قال الماوردي: قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُواْ ءَالِهَةً مِّنَ الأرض} أي مما خلق في الأرض. {هُمُ يُنشِرُونَ} فيه قولان: أحدهما: يخلقون، قاله قطرب. الثاني: قاله مجاهد، يحيون، يعني الموتى، يقال: أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا، مأخوذ من النشر بعد الطي، قال الشاعر: حتى يقول الناس مما رأوا ** يا عجبًا للميت الناشِر قوله تبارك وتعالى: {لَوْ كَانَ فيهما} يعني في السماء والأرض. الباحث القرآني. {ءَالهِةٌ إِلاَّ اللَّهُ} فيه وجهان: أحدهما: معناه سوى الله، قاله الفراء. الثاني: أن إلا الواو، وتقديره: لو كان فيهما آلهة والله لفسدتا، أي لهلكتا بالفساد فعلى الوجه الأول يكون المقصود به إبطال عباد غيره لعجزه عن أن يكون إلهًا لعجزه عن قدرة الله، وعلى الوجه الآخر يكون المقصود به إثبات وحدانية الله عن أن يكون له شريك يعارضه في ملكه. قوله عز وجل: {لاَ يُسْأَلُ عَمَا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم، قاله ابن جريج. الثاني: لا يسأل عن فعله، لأن كل فعله صواب وهولا يريد عليه الثواب، وهم يسألون عن أفعالهم، لأنه قد يجوز أن تكون في غير صواب، وقد لا يريدون بها الثواب إن كانت صوابًا فلا تكون عبادة، كما قال تعالى: {ليسأل الصادقين عن صدقهم} [الأحزاب: 8].
- الباحث القرآني
- كيف اقوي ايماني بالله - شعلة.com
الباحث القرآني
إعلان
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال
الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "يقول -تعالى- ذكره-: لا سائل يسأل ربَّ
العرش عن الذي يفعل بخـلقه مِن تصريفهم فـيـما شاء من حياة وموت، وإعزاز وإذلال،
وغير ذلك من حكمه فـيهم؛ لأنهم خـلقه وعبـيده، وجميعهم فـي ملكه وسلطانه، والـحكم
حكمه، والقضاء قضاؤه، لا شيء فوقه يسأله عما يفعل، فـيقول: له لـِمَ فعلت؟ ولـمَ
لـمْ تفعل؟! ( وَهُمْ يُسْئَلُونَ) يقول -جلَّ ثناؤه-: وجميع مَن فـي
السموات والأرض مِن عبـاده مسؤولون عن أفعالهم، ومـحاسبون علـى أعمالهم، وهو الذي
يسألهم عن ذلك ويحاسبهم علـيه؛ لأنه فوقهم ومالكهم، وهم فـي سلطانه. وبنـحو الذي قلنا
فـي ذلك قال أهل التأويـل؛ فذكر عن قتادة قال: لا يُسئل عما يفعل بعبـاده، وهم
يُسئلون عن أعمالهم. وعن ابن جريج قال: لا يُسئل الـخالق عن قضائه فـي خـلقه، وهو
يَسأل الـخـلق عن عملهم. وعن الضحاك قال: لا يُسئل الـخالق عما يقضي فـي خـلقه، والـخـلق
مسؤولون عن أعمالهم" (تفسير الطبري). قال
الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: "( لاَ يُسْأَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ): لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحدٌ أن يُمانعه أو
يُعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها وإتقانها، أحسن
كل شيء يقدره العقل، فلا يتوجه إليه سؤال؛ لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال.
(لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون). الأنبياء: 23
يتصورون: أن الله تعالى قوي مقتدر، خلق الإنسان في الحياة، وفرض عليه أحكاماً معينة فرضاً، لمجرد ممارسة سلطانه كإله. ولما وجد أن الناس لا يخنعون تجاهه، خلق الجنة لمن أطاعه وخلق النار لمن عصاه، لمجرد أن أولئك استسلموا له، وهؤلاء تمردوا عليه. فيصورون الله سبحانه وكأنه طاغوت مزاجي، يتمتع بقدرة مطلقة، فيتحكم كيفياً، كما لو كان واحداً من البشر، له عواطف البشر ونوازع البشر وقصور البشر، فيحاول أن يسد نقصه بطغيانه. ويشجعهم على هذا التصور، جهلهم بمجموعة من الآيات والروايات:
مثل هذه الآيات: ((لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون)). ((قل: كلٌّ من عند الله))(1). ((فليعلمنَّ الله الذين صدقوا، وليعلمنَّ الكاذبين))(2). ((ومن يضلل الله، فما له من هاد. ومن يهد الله، فما له من مضل))(3). ((قل: من كان في الضلالة، فليمدد له الرحمن مداً))(4). ((إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً، ولهم عذاب مهين))(5). ((وإذا أردنا أن نهلك قرية، أمرنا مترفيها ففسقوا فيها، فحق عليها القول، فدمرناها تدميرا))(6). ((ولولا أن يكون الناس أمة واحدة، لجعلنا لمن يكفر بالرحمن – لبيوتهم – سقفاً من فضة، ومعارج عليها يظهرون))(7).
كيف أقوي إيماني بالله تعالى ❤🥀 - YouTube
كيف اقوي ايماني بالله - شعلة.Com
طلب العلم؛ فطلب العلم النافع يُوصل صاحبه إلى الزيادة في الخشوع والمعرفة التي تزيد الإيمان في القلب، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وأحسن العلوم علوم الحلال والحرام والأخلاق والقرآن. الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتعلّمه وتدبّره؛ فالقرآن الكريم كلام الله -تعالى- ولا يوجد شيء أنفع للمسلم من تلاوته وتدبّره ممّا يوصل الإنسان إلى القيام بأوامر ربه ومناجاته والشعور بقُربه، ممّا يثبّت الإيمان في القلب، وخصّ الله -تعالى- المؤمنين بزيادة إيمانهم كلّما قرؤوا القرآن الكريم، فقال: (إِنَمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). التفكّر في خلق الله تعالى؛ فمَن يُمعن النظر في آيات الله -تعالى- في الخلق يُدرك قدره وحقيقة نفسه، وقدرة الله -تعالى- وعظمته في إيجاد التناسق والتوازن في الكون، ممّا يزيد الإيمان بالله -تعالى- وعظمته.
[14] [15] اجتناب المعاصي والمنكرات لِنيل مرضاة الله -تعالى- وشرف القرب منه. [12] الإعراض عن زينة الدنيا وملذّاتها والزهد فيها، والسعي للآخرة لِنيل الجزاء الذي أعدّه الله -تعالى- لِعباده المؤمنين. [12] الإكثار من دعاء الله -تعالى- وتحرّي ذلك في مواطن إجابته بالهداية والثبات على الدين، وقبول العمل الصالح والاستزادة منه، والعاقبة الحسنة.