8
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهي النفس
عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه، بل على أتباعه والعمل به، فإذا كانت
النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله، وعملاً صالحاً". 9
السبب الخامس:
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن
عرف الله بأسمائه وأفعاله، أحبه لا محالة. قال ابن القيم رحمه الله: لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالماً بالله وبالطريق
الموصل إلى الله، وبآفاتها وقواطعها، وله حال مع الله تشهد له بالمعرفة، فالعارف هو
من عرف الله بأسمائه وصفاته و أفعاله، ثم صدق الله في معاملته، ثم أخلص له في قصده
ونيته. محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية - مكتبة نور. 10
السبب السادس:
مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته، فالعبد
أسير الإحسان فالإنعام والبر واللطف، معاني تسترق مشاعره، وتستولي على أحاسيسه،
وتدفعه إلى محبة من يسدي إليه النعمة ويهدي إليه المعروف. ولا منعم على الحقيقة ولا
محسن إلا الله، هذه دلالة العقل الصريح والنقل الصحيح، فلا محبوب في الحقيقة عند
ذوي البصائر إلا الله تعالى، ولا مستحق للمحبة كلها سواه، وانتدب لنصرته وقمع
أعدائه، وأعانه على جميع أغراضه، وإذا عرف الإنسان حق المعرفة، علم أن المحسن إليه
هو الله سبحانه وتعالى فقط، وأنواع إحسانه لا يحيط بها حصر:
{ وَإِن
تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌٌ}
(34) سورة إبراهيم.
محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية - مكتبة نور
قناة المجد العلمية
جمعية آيات الخيرية
Previous
Next
من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (2) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام
وجوب تقديم محبة الله على محبة النفس والأهل والمال: العقول تحكم بوجوب تقديم محبة الله على محبة النفس والأهل والمال والولد وكلِّ ما سواه وكلُّ من لم يحكم عقله بهذا فلا تعبأ بعقله فإن العقل والفطرة والشرعة... يدعو إلى محبته بل إلى توحيده في المحبة وإنما جاءت الرسل بتقرير ما في الفطر والعقول متابعة الرسول علية الصلاة والسلام في أقواله وأعماله دليل على المحبة: لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه} [آل عمران:31] فتأخر الخلق كلهم, وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه. من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (2) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام. المحبة ثباتها بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أعماله وأقواله وأخلاقه فبحسب هذا الاتِّباع يكون منشأ هذه المحبة وثباتها وقوتها, وبحسب نقصانه يكون نقصانها ليس الشأن أن تحبّ الله, بل الشأن في أن يحبّك الله, ولا يُحبك إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً, وصدقته خبراً, وأطعته أمراً, وأجبته دعوةً, وآثرته طوعاً. المجاهدون اشتروا بجهادهم محبة الله عز وجل: تأخر أكثر المحبين وقام المجاهدون فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم, فهلُمُّوا إلى بيعة { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم} [ التوبة:111] المحب يجد في المحبة ما ينسيه المصائب: المحب يجد في لذة المحبة ما يُنسيه المصائب, ولا يجد من مسها ما يجد غيره, حتى كأنه قد اكتسى طبيعة ثانية ليست بطبيعة الخلق, بل يقوى سلطانُ المحبة, حتى يلتذّ بكثير من المصائب أعظم من التذاذ الخَلِي بحظوظه وشهواته.
الأربعون النووية
قبسات تربوية في شرح الأربعين النووية، وهي أربعُون حديثا في مباني الإسلام وقواعد الأحكام من تصنيف الإمام مُحيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676 هـ. سبائك العيد
في هذا الجزء الحديثي، جمع الشيخ حسن الحسيني أربعين حديثًا صحيحًا عن العيد، تبين عظمة يوم العيد وأهمّيته، وتوضح بعض أحكامه وسننه وآدابه، وختمه بذكر الحديث المسلسل بالعيد، والذي يرويه عن بعض أهل العلم، بشرطه. القصيدة اللامية
منظومة في العقيدة من البحر الكامل تقع في 16 بيتا، تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ذكر فيها الناظم أولًا مسألة حبِّ الصحابة وأهل البيت رضوان الله عليهم، ثم ذكر عقيدة السلف في القرآن، والصفات، والرؤية، والنزول، والميزان، والحوض، والصراط، والجنة، والنار، وعذاب القبر، ونعيمه، والحساب. سبائك البخاري
قراءة وشرح لكتاب "سبائك البخاري" ، وهو كتاب من تأليف الشيخ د. حسن الحسيني، تناول فيه 500 حديث منتقاة من صحيح البخاري، قسّمها الشيخ إلى أبواب عدّة، واعتنى بشرح كل حديثٍ منها، وبيان غريبها والأحكام الفقهية، واستخراج اللطائف التربوية منها بصورة مختصرة. بيئة تقنية محفزة
مختلف التخصصات
شهادات للمشاركين
شركاؤنا في الخير
جهات خيرية وقنوات تلفزيونية دعوية تضع يدها بيدنا لتحقيق المشاريع النافعة.