ولكن ما يحدث في أرض الواقع هو أن كثيرين منا تتوتر أعصابهم في كل مرة يواجهون فيها المشكلة نفسها، والأسوأ أنهم يتوترون حتى قبل حدوث المشكلة، لمجرد توقعهم لها، فإذا صحت توقعاتهم تلك، فمعنى ذلك أنهم حملوا العبء والهم قبل بدء المشكلة، أي لفترة طويلة دون داع، فإذا كانت المشكلة ستحدث لا محالة، فلا جدوى إذن من حمل همومها قبل وبعد حدوثها. أما إذا لم تصح توقعاتهم فسيكونون قد وتّروا أعصابهم وأعصاب من حولهم هباء. وحملوا همًّا وقلقا دون مبرر، وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه. نظر إلى الجانب المشرق الإيجابي.. تسعد
يشدد كارلسون في كتابه "لا تهتم بصغائر الأمور في العمل" أن الحياة تحتوي على الحلو والمر، النور، والظلام، السعادة والشقاء. هكذا خلقها الله وهكذا أرادها: مليئة بالمتناقضات التي علينا أن نختار منها ما نريد. فنحن متحكمون في حياتنا إلى حد بعيد. أما البكاء بسبب الظلم الواقع علينا وقسوة الحياة علينا فليس من الواقع، ولا الإرادة الإنسانية القوية في شيء. وما يحدد حياتنا هو أولاً نظرتنا لها، فكل شيء حولنا له جانبه المضيء وجانبه المظلم، وحتى نحن هكذا، فليس هناك إنسان خير تماما وإلا كان من الملائكة.
كتاب لا تهتم بصغائر الامور
19 يوليو, 2019 كتاب ومؤلف
7874 زيارة
للأسف فإنه مع كبر وعظم الأمور والقضايا التي نمر بها سواء على مستوى الأمة أو المستوى الفردي، فإننا سنجد دومًا من يهتم لصغائر الأمور، بل ولا تجد اهتمامه إلا ويدور حولها. وقد انهارت الكثير من البيوت والعلاقات بسبب الالتفات لتلك الأمور التافهة، والكثير من الكتب والمقالات تدعو للتركيز على الأمور المهمة في الحياة، والنظر من منطلق أشد عمقًا، وكتاب (لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر) يعد من أبرز تلك الكتب.
كيف نحول العمل إلى متعة؟ سؤال ما زال يطرح نفسه.. يمكن إجابته من عدة محاور وهذا ما حاوله "ريتشارد كارلسون" مؤلف كتاب "لا تهتم بصغائر الأمور في العمل"، حيث حدد "كارلسون" محاور بعينها نحول بها عملنا إلى متعة وجهدنا إلى راحة وسعادة. جاء على رأس هذه المحاور: الإيحاء للذات؛ فكثير من مشاكلنا تبدأ – ويمكن أن تنتهي – من داخلنا. كم ساعة تقضيها في العمل أسبوعيًّا؟ أو لنوجه إليك السؤال بشكل آخر: هل تقضي في أي نشاط المدة نفسها التي تقضيها في العمل؟
من الواضح أن العمل أصبح اليوم يشغل حيزًا كبيرًا في حياة كل منا، ليس هذا فحسب، بل إنه أصبح يحتل المركز الأول في الاهتمامات والمسئوليات، ثم يأتي بعده كل شيء، من البيت، والعائلة، والأصدقاء…إلخ.
إعراب الآية 1 من سورة المدّثر - إعراب القرآن الكريم - سورة المدّثر: عدد الآيات 56 - - الصفحة 575 - الجزء 29. (يا أَيُّهَا) حرف نداء ومنادى مبني على الضم في محل نصب وها حرف تنبيه و(الْمُدَّثِّرُ) بدل من أي والجملة ابتدائية لا محل لها يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) نوديّ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه في حالة خاصة تلبس بها حين نزول السورة. وهي أنه لما رأى الملك بين السماء والأرض فرق من رؤيته فرجع إلى خديجة فقال: دثروني دثروني ، أو قال: زملوني ، أو قال: زملوني فدثروني ، على اختلاف الروايات ، والجمع بينها ظاهر فدثرته فنزلت: { يا أيها المدثر. وقد مضى عند قوله تعالى: { يا أيها المزمل} [ المزمل: 1] ما في هذا النداء من التكرمة والتلطف. و { المدثر}: اسم فاعل من تدثّر ، إذا لبس الدِّثَار ، فأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال لتقاربهما في النطق كما وقع في فعل ادَّعى. إعراب قوله تعالى: ياأيها المدثر الآية 1 سورة المدّثر. والدِّثار: بكسر الدال: الثوب الذي يُلبس فوق الثوب الذي يُلبس مباشِراً للجسد الذي يسمى شعاراً. وفي الحديث " الأنصار شِعَار والناسُ دِثَار " فالوصف ب { المدثر} حقيقة ، وقيل هو مجاز على معنى: المدثر بالنبوءة ، كما يقال: ارتدى بالمجد وتأزَّر به على نحو ما قيل في قوله تعالى: { يا أيها المزمل ، أي يا أيها اللابس خلعة النبوءة ودِثارها.
