يشترط في الزواج أيضًا إيجاب الزوج وقبول الزوجة. يجب الإشهاد على الزواج من قِبل شاهدين عاقلين بالغين راشدين مع موافقة الولي حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الأيم أحق بنفسها من وليها". وفي النهاية نكون قد عرفنا معنى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن حيث قال الله عز وجل في سورة البقرة: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" فلقد شبه الله عز وجل العلاقة الزوجية بين الزوجين بشمولها بالستر، وذلك لأن كلًا من الزوجين يستر الآخر ويعفه ويمنعه عن الوقوع في الفجور كارتكاب الزنا والعلاقات المحرمة.
{ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن }
تاريخ النشر: الخميس 7 جمادى الأولى 1425 هـ - 24-6-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 50378
248900
1
482
السؤال
ما معنى قوله تعالى: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن
نريد شرحا مفصلا إذا أمكن, وجزاكم الله كل خير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فسر أهل العلم الآية الكريمة: [ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] (البقرة: 187) بالستر، أي هن ستر لكم وأنتم ستر لهن، لأن كلا الزوجين يستر صاحبه ويمنعه من الفجور ويغنيه عن الحرام، والعرب تكني عن الأهل بالستر واللباس والثوب والإزار. وقال بعضهم: هن فراش لكم وأنتم لحاف لهن. وقال بعضهم: هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، أي يسكن بعضكم إلى بعض، كما في قوله تعالى:[ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا] (الأعراف: 189) وفي قوله: [ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً] (الروم: 21). معنى قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباسهن لهن ). وقال صاحب الظلال عند تفسير قوله تعالى: [ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] (البقرة: 187).
الأوقاف: إصدار كتاب "المرأة ودورها في الحياة الوطنية" خلال أيام
[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز تذوق الطعام اثناء الصيام
هل يجوز العلاقة الزوجية في رمضان بعد الإفطار
في الحديث عن العلاقة الزوجية بعد الإفطار فهي مباحة ولا شيء فيها ، والمقصود ببعد الإفطار هو من غروب الشمس وحتّى طلوع الفجر أيّ ليل رمضان، وذلك بدليل قوله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ. " [1] ، إذًا فلا شيء في العلاقة الزوجية أو الجماع في ليل رمضان أو بعد الإفطار كما هو الحال مع الأكل والشرب، والله تعالى أعلم.
وزير الأوقاف: ديننا الحنيف أولى المرأة اهتمامًا خاصًا
وتابع: لم يبخس الإسـلام أيًّا من الطـرفين حقَّـه، فقـال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)، وقال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، بل أكد نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إكرام الأنثى وعدم الجور على أي من حقوقها، فقال (صلى الله عليه وسلم): "مَن كانت له أُنثى فلم يَئِدْها، ولم يُهِنْها، ولم يُؤثِرْ ولَدَه عليها أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ". وقد خص الإسلام الأم بمزيد من الرعاية والتكريم، حيث يقول الحق (عز وجل): (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وعندما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك". كما أكد وزير الأوقاف أن الوزارة بصدد إصدار كتاب عن "المرأة ودورها في الدولة الوطنية" نؤمل أن يصدر خلال أيام.
معنى قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباسهن لهن )
وتابع جمعة،: "ولم يبخس الإسـلام أيًّا من الطـرفين حقَّـه ، فقـال سبحانه: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)، وقال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، بل أكد نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إكرام الأنثى وعدم الجور على أي من حقوقها، فقال (صلى الله عليه وسلم): "مَن كانت له أُنثى فلم يَئِدْها ، ولم يُهِنْها ، ولم يُؤثِرْ ولَدَه عليها أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ". وقد خص الإسلام الأم بمزيد من الرعاية والتكريم ، حيث يقول الحق (عز وجل): (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وعندما سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك".
أخيراً..
