حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) عينا من ماء الجنة تمزج به الخمر. حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله: ( ومزاجه من تسنيم) قال: خفايا أخفاها الله لأهل الجنة. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا عمران بن عيينة ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، في قوله: ( ومزاجه من تسنيم) قال: هو أشرف شراب في الجنة. هو للمقربين صرف ، وهو لأهل الجنة مزاج. حدثني بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ومزاجه من تسنيم) شراب شريف ، عين في الجنة يشربها المقربون صرفا ، وتمزج لسائر أهل الجنة. حدثني يونس. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المطففين - الآية 27. قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) قال: بلغنا أنها عين تخرج من تحت العرش ، وهي مزاج هذه الخمر ، يعني مزاج الرحيق. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( من تسنيم) شراب اسمه تسنيم وهو من أشرف الشراب. فتأويل الكلام: ومزاج الرحيق من عين تسنم عليهم من فوقهم ، فتنصب عليهم ( يشرب بها المقربون) من الله صرفا ، وتمزج لأهل الجنة.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المطففين - الآية 27
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) ( ومزاجه من تسنيم) شرب ينصب عليهم من علو في غرفهم ومنازلهم ، وقيل: يجري [ في الهواء متسنما فينصب] في أواني أهل الجنة على قدر ملئها ، فإذا امتلأت أمسك. وهذا معنى قول قتادة. وأصل الكلمة من العلو ، يقال للشيء المرتفع: سنام ، ومنه: سنام البعير. قال الضحاك: هو شراب اسمه تسنيم ، وهو أشرف الشراب. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المطففين - القول في تأويل قوله تعالى " ومزاجه من تسنيم "- الجزء رقم24. قال ابن مسعود وابن عباس: هو خالص [ للمؤمنين] المقربين يشربونها صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة. وهو قوله: " ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ". وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: " من تسنيم " ؟ قال: هذا مما قال الله تعالى: " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " ( السجدة - 17).
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المطففين - القول في تأويل قوله تعالى " ومزاجه من تسنيم "- الجزء رقم24
(1)
وعلى أية حال فهذا التفسير من التفاسير العقلية المعاصرة ويرى مؤلّفه أن التفسير المباشر للقرآن يتم عن طريق العقل والشهود ، وتُعرض فيه على بساط البحث موضوعات كثيرة في حقل العلوم الاجتماعية والعلمية والكلامية ، كما أنه لا يخلو حتى من المباحث الفقهية ، مع فارق أن طرح المباحث الفقهية وتفسير الآيات التي تتضمن أحكام وحدود الله أدغمت ضمن التفسير ، وطرحت ضمن الأحاديث التفسيرية على غرار ما فعله العلامة الطباطبائي في منهجه. اسم هذا التفسير مستقى من الآية الشريفة: { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 27 ، 28] ، أي أن شراب المقربين من عين نقية رقراقة. ومن الأمور التي تسترعي الانتباه في هذا التفسير هي أن المفسر استدل على ضرورة تفسير القرآن بالقرآن حيث يقول مثلما أن معرفة بعض الظواهر في الكتاب التكويني ، مما تكون علّة أو معلولاً لمعرفة ظواهر أخرى وأن ذوات الأسباب لا تعرف إلا بأسبابها ، ورغم عدم وجود وحدة شخصية في كتاب الآيات التدويني بسبب التأليفات الاعتبارية ، ولكنه متناسق من حيث المحتوى ، وبعض آياته مفسرة لكلماته ، وجامعة للمحتوى الأنيق والعميق لآياته وتؤدي الى فهم الآيات الأخرى على نحو أفضل ، وللخصوصية الكلية للقرآن تأثير في تفسيرها.
واختلفت أهل العربية في وجه نصب قوله: ( عينا) قال بعض نحويي البصرة: إن شئت جعلت نصبه على يسقون عينا ، وإن شئت جعلته مدحا ، فيقطع من أول الكلام ، فكأنك تقول: أعني عينا. [ ص: 302]
وقال بعض نحويي الكوفة: نصب العين على وجهين: أحدهما: أن ينوى من تسنيم عين ، فإذا نونت نصبت ، كما قال: ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما) وكما قال: ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء ). والوجه الآخر: أن ينوى من ماء سنم عينا ، كقولك: رفع عينا يشرب بها. قال: وإن لم يكن التسنيم اسما للماء فالعين نكرة ، والتسنيم معرفة ، وإن كان اسما للماء فالعين نكرة فخرجت نصبا. وقال آخر من البصريين: ( من تسنيم) معرفة ، ثم قال: ( عينا) فجاءت نكرة ، فنصبتها صفة لها. وقال آخر: نصبت بمعنى: من ماء يتسنم عينا. والصواب من القول في ذلك عندنا أن التسنيم اسم معرفة والعين نكرة ، فنصبت لذلك إذ كانت صفة له. وإنما قلنا: ذلك هو الصواب لما قد قدمنا من الرواية عن أهل التأويل ، أن التسنيم هو العين ، فكان معلوما بذلك أن العين إذ كانت منصوبة وهي نكرة ، وأن التسنيم معرفة. وقوله: ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) يقول تعالى ذكره: إن الذين اكتسبوا المآثم ، فكفروا بالله في الدنيا ، كانوا فيها من الذين أقروا بوحدانية الله ، وصدقوا به ( يضحكون) ، استهزاء منهم بهم.
