ولذا قال: « أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول » ثم أخذ جريدة نخل فشقها في نصفها أو قطعها في عرضها وجعل على كل قبر جريدة وقال: « لعل الله أن يخفف عنها ما لم ييبسا » وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يأتينا إنسان، ويقول: أنا سأجعل جريدة على قبر، نقول له: أولا: هل تعرف هو معذب أو منعم ؟ ولو جعلت جريدة على قبر فقد دعوت على صاحبها بالهلاك؛ لأنك ادعيت أنه معذب. ثانيًا: كم مات عند النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ولم يجعل هذه الجريدة إلا على قبر هذين الرجلين فقط. ثالثًا: أن جعلها قد يكون من ادعاء علم الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله، أو من يُطلعه -تعالى- عليه، وأما العلة في قوله: « لعل الله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا » فقال بعض أهل العلم: "لأنها ما دامت خضراء فهي تسبح، ويستفيد من في القبر من تسبيحها فيخفف الله عنهم عذابه" ، هذا قول لبعض أهل العلم وليس بالاتفاق، لكن هذا قول أحببت أن أورده عن بعض أهل العلم. حكم الغيبة و النميمة | المرسال. إذا حصل العذاب في القبر لأحد هذين الاثنين من النميمة، لأنه كان يمشي بالنميمة، وعذاب القبر لا تستسهله، نحن لم نصبر في الدنيا على عذاب الدنيا، مع أننا فوق الأرض فكيف نصبر على عذاب القبر ؟ أنت الآن لو عذبت فلست وحدك بل معك أناس، لو جاءك مرض فمعك أناس، في المستشفى معك أناس، وفي المجتمع معك أناس هذا يعني أنك لست وحدك، لكن في قبرك إن عذبت فمن معك ؟ ليس معك أحد، ويأتيك التراب من كل مكان وعندك ضيق في قبرك، إلا أن يوسع الله عليك بعملك الصالح، فعذاب القبر أشد من عذاب الدنيا.
حكم الغيبة و النميمة | المرسال
- وقال تعالى: { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]. قال مقاتل بن سليمان: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ يعني الطعان المغتاب الذي إذا غاب عنه الرجل اغتابه من خلفه). (وقال قتادة: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعن عليهم). - وقال تعالى: { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36]. - (القفو هو البهت، وأصله من القفا، كأنه قول يقال خلفه، وهو في معنى الغِيبة وهو ذكر الرجل في غَيبته بما يسوءه). 30
8
146, 758
تاريخ النشر: الأحد 2 ذو الحجة 1437 هـ - 4-9-2016 م
التقييم:
رقم الفتوى: 334300
12318
0
86
السؤال
ما هي الغيبة والنميمة؟
هناك تفاصيل تحدث في الحياة، والإنسان يحكي عنها لشخص آخر. فهل هذه غيبة، أو نميمة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الغيبة: هي ذكر الإنسان لأخيه بما يكرهه، كما جاء في الحديث: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. رواه مسلم. والغيبة لا تكون إلا بتعيين الشخص المتكلم عنه، أو الإبهام به، مع معرفة السامعين له؛ لأن معرفتهم حينئذ، تنزل منزلة التعيين. وأما الحديث عن الشخص المجهول: فإنه لا يعتبر غيبة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا … متفق عليه. ولذلك، فإن ذكر تفاصيل حياة الشخص المعين بما يكره ذكره منها، لا يجوز، إلا إذا كان مبهما بحيث لا يعرفه السامعون. وللمزيد من الفائدة، انظري الفتوى رقم: 129922 ، والفتوى رقم: 242515 وما أحيل عليه فيهما.