قوله: ( حدثني سالم الأفطس) وفي الرواية الثانية عن سالم وقع عند الإسماعيلي " عن المنيعي حدثنا جدي هو أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع قال ما أحفظه إلا عن سالم الأفطس حدثني " فذكره, قال الإسماعيلي: صار الحديث عن مروان بن شجاع بالشك منه فيمن حدثه به. قلت: وكذا أخرجه أحمد بن حنبل عن مروان بن شجاع سواء, وأخرجه ابن ماجه عن أحمد بن منيع مثل رواية البخاري الأولى بغير شك, وكذا أخرجه الإسماعيلي أيضا عن القاسم بن زكريا عن أحمد بن منيع, وكذا رويناه في " فوائد أبي طاهر المخلص " حدثنا محمد بن يحيى بن صاعد حدثنا أحمد بن منيع. قوله: ( عن سعيد بن جبير) وقع في " مسند دعلج " من طريق محمد بن الصباح " حدثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس أظنه عن سعيد بن جبير " كذا بالشك أيضا, وكان ينبغي للإسماعيلي أن يعترض بهذا أيضا, والحق أنه لا أثر للشك المذكور, والحديث متصل بلا ريب. الشفاء في ثلاث قروش. قوله: ( عن ابن عباس قال: الشفاء في ثلاث) كذا أورده موقوفا, لكن آخره يشعر بأنه مرفوع لقوله " وأنهى أمتي عن الكي " وقوله " رفع الحديث " وقد صرح برفعه في رواية سريج بن يونس حيث قال فيه " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " ولعل هذا هو السر في إيراد هذه الطريق أيضا مع نزولها, وإنما لم يكتف بها عن الأولى للتصريح في الأولى بقول مروان " حدثني سالم " ووقعت في الثانية بالعنعنة.
الشفاء في ثلاث غرف
وأيضًا فالحجم في البلاد الحارة أنجح من الفصد، والفصد في البلاد التي ليست بحارة أنجح من الحجم، وأما الامتلاء الصفراوي وما ذكر معه فدواؤه بالمسهل، وقد نبّه عليه بذكر العسل. وأما الكي فإنه يقع آخرًا لإخراج ما يتعسر إخراجه من الفضلات، وإنما نهى عنه مع إثباته الشفاء فيه، إما لكونهم كانوا يرون أنه يحسم المادة بطبعه فكرهه لذلك، ولذلك كانوا يبادرون إليه قبل حصول الداء؛ لظنهم أنه يحسم الداء فيتعجل الذي يكتوي التعذيب بالنار لأمر مظنون. وقيل: إن المراد بالشفاء في هذا الحديث الشفاء من أحد قسمي المرض؛ لأن الأمراض كلها إما مادية أو غيرها، والمادية كما تقدم حارة وباردة، وكل منهما وإن انقسم إلى رطبة ويابسة ومركبة، فالأصل الحرارة والبرودة، وما عداهما ينفعل من إحداهما، فنبه بالخبر على أصل المعالجة بضرب من المثال، فالحارة تعالج بإخراج الدم لما فيه من استفراغ المادة وتبريد المزاج، والباردة بتناول العسل لما فيه من التسخين والإنضاج والتقطيع والتلطيف والجلاء والتليين، فيحصل بذلك استفراغ المادة برفق. باب الشفاء في ثلاث. وأما الكي، فخاص بالمرض المزمن؛ لأنه يكون عن مادة باردة، فقد تفسد مزاج العضو، فإذا كوي خرجت منه، وأما الأمراض التي ليست بمادية، فقد أشير إلى علاجها بحديث « الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ » [2] » [3].
