وقد رأينا شيئاً مما ذكر في هذا الحديث في واقعنا المعاصر حيث فقدت الأمة في سنينها الأخيرة عدداً من أهل العلم الكبار الذين أفنوا أعمارهم في العلم والتعليم و الإفتاء و القضاء والتوجيه و الإرشاد و إبداء المواقف في الملمات، وتبيين الطريق في الأزمات، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة إلى الله جل و علا، و التأليف في مختلف المجالات النافعة وغير ذلك مما كان له أبلغ الأثر و النفع لعامة الأمة. أقول: قد رأينا شيئاً مما ذكر في الحديث السابق عندما فقدنا هذه الكوكبة من تجرؤ كثيرين على الفتوى وهم ليسوا بأهل، وتصدر مجالات التوجيه، ناهيك عن الإسهاب في الكتابات الصحفية، والمشاركات الإعلامية من تجرؤٍ يندى له الجبين مما هو مخالف لأصول الدين، وقواعده الأساسية، -وليس هذا المقام مقام تمثيل وإسهاب – ولا أظن أيضاً هذا يخفى على كل متابع. تفسير: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة). وهذا بلا شك يعظم المسؤولية ويكبرها على خلف أهل العلم وتلاميذهم الذين ورثوا ميراثهم العلمي. ولأجل عظم هذه الأمانة أسجل نقاطاً يؤكد عليها عندما نتحدث عن موت عالم أو مجموعة علماء لعلها تكون إسهاماً إيجابياً بعيداً عن مجرد الحزن و الوقوف عنده و التحسر على الماضي. ومن تلك النقاط:- 1- الترحم على الأموات منهم و الدعاء لهم بأن يجزيهم الله أعظم الجزاء على ما قدموا.
- تفسير: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
- تأملات في قوله تعالى.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً - الكلم الطيب
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 30
- ثلاثة لا ترد دعوتهم - فضيلة الشيخ د.محمود الحوت - YouTube
- فصل: حديث: «ثلاث لا ترد»:|نداء الإيمان
- ثلاثة لا ترد دعوتهم.. تعرف عليهم | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
تفسير: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) هذا شروع في ذكر فضل آدم عليه السلام أبي البشر أن الله حين أراد خلقه أخبر الملائكة بذلك, وأن الله مستخلفه في الأرض. فقالت الملائكة عليهم السلام: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي { وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [و] هذا تخصيص بعد تعميم, لبيان [شدة] مفسدة القتل، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك, فنزهوا الباري عن ذلك, وعظموه, وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا: { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، { وَنُقَدِّسُ لَكَ} يحتمل أن معناها: ونقدسك, فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق الجميلة, كمحبة الله وخشيته وتعظيمه, ونطهرها من الأخلاق الرذيلة. قال الله تعالى للملائكة: { إِنِّي أَعْلَمُ} من هذا الخليفة { مَا لَا تَعْلَمُونَ} ؛ لأن كلامكم بحسب ما ظننتم, وأنا عالم بالظواهر والسرائر, وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة, أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك, إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين, والشهداء والصالحين, ولتظهر آياته للخلق, ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة, كالجهاد وغيره, وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من الخير والشر بالامتحان, وليتبين عدوه من وليه, وحزبه من حربه, وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه, واتصف به, فهذه حكم عظيمة, يكفي بعضها في ذلك.
تأملات في قوله تعالى.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً - الكلم الطيب
اهـ [7]. • وزاد السعدي في تكميل تفسيرها فقال:
﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾ أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ﴿ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ يحتمل أن معناها: ونقدسك، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق الجميلة، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه، ونطهرها من الأخلاق الرذيلة. اهـ [8]. • وقال البغوي -رحمه الله- في معالم التنزيل ما نصه:" ﴿ إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ المصلحة فيه، وقيل: إني أعلم أن في ذريته من يطيعني ويعبدني من الأنبياء والأولياء والعلماء وقيل: إني أعلم أن فيكم من يعصيني وهو إبليس، وقيل إني أعلم أنهم يذنبون وأنا أغفر لهم. اهـ [9]. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 30. وقال ابن القيم- رحمه الله- عن الجزئية الأخيرة من الآية:
فالرب تعالى كان يعلم ما في قلب إبليس من الكفر والكبر والحسد ما لا يعلمه الملائكة. فلما أمرهم بالسجود ظهر ما في قلوب الملائكة من الطاعة والمحبة، والخشية والانقياد، فبادروا إلى الامتثال، وظهر ما في قلب عدوه من الكبر والغش والحسد. فأبى واستكبر وكان من الكافرين. اهـ [10]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق ( 1 /92)
[2] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 / 216)
[3] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 448 /598)
[4] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي الناشر: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت - لبنان ( 1 /20)
[5] تفسير العلامة محمد العثيمين - مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 /76).
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 30
قرأ أهل الحجاز والبصرة إني أعلم بفتح الياء وكذلك كل ياء إضافة استقبلها ألف مفتوحة إلا في مواضع معدودة ويفتحون في بعض المواضع عند الألف المضمومة والمكسورة ( وعند غير الألف) وبين القراء في تفصيله اختلاف
2- إبراز مآثرهم و أعمالهم الذين نفعوا الأمة بها، وعدم نسيانهم وقد سطر سلفنا مؤلفات عظمى في سير السلف كما هو معلوم للإفادة منها. 3- أن تكون هذه الأحداث محفزة لمن بعدهم بأن يقوموا بدورهم وأن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يستفيدوا من مشايخهم بطرائق التوجيه و النصح و الدعوة و أن يبدءوا من حيث انتهوا لا من حيث بدءوا حتى يكملوا المسيرة. 4- استخراج مناهج هؤلاء العلماء في مختلف الجوانب كمناهجهم في التعليم، أو التأليف، أو الدعوة، أو الافتاء، أو النصح الشخصي، أو التعامل مع العامة، أو مع المسؤولين الإداريين، ومن المعلوم أن الجيل اللاحق يتشوق لمعرفة مناهج هؤلاء المعاصرين أيما تشوق وقد لمست هذا بنفسي عندما أتحدث مع بعضهم عن بعض ملامح منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، أو شيخي الجليل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله، وأخيراً عن شيخي المبارك الشيخ صالح الاطرم رحمه الله، وغيرهم. 5- أن أولئك العلماء برزوا بأدوار مختلفة ولعل من أبرزها الشمولية مع التخصص، وأحسب أننا في هذا الزمن مع تشعب الحياة. وتنوع طرائفها إلى أن نستفيد منهم في مجال التخصص فالعمق فيه مع شئ من الشمولية يكون أثره بالغاً، وهذا ما لمسته في منهج العلامة الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله، وهو من آخر من فقدناه، ولعل تلاميذ هؤلاء العلماء ينحون هذا المنحى فيعظم أثرهم.
فقالت الملائكة عليهم السلام: أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصي ويسفك الدماء و هذا تخصيص بعد تعميم، لبيان شدة مفسدة القتل، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك، فنزهوا الباري عن ذلك، وعظموه، وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا: ونحن نسبح بحمدك أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونقدس لك ؛ يحتمل أن معناها: ونقدسك، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق الجميلة، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه، ونطهرها من الأخلاق الرذيلة. قال الله تعالى للملائكة: إني أعلم من هذا الخليفة ما لا تعلمون; لأن كلامكم بحسب ما ظننتم، وأنا عالم [ ص: 54] بالظواهر والسرائر، وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة، أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك، إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين، ولتظهر آياته للخلق، ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة، كالجهاد وغيره، وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من الخير والشر بالامتحان، وليتبين عدوه من وليه، وحزبه من حربه، وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه، واتصف به، فهذه حكم عظيمة، يكفي بعضها في ذلك.
- ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ
الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
المنذري
| المصدر:
الترغيب والترهيب
| الصفحة أو الرقم:
2/121
| خلاصة حكم المحدث:
[إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
| التخريج:
أخرجه الترمذي (3598) واللفظ له، وابن ماجه (1752)، وأحمد (8030). ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم... والصَّائمُ حتَّى يفطرَ ودعوةُ المظلومِ...
أبو هريرة | المحدث:
الألباني
|
المصدر:
صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1432 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
التخريج:
أخرجه الترمذي (3598)، وابن ماجه (1752)، وأحمد (8030) مطولاً. ثلاثة لا ترد دعوتهم.. تعرف عليهم | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية. بيَّنَ لنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسبابَ إجابةِ الدُّعاءِ، وبيَّنَ صِفاتِ الأشخاصِ الَّتي يقبَلُ اللهُ دُعاءَهم.
ثلاثة لا ترد دعوتهم - فضيلة الشيخ د.محمود الحوت - Youtube
ثلاثة لا ترد دعوتهم
حديث ثلاثة لا ترد دعوتهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ رواه الترمذي (2525) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2050).
فصل: حديث: «ثلاث لا ترد»:|نداء الإيمان
مِنْ أجْلِ ذلك يُؤَكِّد الإسلامُ على أن يكونَ وليُّ الأمر مِن ذوي الدين والكفاءة؛ لأن الدين يَصُون النفوسَ عن ميولها الضالة، ويَصْرِفُها عن الظُّلم، ويُراقب الضمائر في السِّرِّ والعلَن. كما يقضي الإسلامُ أن يكونَ كلُّ مَن بِيَدِه سلطة على الناس أسوةً لهم في دينه وأخلاقه وأعماله وتصرُّفاته، فإن كان مثلًا صالحًا اقتدوا به، ورغبوا في الخير معه، وإلا كان الشرُّ والوبال والخسران. وكلُّ مَنْ يَتَوَلَّى إمارةً أو سلطةً في شؤون الدولة عليه أن يتصرفَ فيها بما آتاه الله من عقلٍ وفطنةٍ وخبرةٍ، ويجمع بين العدلِ والتقوى، فلا تأخذُه هوادةٌ في تطبيق الحدود الشرعيةِ، كما عليه أن يتخذَ بطانته ومستشاريه مِن أولي النُّهَى وأرباب الحِجا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]. فصل: حديث: «ثلاث لا ترد»:|نداء الإيمان. وعليه أن يُحْسِنَ معاملةَ المحكومين؛ لأنَّ المعامَلة الطيبةَ تجلب المودَّة والمحبة، وتُؤَلِّف القلوب، وتثبِّت الطمأنينة في النفوس؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].
ثلاثة لا ترد دعوتهم.. تعرف عليهم | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
خامسا: ليس في الحديث أن هؤلاء المصلحين يأتون على رأس السنة الثانية عشرة، بل فيه أنهم يأتون بأمر الله وحكمته على رأس كل مائة سنة، وهي القرن الهجري؛ لأنه المتعارف عند المسلمين في ذلك الزمن، وهذا فضل من الله ورحمة منه بعباده، وإقامة للحجة عليهم حتى لا يكون لأحد عذر بعد البلاغ والبيان انظر (الفرقة الناجية) من العقيدة.
وحسبُك في هذا الباب مِن الرِّفق بالرعية أنه لما فعل المشركون ما فعلوا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد، وطُلب منه أن يدعوَ عليهم، قال: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون))، ولما فتَح الله عليه مكة لم ينتقمْ مِن أهلها الذين تآمروا على قتْلِه، فخرج مهاجرًا من مكة التي هي أحبُّ بلاد الله إليه، وقال لهم يوم الفتح: ((ما تظنون أني فاعلٌ بكم، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)). فلو أخذ الحاكمُ وأخذ الناس أنفَسهم بما جاء في الكتاب الكريم، وسنةِ المعصومِ - صلى الله عليه وسلم - أدخله اللهُ تعالى في ولايته، ولا يخذُله، بل ينصرُه، ويُوَفِّقه إلى السداد، ويستجيب دعاءَه إذا دعاه. هذه الصفاتُ الطيباتُ في الحاكم العادلِ، تَرْفَعُه درجاتٍ عند ربه، ويأتي يوم القيامة على رأس قائمة السبعة الذين يُظِلُّهم الله يوم القيامة، يوم لا ظِلَّ إلا ظلُّه - كما جاء في الحديث الصحيح. ثانيًا: دعوة الصائم حين يفطر:
وذلك لأنَّ الصومَ صبرٌ وجهادٌ، وحبسُ النفس عن الشهوات، فالصائمُ يتقرَّب إلى الله تعالى بما افترضه عليه، واتخذ من صيامه قربةً يَتَوَسَّل بها إلى الله - عز وجل، شأنُه في ذلك شأنُ أصحاب الغار الثلاثة، الذين تَوَسَّلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة، فكشف عنهم ضرَّهم، واستجاب دعاءَهم.