مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ
اعلموا أنّ الله عزّ وجلّ يقول (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (سورة البقرة الآية 262) صدق الله العظيم. فمن الخصال الحميدة الطيبة التي حثّ عليها دين الإسلام هو الصدقة بالمال ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ، والتصدّق هو من صفات المؤمنين الكاملين الذين يعرفون أنّ ما عند الله باق وما عند العبد يفنى، وقد ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على عائشة رضي الله عنها وكانت توزّع شاة في سبيل الله فقال (ما بقي منها)؟ فقالت عائشة(ذهبت كلّها وبقي كتفها) فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (بل بقيت كلّها إلا كتفها) وذلك لأن ثوابها باق لا يضيع عند الله عزّ وجلّ.
ما نقصت صدقة من مال - إسلام ويب - مركز الفتوى
أنفق أخي ولا تخشَ الفقر وتذكّر حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال لبلال الحبشي (أنفق بلالُ ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -عز وجل-»
[ صحيح. ] - [رواه مسلم. ] الشرح
(ما نقصت صدقة من مال) المعنى أن الصدقة إذا أخرجت فإنها لا تنقص المال بل تزيده، وتبارك فيه، وتدفع عنه الآفات، الزيادة للمال إما كمية: بأن يفتح الله للعبد أبواباً من الرزق، أو كيفية: بأن ينزل الله تعالى البركة التي تزيد على مقدار ما أخرجه من الصدقة. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، أي أن من عرف بالعفو وترك المؤاخذة والمعاتبة، فإنه يسود ويعظم في القلوب، ويزداد عزة وكرامة، ورفعة في الدنيا والآخرة. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، المعنى أن من تذلل لله، وانكسر بين يديه سبحانه وتعالى، وكان لين الجانب للخلق، وأظهر الخمول للمسلمين، فإن هذه الصفات لا تزيد المتحلي بها إلا رفعة في الدنيا ومحبة في القلوب، ومنزلة علية في الجنة. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
الفيتنامية
السنهالية
الأيغورية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
المليالم
التلغو
السواحيلية
التاميلية
عرض الترجمات
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) وقوله: ( لعلك باخع) أي: مهلك ( نفسك) أي: مما تحرص [ عليهم] وتحزن عليهم ( ألا يكونوا مؤمنين) ، وهذه تسلية من الله لرسوله ، صلوات الله وسلامه عليه ، في عدم إيمان من لم يؤمن به من الكفار ، كما قال تعالى: ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) [ فاطر: 8] ، وقال: ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) [ الكهف: 6]. قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، وعطية ، والضحاك: ( لعلك باخع نفسك) أي: قاتل نفسك. قال الشاعر ألا أيهذا الباخع الحزن نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
تفسير: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) - طريق الإسلام
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) وقوله: ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) يقول تعالى ذكره: لعلك يا محمد قاتل نفسك ومهلكها إن لم يؤمن قومك بك, ويصدقوك على ما جئتهم به والبخْع: هو القتل والإهلاك في كلام العرب; ومنه قول ذي الرُّمة: ألا أيُّهَــذَا البــاخعُ الوَجْـدُ نَفْسَـهُ لشَــيْءٍ نَحَتْـهُ عَـنْ يَدَيْـهِ المَقـادِرُ (1) وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس: ( بَاخِعٌ نَفْسَكَ): قاتل نفسك. لعلك باخع نفسك على اثارهم. حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) قال: لعلك من الحرص على إيمانهم مخرج نفسك من جسدك, قال: ذلك البخع. حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ) عليهم حرصا. وأن من قوله: ( أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) في موضع نصب بباخع, كما يقال: زرت عبد الله أن زارني, وهو جزاء; ولو كان الفعل الذي بعد أن مستقبلا لكان وجه الكلام في " أن " الكسر كما يقال; أزور عبد الله إن يزورني.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشعراء - الآية 3
قَالَ الشَّاعِرُ (2) [b] أَلَّا أيّهذاَ البَاخعُ الحُزنُ نفسَه... لعلك باخع نفسك الا. لِشَيْءٍ (3) نَحَتْهُ عَنْ يَدَيه الَمقَادِرُ... [b] و قال الواحدي في الوجيز: {لعلَّك باخعٌ نفسك} قاتلٌ نفسك {أن لا يكونوا مؤمنين} لتركهم الإِيمان وذلك أنَّه لما كذَّبه أهل مكًّة شقَّ عليه ذلك فأعلمه الله سبحانه أنَّه لو شاء لاضطرهم إلى الإِيمان فقال:إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فظلت أعناقهم لها خاضعين} يذلُّون بها فلا يلوي أحدٌ منهم عنقه إلى معصية الله تعالى. [b] و قال الشوكاني والبخع في الأصل: أن يبلغ بالذبح النخاع، بالنون، قاموس، وهو عرق في القفا، وقد مضى تحقيق هذا في سورة الكهف، وقرأ قتادة «باخع نفسك» بالإضافة، وقرأ الباقون بالقطع. قال الفراء: أن في قوله: ألا يكونوا مؤمنين في موضع نصب لأنها جزاء، قال النحاس: وإنما يقال: إن مكسورة لأنها جزاء، هكذا المتعارف و القول في هذا ما قاله الزجاج في كتابه في القرآن: إنها في موضع نصب، مفعول لأجله، والمعنى: لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان حريصا على إيمان قومه، شديد الأسف لما يراه من إعراضهم.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الكهف - قوله تعالى فلعلك باخع نفسك على آثارهم- الجزء رقم16
------------------ الهوامش: (1) البيت لذي الرمة، وقد تقدم الاستشهاد به في سورة الكهف (15: 194) على أن معنى البخع: القتل، فراجعه ثمة.
﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
إعراب الآية 3 من سورة الشعراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الشعراء: عدد الآيات 227 - - الصفحة 367 - الجزء 19. (لَعَلَّكَ باخِعٌ) لعل واسمها وخبرها (نَفْسَكَ) مفعول به لباخع (أَلَّا) أن ناصبة ولا نافية (يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) مضارع ناقص واسمه وخبره وأن وما بعدها في تأويل مصدر مفعول لأجله لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) حُوّل الخطاب من توجيهه إلى المعاندين إلى توجيهه للرسول عليه الصلاة والسلام. والكلام استئناف بياني جواباً عما يثيره مضمون قوله: { تلك آيات الكتاب المبين} [ الشعراء: 2] من تساؤل النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه عن استمرار إعراض المشركين عن الإيمان وتصديق القرآن كما قال تعالى: { فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} [ الكهف: 6] ، وقوله: { فلا تَذْهَب نفسُك عليهم حسرات} [ فاطر: 8]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشعراء - الآية 3. و ( لعلّ) إذا جاءت في ترجّي الشيء المخوف سميت إشفاقاً وتوقعاً. وأظهر الأقوال أن الترجي من قبيل الخبر ، وأنه ليس بإنشاء مثلَ التمني. والترجي مستعمل في الطلب ، والأظهر أنه حثّ على ترك الأسف من ضلالهم على طريقة تمثيل شأن المتكلم الحاثّ على الإقلاع بحال من يستقرب حصول هلاك المخاطب إذا استمر على ما هو فيه من الغم.
وقوله: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ أي: مهلك نَفْسَكَ أي: مما تحرص وتحزن عليهم أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، وهذه تسلية من الله لرسوله -صلوات الله وسلامه عليه- في عدم إيمان مَنْ لم يؤمن به من الكفار، كما قال تعالى: فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [سورة فاطر:8]، وقال: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [سورة الكهف:6]. قال مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وعطية، والضحاك: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أي: قاتل نفسك.
سماحة الشيخ محمّد صنقور
﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الحيِّ بغيرِ شبيهٍ، ولا ضدَّ له، ولا ندَّ له، الحمدُ لله لا تفنى خزائنُه ولا تبيدُ معالمُه، الحمدُ للهِ الذي لا الهَ معَه، سبحانَهمَن هو قيومٌ لا ينامُ، ومَلِكٌ لا يُضامُ، وعزيزٌ لا يُرامُ، وبصيرٌ لا يرتابُ، وسميعٌ لا يتكلَّفُ ومُحتَجِبٌ لا يُرى، وصمَدٌ لا يَطعمُ، وحيٌّ لا يموتُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّداَ عَبْدُه ورسولُه (ص). تفسير: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) - طريق الإسلام. أُوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى الله، ألا فأفيضوا في ذكرِ اللهِ جلُّ ذكرُه، فإنَّه أحسنُ الذكرِ، وارغبوا فيما وُعدَ المتقونَ، فإنَّ وعْدَ اللهِ أصدقُ الوعدِ، وكلُّ ما وعدَ فهو آتٍ كما وَعَدَ، فاقتدوا بهديِّ رسولِ اللهِ (ص) فإنَّه أفضلُ الهديِّ، واستنُّوا بسنتِه. فإنَّها أشرفُ السُننِ. وتعلَّموا كتابَ اللهِ تبارك وتعالى، فإنَّه أحسنُ الحديثِ وأبلغُ الموعظةِ. قال اللهُ تعالى في محكم كتابه المجيدِ مخاطبًا نبيَّه الكريمَ (ص): ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ / لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ ( 1).