وفي ختام قصيدته يظهر نادم متصدع القلب من لوعةٍ وأسى، حيث لا أنيس ولا رفيق ولا معين. والمتأمل في قصيدة ابن زريق البغدادي لا بد له أن يكتشف رقة التعبير فيها، وصدق العاطفة، وحرارة التجربة ؛ فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة، وخياله الشعري الوثّاب، وصياغته البليغة المرهفة، ونفسه الشعري الممتد ؛ والغريب ألا يكون لابن زريق غير هذه القصيدة، الذي لم تحفظ له كتب التراث الشعري غير قصيدته هذه.
ابن زريق البغدادي نبذة قصيرة عنه وقصيدته المشهورة
ابن زُريق البغدادي (المتوفى سنة 420هـ / 1029م) هو أبو الحسن علي بن زريق، كاتب وشاعر بغدادي عباسي، ارتحل عن موطنه الأصلي بغداد قاصداً بلاد الأندلس، لعله يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره، وترك في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص، وقد حاولت منعه عن السفر لكنه أصر بحجة أنه من أجلها يهاجر ويسافر.
فراقية ابن زريق البغدادي - ويكيبيديا
وكان في رقعة الرجل: منزلي ببغداد في الموضع المعروف بكذا، والقوم يعرفون
بكذا، فحمل إليهم خمسة آلاف دينار، وعرَّفَهم موت الرجل. والقصيدة كلها شكوى وأنين ولوعة، ولقد قال عن هذه القصيدة شوقي ضيف: "لا يختلف اثنان في أن أروع قصيدة في الشكوى من الدهر وتصاريفه قيلت في العصر قصيدة أبى محمد علي بن زريق الكاتب الكوفي".
بن زريق البغدادي - منتدى نشامى شمر
ولكل تسمية سبب:
- فهي العينية لأن قافيتها هي العين المضمومة, وكان من عادة العرب إطلاق اسم القافية علي القصيدة:
فيقولون «سينية البحتري», و«بائية أبي تمام», و«ميمية» البوصيري. - وهي القصيدة الفراقية: لأن موضوعها «الفراق»
- وهي القصيدة اليتيمة:
( لأن مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة)!! على الأغلب والأشهر
و الجدير بالذكر أنه قد ذكر أن الأمير أبو الخير عبد الرحمن قد قام بإعطاء أبن زريق هذا المال القليل ليقوم بإختباره إذا كان أبن زريق يقوم بهذا المال طمعا في المال فقط أم أنه لم يكون يبحث عن المال ، و عندما قد سأل عنه و عن أصله فإنه قد أراد أن يزيد من عطائه له و قد أرسل إليه المبعوثين إلا أنهم وجدوه ميتا. ابن زريق البغدادي نبذة قصيرة عنه وقصيدته المشهورة. و قد وجدوا بجانبه أيضا رقعة من الورق و كان مكتوب عليها قصيدة قد كتبها قبل أن يموت لزوجته حبيبته ، و الذي قد تأثر مما حدث و ظل يبكي عليها حتى توفى. – قصيدة لا تعذليه فإنه العذل يولعه: و هذه القصيدة تعرف بأنها هي القصيدة الوحيدة و التي قد أصبحت متبقية منه حتى عصرنا هذا ، كما أنها هي القصيدة التي قد وجدوها عند رأسه عندما وجد ميتا ، و تعرف هذه القصيدة بأنها من عيون الشعر ، و التي قد خضعت للدراسة من الشعراء و الأدباء و جميعهم قد أقروا و أشادوا بجمال هذه القصيدة. و قد قام الشاعر أبو بكر العيدي بمعارضة هذه القصيدة أيضا بقصيدة أخرى تتكون من تسعة و أربعون بيت ، و كان أبن زريق في هذه القصيدة يقوم بمخاطبة زوجته و يؤكد على حبه و إخلاصه لها ، حيث كان يحكي لها قصته مع الغربة و المعاناة التي قد عاش بها في الأندلس ، و قد تكلم أيضا عن عدم رغبة زوجته في سفره مما قد جعله يحزن و يتحسر أكثر حتى أخر القصيدة و مات بعدها.