12-09-2013, 12:19 PM
# 1
من هم أهل الصفة
[center]تمّ تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة بأمر الله تعالى، وذلك بعد ستة عشر شهراً من هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وبقي حائط القبلة الأولى في مؤخر المسجد النبوي، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به فظلل أو سقف، وأطلق عليه اسم الصُّفة أو الظلة، ولم يكن له ما يستر جوانبه. قال القاضي عياض: الصفة ظلة في مؤخر مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأوي إليها المساكين، وإليها ينسب أهل الصفة. وقال ابن حجر: الصفة مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل. وأهْلُ الصَّفَّة هم فقراء المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم تكن لهم منازل يسكنونها، فكانوا يأوون إلى هذا المكان المظلّل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وعُرفوا بأضياف الإسلام. من هم أهل الصفة؟ ولماذا سماهم النبي بهذا الاسم؟. قال أبو هريرة رضي الله عنه: (.. وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد) ( البخاري). فالمهاجرون الأوائل الذين هاجروا قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو معه أو بعده حتى نهاية الفترة الأولى قبل غزوة بدر، استطاع الأنصار أن يستضيفوهم في بيوتهم وأن يشاركوهم النفقة، ولكن فيما بعد لم يعد هناك قدرة للأنصار على استيعابهم، وذلك بسبب انتشار الإسلام وكثرة من يدخلون فيه، ومن ثم كثر المهاجرون إلى المدينة، فكل من لم يتيسر له أحد يكفله، أو مكان يأوي إليه، كان يأوي إلى تلك الصفة في المسجد مؤقتا ريثما يجد السبيل.
- الصفة (المسجد النبوي) - ويكيبيديا
- من هم أهل الصفة؟ ولماذا سماهم النبي بهذا الاسم؟
الصفة (المسجد النبوي) - ويكيبيديا
واشتهر بعضهم بالعلم كحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ الذي اهتم بأحاديث الفتن، وكأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الذي اشتهر بحفظه و كثرة رواياته لأحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
من هم أهل الصفة؟ ولماذا سماهم النبي بهذا الاسم؟
وظاهرة (أهل الصفة) لها مكانتها لدى المؤرخ المسلم، وقد جمع أسماءَهم الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب (تاريخ أهل الصفة) وكان عددهم نحو أربعمائة من الصحابة، ومن الناحية الاجتماعية فأن (أهل الصفة) هم من فقراء المسلمين، يستحقون الصدقة كما يستحقون الفيء، وذلك وارد في سورة البقرة: 271- 273 وكذلك في سورة الحشر، وأهل الصفة (يكتسبون عند إمكان الإكتساب، وبالنسبة للرسول الكريم لهم منزلة (ضيوف الإسلام) وكان يبعث إليهم بما يكون عنده. وفي غزوات الرسول كانوا معه ويذودون عنه بسيوفهم وقلوبهم، وقد شارك بعض أهل الصفة في غزوة بدر، فتميزوا على غيرهم مثلما تميز البدريين وضمن هذا السياق نرى أن (أهل الصفة) كانوا من جملة الصحابة وليس من نخبة الصحابة. ومن سمات (أهل الصفة) أنهم (كانوا أعظم الناس قتالاً وجهاداً وقد قُتِل منهم سبعين رجلا، في يوم بئر معونة، حتى وجد عليهم النبي موجدة، وقنت شهراً يدعوا على الذين قتلوهم)
من كل هذا أرى أن (أهل الصفة) هم فقراء المسلمين ومساكينهم، هاجروا حباً بالرسول الأعظم وإيماناً بالدين الجديد ودافعوا عن الدين بأرواحهم،
وكانت لهم منزلة خاصة لدى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
لقد قنعوا بالقليل من الطعام والخشن من الثياب، وعافت نفوسهم القصور لينقطعوا إلى العبادة والعلم والمجاهدة، فكانوا أمثلة للزهد والترفع عن الدنيا.