الشفاء في ثلاث قروش
قلت: ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - الحصر في الثلاثة ، فإ ن الشفاء قد يكون في غيرها ، وإنما نبه بها على أصول العلاج ، وذلك أن الأمراض الامتلائية تكون دموي ة وصفراوية وبلغمية وسوداوية ، وشفاء الدموية بإخراج الدم ، وإنما خص الحجم بالذكر لكثرة استع مال العرب وإلفهم له ، بخلاف الفصد فإنه وإن كان في معنى الحجم لكنه لم يكن معهودا لها غالبا. على أن في التعبير بقوله شرطة محجم " ما قد يتناول الفصد ، وأيضا فالحجم في البلاد الحارة أنجح من الفصد ، و الفصد في البلاد التي ليست بحارة أنجح من الحجم. وأما الامتلاء الصفراوي وما ذكر معه فدواؤه بالمس هل ، وقد نبه عليه بذكر العسل ، وسيأتي توجيه ذلك في الباب الذي بعده. الشفاء في ثلاث غرف. وأما الكي فإنه يقع آخرا لإخ راج ما يتعسر إخراجه من الفضلات; وإنما نهى عنه مع إثباته الشفاء فيه إما لكونهم كانوا يرون أنه ي حسم المادة بطبعه فكرهه لذلك ، ولذلك كانوا يبادرون إليه قبل حصول الداء لظنهم أنه يحسم الداء فت عجل الذي يكتوي التعذيب بالنار لأمر مظنون ، وقد لا يتفق أن يقع له ذلك المرض الذي يقطعه الكي. ويؤ خذ من الجمع بين كراهته - صلى الله عليه وسلم - للكي وبين استعماله له أنه لا يترك مطلقا ولا يستع مل مطلقا ، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله - تعالى - ، وع لى هذا التفسير يحمل حديث المغيرة رفعه " من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل أخرجه الترميذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم.
الشفاء في ثلاث مواجهات
هذا الحديث رواه البخاري بعدة روايات كما جاء في كتاب " زاد المعاد " لابن القيم، ووضح معناه بما نقله عن المازري من أن الأمراض الامتلائيّة إما أن تكون دمويّة أو صفراويّة أو بلغميّة أو سوداويّة، فإن كانت
دمويّة فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية فشفاؤُها بالإسهال الذي يَليق بكل خلط منها، وكأنه ـ صلّى الله عليه وسلّمَ ـ نبّه بالعسل على المسهلاتِ، وبالحِجامة على الفَصْد. الشفاء في ثلاث مواجهات. وقد قال بعض الناس: إن الفَصد يدخل في قوله: " شَرطَة مِحجم " فإذا أعْيا الدواء فآخِر الطِّبِّ الكَيُّ ، فذكره صلّى الله عليه وسلم في الأدوية لأنّه يستعمل عند غلبة الطِّباع لقوي الأدوية وحيث لا ينفع الدواء
المشروب، إلى آخر ما قاله ابن القيم عن المازري. ومنه نرى أن العلاج ليس مقصورًا على هذه الأشياء المذكورة في الحديث، فهي وسائل لعِلاج أنواع من المَرض وليس كل الأمراض، وفي الوقت نفسِه هي أمثلة ونماذِج لغيرها من الأدوية، وليسَ
المقصود حصرُها ومنع غيرها، وهذا واضح من تعبير المازري: وكأنّه نبه بالعسل على المسهلات ، وبالحِجامة على الفَصْد. فأي دواء يُفيد في هذا المَجال ويؤدِّي إلى النتيجة المطلوبة فهو جائز الاستعمال، وليست الأمراض محصورة فيما جاء في الحديث، وكذلك ليست الأدوية محصورة أيضًا، فالعالم يتغيّر والكون فيه أسرار يكتشفها العلم الذي يتطوّر.
جزيتم خيراً دكتورنا و أخونا الحبيب ،،
المزيد من مواضيعي
توقيع * إسلامي عزّي *
لوقا 3:8 ترجمة سميث وفاندايك
وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ
مِنْ أَمْوَالِهِنَّ. **** أنقر(ي) فضلاً على الصّورة أدناه:
سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
الحمدُ لله حمداً حمداً ،
الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ.