في يوم القيامة يبدأ الحساب والجزاء بالعدل بلا ظلم يقول جل وعلا: [وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ] {الزُّمر:69}. فلا تخفى صغيرةٌ ولا كبيرةٌ إلا أحصاها الله عز وجل ويحاسب عليها سُئل علي بن أبي طالب رضى الله عنه كيف يحاسب الله العباد يوم القيامة فقال: (كما يرزقهم في يوم) وقال الحسن البصري رحمه الله: (الحساب أسرع من لمح البصر). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر». (رواه الترمذي وصححه الألباني. ) وفي ذلك اليوم يُسأل الإنسان على أمور مهمة كانت له في الدنيا فعن أبي برزة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله فيما اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه فيما عمله به». (رواه الترمذي وصححه الألباني). أخي في الله اعلم بأن الدنيا فانية زائلة منتهية لا محالة وتبدأ الرحلة الحقيقية إلى حياة الآخرة من الموت ثم القبر ثم البعث ثم الحشر ثم العرض والحساب ثم الميزان ثم صحائف الأعمال ثم الصراط ثم الحوض ثم القنطرة ثم الجنة أو النار ثم الشفاعة ولكن من أطاع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يفوز بجنات النعيم.
دعاء يوم القيامة سورة
"رواه البخارى ومسلم" وتكون أرض الشام هي أرض المحشر ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علمٌ لأحد». "رواه البخارى ومسلم" فأرض المحشر لا حجر فيها ولا شجر وتدنو عليهم الشمس قدر ميل قال النبي صلى الله عليه وسلم: « تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل». "رواه البخارى ومسلم" قال التابعي سُليم بن عامر رحمه الله: (فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم ميل الذي تكتحل به العين). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيكون الناس على قدر أعمالهم من العرق فمنهم ما يكون إلى كعبيه ومنهم ما يكون إلى ركبتيه ومنهم ما يكون إلى حقويه ومنهم ما يكون العرق يلجمه إلجاما». "رواه البخارى ومسلم" وفي رواية بأن النبي صلى الله عليه وسلم (أشار بيده إلى فيه) (رواه مسلم) أي: (أشار بيده إلى فمه). وفي ذلك اليوم أناس نسأل الله العلي القدير أن نكون منهم في ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى وهم من أطاعوه في الدنيا في السرِّ وفي العلن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بيمينه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» "رواه البخارى ومسلم".
دعاء يوم القيامة الكبرى
[١٧]
تفجير البحار
كيف تصبح الأرض بعد تفجير البحار؟
وردت آيات قرآنية عدّة تصف ما يحدث البحار في أهوال يوم القيامة، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} ، [١٨] {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}، [١٩] واختلف المفسّرون في معنى سجّرت، ودلالتها وما يترتب على ذلك من تغيير للبحار، فمنهم من قال بأنها بتتلئ فتصبح بحرًا واحدًا، ومنهم من قال أنّها تصبح حمراء كلَوْن الدم، وفي دلالة فجّرت، قيل أنَّها تُفتح بعضها على بعض فتصبح بحرًا واحدًا، وبعدما تُنسَف الجبال وتُفَجّر البحار، تصبح الأرض قاعاً صفصفًا، فيذهب البرزخ الحاجز الّذي كان يمنع الماء من الفيضان على الأرض.
دعاء يوم القيامة بالترتيب
قوله صلى الله عليه وسلم (( اللَّهم لا تخزني يوم القيامة)) أي: يا اللَّه لا تذلّني، وتهينني بالتوبيخ على الذنوب والمعاصي, والعقوبة عليها, والفضيحة بها أمام الخلائق يوم القيامة, استعاذ صلى الله عليه وسلم ليكون ملازماً للخوف والخشية، وهضم النفس, وتعليماً لأمته بملازمة هذه الدعوة, وإلا فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما قدم وما أخر. قوله: (( ولا تخزني يوم البأس)): أي يوم الشدة، والمكاره, وشدة الحاجة، والافتقار. ثم علّل سبب دعوته: (( فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)): أي فقد ذلّلته وأهنته, وفي هذا التفصيل في الدعاء, وتعليل سبب الدعوة، دون الإيجاز والاختصار, كما بيَّنا سابقاً( [7])؛ لأنه مقام عبودية، فكلّما بسط العبد الدعاء، وزاد فيه, زادت عبوديته المقتضية لكثرة الثواب والأجر, وكذلك بثّ الشكوى إلى اللَّه تعالى, واستحضار ما يدعو به العبد, فتضمن هذا الدعاء سؤال اللَّه تعالى السلامة من كل المكاره في الدنيا والآخرة, وأنه يحسن بالداعي أن يذكر علة وسبب دعوته؛ فإنها من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، كما تقدّم في أدعية الكتاب, واللَّه تعالى الموفق إلى الهدى والصواب. ( [1]) أحمد في المسند، 29/ 596، برقم 18056، وقال محققو المسند: (( إسناده صحيح)) ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 3/ 20، برقم 2524 بلفظ: (( اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس)).