خلقنا الله ذكوراً وإناثاً متساوين في الخصائص الإنسانية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ﴾، ولا يختلف الرجل عن المرأة إلا في التكوين التخصصي.. ومن اختصاصاته المتميزة حماية الأنثى وصونها، وتأمين العيش الكريم لها ولأبنائه. فلنحترم نحن الذكور هذا الاختصاص ولا نتهاون فيه، فالتهاون فيه هو السبب الرئيس لاختلال العلاقة بين الذكر والأنثى، وظهور المنابع التي تغذي هذا الخلل وتؤجّجه. لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة) قال: هذا المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر. وقوله ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ) يقوله: غَبِن هذا الذي وصف جلّ ثناؤه صفته دنياه، لأنه لم يظفر بحاجته منها بما كان من عبادته الله على الشك، ووضع في تجارته فلم يربح والآخرة: يقول: وخسر الآخرة، فإنه معذّب فيها بنار الله الموقدة. وقوله ( ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) يقول: وخسارته الدنيا والآخرة هي الخسران: يعني الهلاك المبين: يقول: يبين لمن فكّر فيه وتدبره أنه قد خسر الدنيا والآخرة. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته قراء الأمصار جميعا غير حميد الأعرج ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ) على وجه المضيّ. وقرأه حميد الأعرج ( خاسِرًا) نصبا على الحال على مثال فاعل.
ومن الناس من يعبد الله على حرف
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف)... إلى قوله ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ) قال: الفتنة البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه ، ونُتِجت فرسه مُهرا حسنا، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأنّ إليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته &; 18-576 &; جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرّا، وذلك الفتنة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عنبسة، عن أبي بكر، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد في قول الله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) قال: على شكّ. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( عَلَى حَرْفٍ) قال: على شك (فإن أصابه خير) رخاء وعافية ( اطمأن به) اسْتَقَرَّ (وإن أصابته فتنة) عذاب ومصيبة (انْقَلَبَ) ارتد ( على وجهه) كافرا.
يعبد الله على حرفه
تاريخ النشر: الإثنين 16 شعبان 1429 هـ - 18-8-2008 م
التقييم:
رقم الفتوى: 111552
21718
0
251
السؤال
كيف أستطيع أن أجعل نفسي ممن لا يعبد الله على حرف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء: إن معنى كون الإنسان يعبد الله على حرف معناه أن يعبده على شك؛ كما في قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {الحـج:11}. قال البغوي: أكثر المفسرين قالوا: على شك. انتهى. وقال القرطبي: وقيل على حرف أي على وجه واحد وهو أن يعبده على السراء دون الضراء. انتهى. ولا تعارض بين القولين لأن الشاك لا يلبث أن ينتكس في الضراء، وعلى هذا فمن أراد أن لا يكون ممن عنتهم الآية الكريمة، وأن ينأى بنفسه عن عبادة الله على حرف فليؤمن إيمانا ملؤه اليقين بلا أدنى شك، وليوطن نفسه على أن يعبد الله في السراء والضراء. والله أعلم.
يعبد الله على حرفه ای
فقال له حبيب بن مظاهر: والله اني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك ( [6]). ولما كانت الامور تعرف بأضدادها، فمن ضد هذا الوصف وهذه الصورة نتعرف على ما يجب أن تكون عليه قيمة الدين في حياة الانسان فهو مستقر في قلبه ووجدانه، سعيد به ثابت عليه، يلجأ اليه في كل اموره، ويجعله قائداً له في حياته يستهدي به ويزن به الامور، فيفرّق به بين حقها وباطلها، وهذا الثبات والاستقرار في العقيدة تجسّد في أصحاب الحسين (×) وأهل بيته بحيث يفرحون ويستبشرون حينما يُعْلِمَهُمْ الامام الحسين (×) بالقتل. ([1]) ألقيت يوم الجمعة 28/صفر1437 الموافق 11/12/2015 وقد شارك بها ممثل عن سماحة الشيخ المرجع (دام ظله) في مؤتمر الطف الدولي السابع الذي أقامته كلية الآداب في الجامعة المستنصرية يومي 7-8/12/2015 وجعلها سماحته إنموذجاً لوحدة الخطاب القرآني والحسيني. ([2]) الدر المنثور: 4/346. ([3]) وكان بعض هؤلاء من الصحابة المعدودين قريبين للنبي (') لكنهم كانوا يشككون في تصرفاته ويعترضون ويتمردون كما تنقل كتب الفريقين وفي آخر حياته قالوا (إن الرجل ليهجر) وهؤلاء كانوا مستعدين للانقلاب عن الدين والرجوع الى جاهليتهم كما أخبر عنهم الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) (آل عمران: 144) فرأى امير المؤمنين (×) ان الصبر على المظالم التي لحقت به أحجى وقد سجل ذلك كله في خطبه المأثورة.
يا عباد الله: إنَّ العبدَ المؤمنَ الحقَّ هوَ الذي يكونُ شاكراً لمولاهُ في الرَّخاءِ, ويكونُ مُتأسِّياً بسيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, جاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ, قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله, أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ, أَفَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً ".