وفي رواية ثالثة عند الطبري ، و الطبراني عن أبي أمامة الباهلي ، وفيها: فقال الأعرابي: أنا ذا، فقال: ( ويحك ، ماذا يؤمنك أن أقول: نعم ، ولو قلت: نعم ؛ لوجبت ، ولو وجبت لكفرتم ، ألا إنه إنما أهلك الذين قبلكم أئمة الحرج ، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض ، وحرمت عليكم منها موضع خف ، لوقعتم فيه) فأنزل الله عز وجل عند ذلك: { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم}. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وإسناده حسن جيد"، وسكت عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح". لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم ما تفسير هذه الآية - موقع محتويات. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم": "في إسناده ضعف". هكذا جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة. وقد أورد جمهور المفسرين هذه الأحاديث عند تفسيرها. ثم يقال في التعليق على هذه الروايات التالي:
أولاً- ذكر أهل الحديث أن حديث عليٍّ رضي الله عنه في سؤالهم عن الحج، أفي كل عام؟ في إسناده ضعف، ومن ثم فلا يُحتج به على سب نزول هذه الآية. ثانياً- علق ابن عاشور على حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري بما يفيد استبعاده كسبب للنزول.
- لا تسألوا عن اشياء ان
- لا تسالوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم
- يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء
- لا تسألوا عن اشياء ان تبدا لكم تسؤكم
- لا تسالوا عن اشياء ان تبدو
لا تسألوا عن اشياء ان
من الآداب التي دعا إليها الإسلام ما قررته الآية الكريم: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم} (المائدة:101) نقف مع أسباب نزول هذه الآية. لا تسألوا عن اشياء ان. أورد المفسرون عدة روايات تتعلق بنزول هذه الآية، نستعرضها تالياً:
الرواية الأولى: روى الشيخان وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب، فقال: (عُرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً) قال: فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه. قال: غطوا رؤوسهم ولهم خنين - خروج الصوت من الأنف مع البكاء، وفي رواية (حنين) وهو صوت مرتفع بالبكاء، يخرج من الصدر- قال: فقام عمر رضي الله عنه، فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، قال: فقام ذاك الرجل، فقال: من أبي؟ قال: (أبوك فلان). فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. وفي لفظ للإمام مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها.
لا تسالوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم
ثالثاً- حديث أبي موسى رضي الله عنه مجمل، فسره حديث أنس رضي الله عنه. وأما حديث أنس فرواته كثيرون، وشهرته ظاهرة، وموافقته لسياق الآية القرآني غير خافية. وأيضاً فقوله تعالى: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} إلى قوله: {قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين} (المائدة:102) يوافق ما رواه الشيخان - واللفظ لمسلم - عنسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعظم المسلمين في المسلمين جُرماً من سأل عن أمر لم يُحَرَّم، فحُرِّم على الناس من أجل مسألته). وحاصل القول: إن سبب نزول الآية الكريمة ما روى أنس في أسئلتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لصحة سنده، وتصريحه بالنزول، وموافقته لسياق القرآن مع ما يؤيده من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. هذا، وقد قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها... وأنها نزلت بسبب كثرة المسائل، إما على سبيل الاستهزاء والامتحان، وإما على سبيل التعنت عن الشيء، الذي لو لم يسأل عنه لكان على الإباحة". ما معنى: {لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}؟. عن اسلام. ويب
يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء
( عفا الله عنها) أي: ما لم يذكره في كتابه فهو مما عفا عنه ، فاسكتوا أنتم عنها كما سكت عنها. وفي الصحيح ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ذروني ما تركتم; فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ". وفي الحديث الصحيح أيضا: " إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها ".
لا تسألوا عن اشياء ان تبدا لكم تسؤكم
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 12/8/2015 ميلادي - 27/10/1436 هجري
الزيارات: 55414
وقفة مع آية
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ [1] إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 101، 102]. قال الشيخ أبو بكر الجزائري:
أي: تظهر لكم جوابًا لسؤالكم يَحصُل لكم بها ما يسوءُكم ويضرُّكم، ﴿ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ﴾ [المائدة: 101]؛ أي: يبيِّنها لكم رسولُنا الكريم، أما أن تسألوا عنها قبل نزول القرآن بها، فذلك ما لا يَنبغي لكم من باب إحفاء رسول الله وأذيته، ثم قال: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ﴾ [المائدة: 101]؛ أي: لم يُؤاخذكم بما سألتم، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 101]، فتوبوا إليه يتُبْ عليكم [2] ، واستغفروه يغفر لكم ويرحمكم؛ فإنه غفور رحيم.
لا تسالوا عن اشياء ان تبدو
إذًا فالآية نزلت لسبب معين وهو بعيد كل البعد عن فهم أعداء الإسلام العظيم، فمقصود الآية عدَّة أمور:
1- النهي عن الأسئلة السفسطائية. 2- النهي عن أسئلة الاختبار التعسفي. لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم - منبع الحلول. 3- النهي عن السؤال عما لا ينفع العبد. 4- النهي عن السؤال في أمور لو وجبت على الأمة لشقت عليهم. كما أن المعترض على الآية الكريمة يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد إجابتهم على أسئلتهم، والآية تقول " وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ": أي لو سألوا عنها لبينها الله لهم. وجماع الفهم الصحيح لهذه الآية يتلخص في قوله " إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ "، فنستنتج من هذا أن الله سبحانه وتعالى نهى عن مساءلة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بالأمة، لا لأنَّه سيكون عند المسلمين أسئلة تمس بصحة الإسلام كما يتوهم المعترض، انظر إلى قوله تعالى في نهاية الآية " عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "، أي: عفى الله المؤمنين عن بعض المسائل والله غفور لمن تاب من عباده وامتثل الأمر، حليم على من تجاوز الأمر، سبحانه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فقد كثرت الطعون الموجهة للقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأغلب هذه الطعون تنم عن جهل قائلها وسوء نيته. وقد كثر الكلام عن قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة: 101]
فيقولون عبارة (أغلق عقلك واتبعني) يريدون: أن النبي صلى الله عليه وسلم اخترع هذه الآية لكي لا يكثروا الأسئلة عليه فيما يخص الدين، فيكون ذلك سببًا في تركهم الإسلام المنافي للعقل!!! لا تسألوا عن اشياء ان تبدا لكم تسؤكم. وأكثر من يقول ذلك يعتقد أن: 1+1+1=1! أقصد النصارى الذين يؤمنون بالتثليث: إله الآب وإله الإبن وإله الروح القدس = والثلاثة إله واحد فرد! والذين يؤمنون بما جاء في سفر الأمثال:
5:3 تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. ولتفسير هذه الآية تقول: إنَّ أفضل من فسَّر كلام الله تعالى[1] هو النبي صلى الله عليه وسلم، لأنَّه رسول الله، ولأن الله أوكل إليه هذه المهمة، قال تعالى: أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44]
يقول النبي صلى الله عليه وسلم[2]: إن أعظمَ المسلمين في المسلمين جرمًا، من سأل عن شيءٍ لم يحرَّمّْ على المسلمين، فحرّم عليهم، من أجلِ مسألتِه.