيات من القرن الثامن عشر». تشير هذه المعلومات التاريخية إلى أثر واحة ليوا في التكوين الاجتماعي لمدينة أبوظبي اليوم، فلا يمكن المرور على مرحلة التحول السكانية من الزراعة والاعتماد على الأرض إلى البحر وصيد اللؤلؤ من دون التوقف ملياً عند تجليات ذلك كله على أرض الواقع، فالمزارع التي تشكلت في الواحة انتجت معها عدداً كبيراً من الحصون والقلاع التاريخية، وكذلك الحال في تتبع المهن والصناعات التي انتجها صيد اللؤلؤ.
يعكس معرض الصقور والصيد السعودي، الذي انطلقت فعالياته، اليوم الثلاثاء، في الرياض، ويستمر حتى السبت المقبل، تراث وتاريخ الجزيرة العربية وتنوع تضاريسها الجغرافية، حيث جمع المعرض في مختلف أركانه واقع البيئة الصحراوية عبر واحات حاكت مناطق المملكة من صحراء الطائف إلى صحارى الربع الخالي. وتضم واحة أدوات التخييم التي تقام على مساحة 1530م2، 42 عارضاً من مختلف دول العالم، وتهدف الواحة إلى استقطاب محلات وأدوات التخييم والرحلات البرية من جميع مناطق المملكة من داخلها أو خارجها سواء من الدول الخليجية أو الإقليمية والعالمية لعرض ما يملكونه من أدوات التخييم على زوار المهرجان والتعريف بها. ويحاكي تصميم واحة تقنيات وتربية الصقور بأحدث التقنيات في تربية وتدريب الصقور، بيئة الصحراء الجنوبية، وتقام على مساحة 758م2، وتضم 26 عارضاً يقدمون التقنيات الحديثة والأدوات المستخدمة في تربية وصيد الصقور، وتعريف الزوار بمصدر هذه التقنيات لتسهيل الوصول إليها عند الحاجة, كما توفر شاشات لعرض الأفلام الدعائية لمنتجات المشاركين, بالإضافة إلى الستاندات، ولوحات العرض. وصممت واحة عارضي الصقور بطريقة مستوحاة من صحراء الربع الخالي على مساحة 1509م2، وتضم 13 عارضاً، تهدف إلى استقطاب الصقارين وملاك الطيور الجارحة من جميع مناطق المملكة ومن خارجها لعرض ما يملكونه من الصقور والطيور الجارحة على زوار المعرض, فيما تنقل واحة منتجي الصقور في المملكة ومنطقة الخليج زوارها إلى براري الطائف، حيث يشارك فيها 14 عارضاً على مساحة 361م2، ويضم هذا التجمع أهم المزارع والمرابط المحلية والخليجية المتخصصة في الصقور بمكان واحد للتعريف بها والخدمات التي تقدمها في هذا المجال والتعريف بتلك الصناعة من حيث حجمها داخل السوق ومدى أهميتها.