كما أتمنى على كل من يعمم في قوله وحكمه أن يسأل نفسه هل هو معصوم من ارتكاب الخطأ؟ هل هو معصوم من سوء التصرف ومن ارتكاب الذنب؟ لا شك أنه غير معصوم لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). إذا أنا أخطئ وأنت تخطئ وغيرنا يخطئ صغيرنا يخطئ وكبيرنا يخطئ، عالمنا يخطئ، جاهلنا يخطئ وهلم جرا. إذن فلا تعمم في قولك وحكمك حتى لا تخوض مع الخائضين الذين ذمهم الله تعالى حيث قال: (ما سلككم من سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين). أخبار الخليج | آفة التعميم.. وخطورتها على الفرد والمجتمع. أي كنا نتكلم فيما لا نعلم.. أو نتكلم في الباطل. وإن من عجيب هذه الآية أنها جعلت الخوض مع الخائضين، قرين ترك الصلاة والزكاة والإيمان باليوم الأخير فما هو يا ترى الأمر الجلل الذي جعله في هذه المنزلة المخيفة! وتأمل يا من تعمم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) أو هو من الهالكين. أجل من يعمم لا شك أنه من الهالكين لأنه ظلم واعتدى. أخي الكريم ربنا يدعوك إلى العدل في القول والحكم (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) ويقول أيضا (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله) هناك آيات كثيرة لم أذكرها حتى لا أطيل أكثر.
- هل التعميم لغة الجهلاء
- في النقد والتعميم | صحيفة الرياضية
- أخبار الخليج | آفة التعميم.. وخطورتها على الفرد والمجتمع
هل التعميم لغة الجهلاء
هذا أمر بديهي ولا يصلح الاستدراك به. قال ابن تيمية: من فصيح الكلام وجيده الإطلاق والتعميم عند ظهور قصد التخصيص والتقييد، وعلى هذه الطريقة الخطاب الوارد في الكتاب والسنة وكلام العلماء، بل وكل كلام فصيح، بل وجميع كلام الأمم، فإن التعرض عند كل مسألة لقيودها وشروطها تعجرف وتكلف، وخروج عن سَنن البيان، وإضاعة للمقصود. في النقد والتعميم | صحيفة الرياضية. هذا الخلل نراه في حياتنا وفي وسائل التواصل؛ فمدح الشخص في جانب لا يعني أنك تمدحه من كل الجوانب، ولستَ مضطرًا لاتخاذ درع من سهام الآخرين كقولك:"وبالطبع أنا أختلف معه في أشياء" أو "ولا تعجبني فيه أمور وتصرفات"؛ لستَ مضطرًا لكل هذا إلا في بيئات سيئة الفهم والظن أيضًا. نعم؛ ولستَ مضطرًا لقول كلمة "بعض" عند كل نقد، فاللفظ العام يخصصه مقصدك وكلامك الآخر وعرف الناس اللغوي؛ فنقدك للرجال يعني أنك تقصد السيء منهم ولايعني أنك تقصد أن كل الرجال سيئون، وكذلك عند نقدك للنساء أو الأطباء أو المعلمين أو أي فئة. بل إني أرى أن من الديانة والمروءة أنك إذا أثنيت على شخص/فئة فلا تستدرك بلفظ مبهم كقولك "وفيهم خطأ وصواب"؛ إما أن تبين موطن الخطأ، أو فلا تترك أخاك عرضة لسوء فهم السامع الذي سيلبسه كل احتمالات الأخطاء التي تمر بذهنه.
في النقد والتعميم | صحيفة الرياضية
نحن نشهد كيف أن المجتمعات المتحضرة لا تتخلى عن الحوار حتى في حال عدم وجود أزمة معينة تعيشها لأنها خبرت كيف أن للحوار قدرة كبيرة في تحصينها من أن يتراكم الشك في النفوس والتي قد لا يكون بمقدورها التعامل مع هذا الشك المتراكم عبر الزمن من أن يتحول إلى نار حارقة في وقت حدوث الأزمات, وبالعكس فإن المجتمعات المتخلفة حضاريا والتي تسمح لنفسها وبسبب غياب الحوار أن تعيش على جبال من الشك في النفوس بين مكوناتها الدينية والفكرية والثقافية, تصبح مستعدة أكثر لأن يتحول هذا الكم الهائل من الشك في النفوس إلى نيران تشعل الواقع في وقت الأزمة. فالحوار هو أداة فعالة في تخليص المجتمع من ثقافة التعميم التي تشرعن حالة الظلم في تعامل المجتمع مع بعضه. هل التعميم لغة الجهلاء. 4- أنسنة الثقافة: لا يخلو أي مجتمع من اختلافات وخلافات وربما حتى اصطدام في أطروحاته الفكرية والاجتماعية ولكن المشكلة أنه عندما يحدث هذا الاصطدام ويقع هذا الخلاف ونحن نحمل ثقافة ليس فيها إيمان بكرامة الإنسان كإنسان وليس فيها رحمة تمنع الإنسان من أن يتخذ خلافه مبررا له لإسقاط ذلك الآخر المختلف معه ويدفعه إلى انتهاك حرمته وعدم الاعتراف بحقوقه. الأنسنة تعطي للثقافة قاعدة عريضة ومتينة من المشتركات التي تجعل من الصعب على الإنسان حتى في أوج صراعه مع الآخرين أن تكون له لغة تعميمية وخطاب ثقافي تعميمي.
أخبار الخليج | آفة التعميم.. وخطورتها على الفرد والمجتمع
Zahid dan saya, sebagai pelengkap aja. Aslinya ngga perlu ada foto sih
التعاملات والتفاعليات في المجتمع تدور حول ما رقب ووطن الإنسان في البيئة ومكوناتها، إذن لا مفر من التنوعات في كل المجال حتى في بناء الأفكار والمعلومات. ولكن من الخطير حول المجتمع عندما يرى التنوعات بصفة عامة والعمومية على صورة واحدة وينسى جانب الآخر، فمن هذا القبيل والوجه أرى ( خصوصا في نظري) خطأ وخلل مجازف. من هنا، ومن هنا فقط أريد أن أصرح لمن له قلب وعقل وهو شهيد، على أن العموميات أصلا ليس على وجه واحد لأن نرفضها في مجال الحياة الشامل. فهناك نوع بل أنواع لا بد من التعميم للجميع ولازما للقابل عليه؛ لكي تجري الحياة والأفكار وما إلى ذلك بتنظيم ومرتب، فالترتيب من مصالح الحياة وسعادتها، والإسلام يحترم ذلك ويسوق الناس إلى السعادة في الحياة الدنيا فضلا في الآخرة؛ إذن التنظيم له قيمة عريقة في الإسلام. و قد صدق من قال: "الشر بتنظيم يغلب الخير بلا تنظيم. " علاوة على ما سبق أريد أن أنبه للجميع قضية التنوعية، قبل الدخول إلى رئيسية الموضوع. عندما سمع الناس كلمة التنوع فكثير ما يخطر على بالهم ما أصطلح بتباينية وتضاربية وخصومية ووتعارضية وتصارعية وقل ما تريد من المصطلحات التي يقنع عقلك من الكلمة المناسبة بما ذكر، مع أن الوقائع مختلف تماما بما يتصور البعض وإن كان عددهم من جملة الجمهورية.
ولا يمكن لنا أن نعقد ثقافة على أسس إنسانية متينة ما لم نؤصل كرامة الإنسان في كل أمور حياتنا, لا الطائفة ولا المذهب ولا الاختلاف الفكري ولا التنوع الإثني ولا المناطقي يعطينا الحق في سلب مثقال ذرة من كرامة الإنسان التي منحتها السماء له. فالإنسان الذي يحمل ثقافة إنسانية يكون مجتمعه في مأمن من أن يكون له خطاب ثقافي تعميمي. أما الإنسان الذي لا يحيط ثقافته بسياج إنساني فهو إنسان مخترق من قبل الشيطان والمجتمع لا يكون في مأمن مما قد يدور في نفسه من كراهية وازدراء للآخرين. 5- تغليب المصالح العامة: لا جدال في أن الخطاب الثقافي التعميمي لا يكترث بالمصالح العامة وأنه أداة للذين لا يريدون خيرا بمجتمعاتهم. فثقافة التعميم تعزز حالة الانكفاء على النفس وليس هناك وصفة أحسن من الأنانية لتفكيك وحدة المجتمع. فكلما كان هناك حرص لحفظ وحدة المجتمع وكلما كان هناك تأكيد على أن من مصلحة الجميع أن يحتفظ المجتمع بأمنه واستقراره وكلما جعل المجتمع من مصالحه العامة والمشتركة أولويات لا يمكن التنازل عنها كان هذا المجتمع أقدر على تمييز ما تجلبه الثقافة التعميمية من ويلات وأخطار عليه. ختاما, صحيح أنه من غير السهل أن يستطيع مجتمع ما أن يصحح ثقافته بين ليلة وضحاها، ولكن من الخطأ أن يسعى المجتمع إلى معالجة ما قد يعيشه من مشاكل وتحديات من غير مقاربة حقيقية للأفكار والقناعات والقيم التي تنتج مثل هذه المشاكل لا بل إنها ربما تكون هي السبب في تحويل مشاكلنا إلى أزمات ومشاكل مزمنة.