يا ايها المدثر قم فانذر وثيابك فطهر
ومعنى هذا أن الصلاة فُرضت مبكِّرًا جدًّا، لدرجة أن أبا سلمة يلفت النظر إلى أن سورة المدثر نزلت قبل فرض الصلاة، وهو يقصد أن الأوامر التي جاءت في هذه الآيات من تكبير للرب، وتطهير للثياب، وكأنها تمهيد للصلاة التي ستفرض قريبًا من وقت نزول هذه الآيات، ومن المعلوم أن الصلاة التي فُرِضت لم تكن بالعدد الذي نعرفه اليوم؛ فالصلوات الخمس فُرضت في رحلة المعراج؛ ولكن الصلاة المفروضة في هذه المرحلة كانت مرتين -كما سنتبين في الصفحات القادمة- مرَّة في الغداة، ومرَّة في العشي [3]. وهكذا صار محمدُ بن عبد الله رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت رحلة طويلة شاقَّة -ولكنها ممتعة- في هداية أهل مكة والأقربين، ثم بعد ذلك الدنيا جميعًا والعالمين. وكما استعدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمهمَّته النبيلة فقد استعدَّ أعظم أعدائه لمقاومة هذه المهمَّة وحربها!
يا ايها المدثر قم فأنذر
انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/464، 465، 7/203. [4] الترمذي: أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة الجن (3324)، واللفظ له، وقال: حسن صحيح. والنسائي (11626)، وأحمد (2979)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. يا أيها المدثر قم فأنذر - العهد المكي - السيرة النوبية| قصة الإسلام. وأبو يعلى (2502) وقال حسين سليم أسد: رجاله ثقات. والطبراني: المعجم الكبير (12461)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الترمذي (2648). [5] ابن أبي شيبة: المصنف، (36542)، واللفظ له، والبيهقي: دلائل النبوة، 2/240، 241، وابن سعد: الطبقات الكبرى 1/132، قال الصوياني: حديث حسن، رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد والبيهقي. انظر: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة 1/69.
يا أيها المدثر قم فأنذر
﴿ كذلك ﴾ نعت لمفعول مطلق محذوف. ﴿ من ﴾ مفعول به. ﴿ يشاء ﴾ فعل مضارع والفاعل هو. ﴿ يعلم ﴾ فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر هو. ﴿ جنود ﴾ مفعول به. ﴿ إلا ﴾ للحصر. ﴿ هو ﴾ بدل من الفاعل في يعلم. ﴿ هي ﴾ مبتدأ، ﴿ إلا ﴾ للحصر، ﴿ ذكرى ﴾ خبر. ﴿ كلا والقمر ﴾ للزجر، الواو للقسم، القمر: مجرور بواو القسم، متعلقان بفعل القسم المحذوف..
﴿ إنها ﴾ حرف ناسخ، والهاء اسمها، ﴿ لإحدى ﴾ اللام المزحلقة، إحدى خبرها. ﴿ نذيرًا ﴾ حال. ﴿ كل ﴾ مبتدأ، ﴿ رهينة ﴾ خبر، ﴿ إلا ﴾ للاستثناء، ﴿ أصحاب ﴾ مستثنى منصوب. ﴿ ما ﴾ استفهام مبتدأ، ﴿ سلككم ﴾ فعل ماضٍ، والفاعل هو، والكاف مفعول به، والجملة خبر. ﴿ نك ﴾ فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة، واسمها ضمير نحن. ﴿ من المصلين ﴾ جارٌّ ومجرور خبرها. ﴿ حتى ﴾ حرف غاية وجر. ﴿ أتانا ﴾ فعل ماضٍ ونا مفعول به. ﴿ اليقين ﴾ فاعل مؤخر. ﴿ فما ﴾ للنفي، ﴿ تنفعهم ﴾ فعل مضارع مرفوع، والهاء مفعول به،. يا ايها المدثر قم فانذر وثيابك فطهر. ﴿ شفاعة ﴾ فاعل، ﴿ فما ﴾ استئناف كلام، ما: اسم استفهام مبتدأ. ﴿ لهم ﴾ جارٌّ ومجرور خبر، ﴿ معرضين ﴾ حال، ﴿ كأنهم ﴾ حرف ناسخ والهاء اسمها، ﴿ حُمُر ﴾ خبرها، ﴿ مستنفرة ﴾ نعت. ﴿ أن ﴾ حرف مصدري ونصب، ﴿ يؤتى ﴾ فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو، ﴿ صحفًا ﴾ مفعول به ثانٍ، والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به ليريد.
وأمثال هذا في القرآن كثير، والله يُوَضِّح بذلك مهمَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومهمَّة الدعاة من بعده، أنهم ليس عليهم هداية الناس، لكن فقط إنذارهم وتبليغهم بما أراد الله عز وجل منهم، قال تعالى: { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]. { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}: سيكون عملك كله في هذه المهمَّة من أجل الله عز وجل، وستَكْبُر في عينيك أهداف كثيرة فلا تجعلها أكبر من الله، وستجد مقاومة عنيفة، فلا تظنها أكبر من الله، وكلما أكبرت الله وقف معك، وكلما نصرته نصرك. { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}: للداعية مظهر ومخبر، فداخله نظيف بالعقيدة السليمة، وخارجه نظيف بالتجمل والتطهُّر، ولكن الجميل في هذا المعنى أن الله عز وجل جعل هذه النظافة في الشكل الخارجي أمرًا تعبديًّا له سبحانه، يُؤْجَر عليها العبد كما يُؤْجَر على عقيدته السليمة، وهذا السلوك يحمل صورة جميلة تدعو الناس إلى هذا الدين العظيم. إسلام ويب - أسباب النزول - سورة المدثر - قوله عز وجل " يا أيها المدثر "- الجزء رقم1. { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: هي الأوثان. فجاء الأمر مباشرًا أن مهمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا هي مقاومة هذا الشرك، الذي انغمس فيه الناس. وفي رواية أنه قال: "قبل أن تفرض الصلاة".