أنزل القرءآن على الرسول محمد عليه السلام، وأمره ربه بتلاوته على الناس وفى نفس الوقت أمره بالاستمساك بالذى أوحى إليه - القرءآن – ووصفه اللــه بأنه صراط مستقيم. وكان ليس بكاف أن يتبع ما أوحى إليه ولكن يستمسك به، والاستمساك هنا للتشدد فى الاتباع. وبعد كل ذلك كان الختام حتى نتعظ ونتذكر ونعقل، حتى لا يرسب التلميذ فى الامتحان فما كان من المعلم إلا ان أراد له النجاح فجاء بالسؤال الذى سنسأل به ، جاء مقدما قبل الامتحان.. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤١. لا رحمة بعد هذا.. ولا عدل أكثر من ذلك، فحسم اللــه كل هذا بقوله:" وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ". الزخرف:44
نلاحظ ان هذه الآية 44 من سورة الزخرف قد جائت مباشرة بعد الأمر بالاستمساك بالذى أوحى الى الرسول، ونلاحظ ايضا فى الآية 44، ان الذكر قد جاء للرسول ولقومه (الناس أجمعين) وكلمة تسئلون شملت الكل، جميع العباد بما فيهم الرسل والأنبياء، كل أمام الرحمان لا ينطق الا لمن ارتضى له القول. فبماذا سنسأل؟ الرحمان معلم القرءآن يريد أن ننجح فى الامتحان فأعطانا الاجابة فقال:
" أفلا يتدبرون القرءآن أم على قلوب أقفالها". محمد:24
فهل سننجح... هل سنتبع الذكر ونخشى الرحمان بالغيب ونمر بجهنم مجرد ورودا ونقى أنفسنا وأهلينا النار الذى وقودها الناس والحجارة...!
” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها “
2020-08-23, 04:12 PM #1 " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " محمد محمود القرآن الكريم آية في الإعجاز البياني في أسلوبه ، وإيجازه ، وأمثاله ، وجمله ، وفواصله ، وفي ابتدائه ، وفي خلوصه ، وفي انتهائه.
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ
وفي تفسير الطبري يقول الله عزّ وجلّ إن الذين رجعوا القهقرى على أعقابهم قد ارتدوا عن الإسلام وصاروا كفارًا بالله من بعد ما تبين لهم الحقّ وقصد السبيل، فعرفوا واضح الحجة، ثم آثروا الضلال على الهدى عنادًا لأمر الله تعالى ذكره من بعد العلم. وفي تفسير السعدي: فهذه حالة المرتدين عن الهدى والإيمان على أعقابهم إلى الضلال والكفران، ذلك لا عن دليل دلهم ولا برهان، وإنما هو تسويل من عدوهم الشيطان وتزيين لهم، وإملاء منه لهم نعوذ بالله من شره. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ
وجاء في تفسير الطبري المجلد 22 ص 182: يقول تعالى ذكره: أملى الله لهؤلاء المنافقين وتركهم، والشيطان سول لهم، فلم يوفقهم للهدى من أجل أنهم (قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نزلَ اللَّهُ) من الأمر بقتال أهل الشرك به من المنافقين: (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ) الذي هو خلاف لأمر الله تبارك وتعالى، وأمر رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم والله يعلم إسرار هؤلاء المنافقين.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤١
فهلا استجبنا إخوة الإسلام لأمر ربنا، وعملنا على تدبر كتابه لنيل رحماته؟ ولعل ذلك لا يكون إلاّ بتدبر ما ذكر هنا من آيات. أسأل الله أن ييسر لي ولكم أسباب الاستجابة إلى أوامره، وأن يجعلنا من المتدبرين لآياته. ________ (1) من كلام الدكتور محمد توفيق في كتابه العزف على أنوار الذكر.
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ
وجاء في تفسير الطبري: فكيف لا يعلم حالهم إذا توفتهم الملائكة، وهم يضربون وجوههم وأدبارهم، يقول: فحالهم أيضا لا يخفى عليه في ذلك الوقت ويعني بالأدبار: الأعجاز، وقد ذكرنا الرواية في ذلك فيما مضى قبل.
(أفلا يتدبرون القران..أم على قلوبٍ أقفالها) | ضــيــاء
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث مجاهد أن الناس كانوا يطوفون وابن عباس رضي الله عنه جالس معه محجن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ، ولو أن قَطرةً منَ الزَّقومِ قَطرَت، لأَمَرَّت على أَهْلِ الأرضِ عَيشَهُم، فَكَيفَ من ليسَ لَهُم طعامٌ إلا الزَّقوم ُ» [1]. قوله تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾؛ أي يقال للزبانية: جروه وسوقوه سحبًا ودفعًا في ظهره إلى سواء الجحيم إلى وسطها ومعظمها. (أفلا يتدبرون القران..أم على قلوبٍ أقفالها) | ضــيــاء. قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾، هذا كقوله: ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾ [الحج: 19، 20]، قال بعضهم: إن الملك يضربه بمقمعة من حديد، فيفتح دماغه، ثم يصب الحميم على رأسه، فينزل في بدنه، فسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمزَّق من كعبيه - أعاذنا الله تعالى من ذلك. قوله تعالى: ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾، يقال له ذلك على سبيل التهكم والتوبيخ والاستهزاء؛ أي: بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله، وإنك كريم على الله لا يُصيبك بعذاب، فاليوم تبيَّن لك أنك أنت الذليل المهان الحقير.
فإذن النص يحتمل ولذلك كان هنالك رأيان عند العلماء: قسم قال هي متصلة وذهب إلى معنى الإتصال وقسم قال هي منقطعة يراد بها التوبيخ. · · ذكرنا سابقاً أن التعبيرات في العربية على قسمين تعبيرات احتمالية تحتمل أكثر من معنى وتعبيرات قطعية ليس لها إلا معنى واحد ودلالة واحدة والاحتمالية قد يراد أكثر الاحتمالات حتى يتسع المعنى فهذه من التعبيرات الإحتمالية.