والمسلم في شهر رمضان يعمد إلى الدّعاء في كلّ وقتٍ من أيّام رمضان. فيسأل الله تعالى حاجاته، ويسأله المغفرة والرّحمة والأجر، وكثيراً ما يسأل المسلمون عن أفضل الأدعية وأجملها، ليدعوا بها الله تعالى في شه رمضان الفضيل. كما يستفسرون أيضاً عن أدعيةٍ مخصّصةٍ لكلّ يومٍ من رمضان، لكنّ في الحقيقة لم يرد في السّنّة النّبويّة المباركة، أدعيةٌ مخصوصة بكلّ يومٍ من رمضان، حيث أنّ الدّعاء عبادة يجوز للمسلم فيها أن يدعو بما شاء وأن يسأل الله تعالى ما أراد. لكن ما يجب عليه فقط التزام شروط الدّعاء وآدابه، لتتحقّق الإجابة. كما يسنّ له أن يدعو بالأدعية المأثورة عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، ولا حرج عليه إن تركها ولم يدعُ بها. وفيما سيأتي دعاء اليوم الثامن من شهر رمضان مكتوب كامل وهو دعاءٌ حسنٌ ولا بأس به، يمكن أن يدعو المسلم به في أيّام رمضان المباركة. لكن عليه أن يترك نيّة تخصيص الزّمان عند الدّعاء بهذا الدّعاء أو بغيره من الأدعية. والدّعاء هو: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ رَحْمَةَ الْأَيْتَامِ، وَ إِطْعَامَ الطَّعَامِ، وَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ، وَ ارْزُقْنِي فِيهِ صُحْبَةَ الْكِرَامِ وَ مُجَانَبَةَ اللِّئَامِ، بِطَوْلِكَ يَا أَمَلَ الْآمِلِينَ، والحمد لله ربّ العالمين.
[٢٧]
قوله تعالى: { وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدخُلوا مِن بابٍ واحِدٍ وَادخُلوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}. [٢٨]
قوله تعالى: { وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ}. [٢٩]
قوله تعالى: { فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ}. [٣٠]
قوله تعالى: { وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}. [٣١]
قوله تعالى: { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}. تفسير: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم). [٣٢]
قوله تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ}. [٣٣]
قوله تعالى: { إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ وَإِن تَنتَهوا فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَإِن تَعودوا نَعُد}. [٣٤]
قوله تعالى: { إِلَّا الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ ثُمَّ لَم يَنقُصوكُم شَيئًا وَلَم يُظاهِروا عَلَيكُم أَحَدًا فَأَتِمّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلى مُدَّتِهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقينَ}. [٣٥]
قوله تعالى: { كَيفَ وَإِن يَظهَروا عَلَيكُم لا يَرقُبوا فيكُم إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرضونَكُم بِأَفواهِهِم وَتَأبى قُلوبُهُم وَأَكثَرُهُم فاسِقونَ}.
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة إبراهيم - تفسير قوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم- الجزء رقم4
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله: يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراقوله تعالى: يعدهم المعنى يعدهم أباطيله وترهاته من المال والجاه والرياسة ، وأن لا بعث ولا عقاب ، ويوهمهم الفقر حتى لا ينفقوا في الخير ويمنيهم كذلك وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أي خديعة. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة إبراهيم - تفسير قوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم- الجزء رقم4. قال ابن عرفة: الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه أو مجهول. والشيطان غرور ؛ لأنه يحمل على محاب النفس ، ووراء ذلك ما يسوء. ﴿ تفسير الطبري ﴾
= ثم قال: " وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا " يقول: وما يعد الشيطان أولياءَه الذين اتخذوه وليًّا من دون الله=" إلا غرورًا " يعني: إلا باطلا. (56)وإنما جعل عِدَته إياهم جل ثناؤه ما وعدهم " غرورًا "، لأنهم كانوا يحسبون أنهم في اتخاذهم إياه وليًّا على حقيقةٍ من عِدَاته الكذب وأمانيه الباطلة، (57) حتى إذا حصحص الحق، وصاروا إلى الحاجة إليه، قال لهم عدوّ الله: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ، [سورة إبراهيم: 22].
تفسير: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمودي2005
السلام عليكم ورحمة الله جزاك الله خير يا ملكتنا الغاليه وجعلها الله في موازين حسانتك
التذكير لابد منه عسى الله ان يرحمنا برحمته
لا تحرمينا من هذه المواضيع
لا حرمك الله الاجر شكري وتقديري لك امواج:11:
شكرا حمودي على دخولك موضوعي.. وتعقيبك
هذا أولا.. ثانيا مبروك الإشراف واحسنوا الاختيار. وهذ يدل على فطنتهم
ولا نستغني عن السؤال متى مااحتجنا.. :11: واعتقد مانت مقصر... :8:
وقوله ( والأولاد) اختلف أهل التأويل في صفة شركته بني آدم في أولادهم ، فقال بعضهم: شركته إياهم فيهم بزناهم بأمهاتهم. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثنى أبي ، قال: ثني عمى ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: أولاد الزنا. حدثني أبو السائب ، قال: ثنا ابن إدريس ، قال: سمعت ليثا يذكر عن مجاهد ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: أولاد الزنا. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحرث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: أولاد الزنا. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال: أولاد الزنا. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ قال: ثنا عبيد بن سليمان ، قال: سمعت الضحاك يقول ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: أولاد الزنا ، يعني بذلك أهل الشرك. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: الأولاد: أولاد الزنا. وقال آخرون: عنى بذلك: وأدهم أولادهم وقتلهموهم. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال: ما قتلوا من أولادهم ، وأتوا فيهم الحرام.