ولم يقل ماءين لامتزاجهما في الرحم، واتحادهما حين ابتدئ في خلقه.... وقال بعض العلماء: قوله: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ أى: من ماء ذي دفق.. وكل من منى الرجل. ومنى المرأة، اللذين يتخلق منهما الجنين، ذو دفق في الرحم. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
ثم قال: خلق وهو جواب الاستفهام من ماء دافق أي من المني. والدفق: صب الماء ، دفقت الماء أدفقه دفقا: صببته ، فهو ماء دافق ، أي مدفوق ، كما قالوا: سر كاتم: أي مكتوم; لأنه من قولك: دفق الماء ، على ما لم يسم فاعله. ولا يقال: دفق الماء. ويقال: دفق الله روحه: إذا دعا عليه بالموت. قال الفراء والأخفش: من ماء دافق أي مصبوب في الرحم ، الزجاج: من ماء ذي اندفاق. يقال: دارع وفارس ونابل أي ذو فرس ، ودرع ، ونبل. وهذا مذهب سيبويه. فالدافق هو المندفق بشدة قوته. وأراد ماءين: ماء الرجل وماء المرأة; لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما. وعن عكرمة عن ابن عباس: دافق لزج. ﴿ تفسير الطبري ﴾
فقال: ( خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) يعني: من ماء مدفوق، وهو مما أخرجته العرب بلفظ فاعل، وهو بمعنى المفعول، ويقال: إن أكثر من يستعمل ذلك من أحياء العرب سكان الحجاز إذا كان في مذهب النعت، كقولهم: هذا سرٌّ كاتم وهمٌّ ناصب، ونحو ذلك.
- فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ (٦) يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآٮِٕبِ (٧) | True Islam From Quran - حقيقة الاسلام من القرآن
- الباحث القرآني
- خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ | تفسير القرطبي | الطارق 6
- ما معنى (ماء دافق ) في سورة الطارق - أجيب
- شرح صحيح مسلم للخضيري
- شرح صحيح مسلم 26 مجلد
فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ (٦) يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآٮِٕبِ (٧) | True Islam From Quran - حقيقة الاسلام من القرآن
- وفي التفسير: يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب. ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدم وقاله الأعمش - وقال الحسن البصري رحمه الله: المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة. ثم إنا نعلم أن النطفة من جميع أجزاء البدن ولذلك يشبه الرجل والديه كثيرا. وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني. وأيضا المكثر من الجماع يجد وجعا في ظهره وصلبه وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبسا من الماء. - وفي هذه الآية إعجاز في خلق الإنسان الذي يتكبر ويظلم وربما يكفر بالذي خلقه من ماء مهين خرج من مخرج البول!! - فأصل الإنسان عبارة عن نطفة ثم مضغة ثم علقة مخلقة وغير مخلقة ثم عظام ثم لحماً وبعد ذلك يقذف الله تعالى فيه الروح، ويمكث في بطن أمه تسعة أشهر حتى يخرج إلى هذه الدنيا!!! - قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) سورة المؤمنون (12-14).
الباحث القرآني
والصلب: يطلق على فقار الظهر بالنسبة للرجل، والترائب: جمع تريبة، وهي العظام التي تكون في أعلى صدر المرأة، ويعبرون عنها بقولهم موضع القلادة من المرأة. أى: إذا كان الأمر كما ذكرت لكم- أيها الناس-، من أن كل نفس عليها حافظ يسجل عليها أقوالها وأفعالها.. فلينظر الإنسان منكم نظر تأمل وتدبر واعتبار، وليسأل نفسه من أى شيء خلق؟ لقد خلقه الله- تعالى- بقدرته، من ماء متدفق، يخرج بقوة وسرعة من الرجل، ليصب في رحم الأنثى. وهذا الماء الدافق من صفاته أنه يخرج من بين صلب الرجل، ومن بين ترائب المرأة، حيث يختلط الماءان، ويتكون منهما الإنسان في مراحله المختلفة بقدرة الله- تعالى-. قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما وجه اتصال قوله: فَلْيَنْظُرِ بما قبله؟. قلت: وجه اتصاله به أنه لما ذكر أن على كل نفس حافظا، أتبعه بتوصية الإنسان بالنظر في أول أمره. ونشأته الأولى، حتى يعلم أن من أنشأه قادر على إعادته وجزائه، فيعمل ليوم الإعادة والجزاء، ولا يملى على حافظه إلا ما يسره في عاقبته. «مم خلق» استفهام جوابه: «خلق من ماء دافق» ، والدفق: صبّ فيه دفع. ومعنى «دافق» النسبة إلى الدفق الذي هو مصدر دفق، كاللابن والتامر. أو الإسناد المجازى، والدفق في الحقيقة لصاحبه.
خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ | تفسير القرطبي | الطارق 6
( فلينظر الإنسان مم خلق ( 5) خلق من ماء دافق ( 6) يخرج من بين الصلب والترائب ( 7) إنه على رجعه لقادر ( 8) يوم تبلى السرائر ( 9))
( فلينظر الإنسان مم خلق) أي من أي شيء خلقه ربه ، أي فلينظر نظر المتفكر. ثم بين فقال: ( خلق من ماء دافق) مدفوق أي مصبوب في الرحم ، وهو المني ، فاعل بمعنى مفعول كقوله: " عيشة راضية " ( الحاقة - 21) أي مرضية ، والدفق: الصب ، وأراد ماء الرجل وماء المرأة ، لأن الولد مخلوق منهما ، وجعله واحدا لامتزاجهما. ( يخرج من بين الصلب والترائب) يعني صلب الرجل وترائب المرأة ، و " الترائب " جمع التريبة ، وهي عظام الصدر والنحر. قال ابن عباس: هي موضع القلادة من الصدر. وروى الوالبي عنه: بين ثديي المرأة. وقال قتادة: النحر. وقال ابن زيد: الصدر. ( إنه على رجعه لقادر) قال مجاهد: على رد النطفة في الإحليل. وقال عكرمة: على رد الماء في الصلب الذي خرج منه. وقال الضحاك: إنه على رد الإنسان ماء كما كان من قبل لقادر. وقال مقاتل بن حيان: [ إن شاء رده] من الكبر إلى الشباب ، ومن الشباب إلى الصبا ، ومن الصبا إلى النطفة ، وقال ابن زيد: إنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج وقال قتادة: إن الله تعالى على بعث الإنسان وإعادته قادر وهذا أولى الأقاويل لقوله: ( يوم تبلى السرائر)
( يوم تبلى السرائر) وذلك يوم القيامة تبلى السرائر ، تظهر الخفايا قال قتادة ومقاتل: تختبر [ الأعمال] قال عطاء بن أبي رباح: السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة [ والوضوء] والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال: صمت ولم يصم ، وصليت ، ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيعها.
ما معنى (ماء دافق ) في سورة الطارق - أجيب
اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
(p-٢٦٣)والتَّرائِبُ تُضافُ إلى الرَّجُلِ وإلى المَرْأةِ، ولَكِنَّ أكْثَرَ وُقُوعِها في كَلامِهِمْ في أوْصافِ النِّساءِ لِعَدَمِ احْتِياجِهِمْ إلى وصْفِها في الرِّجالِ. وقَوْلُهُ: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ﴾ الضَّمِيرُ عائِدٌ إلى ﴿ماءٍ دافِقٍ﴾ وهو المُتَبادِرُ، فَتَكُونُ جُمْلَةُ يَخْرُجُ حالًا مِن ﴿ماءٍ دافِقٍ﴾ أيْ: يَمُرُّ ذَلِكَ الماءُ بَعْدَ أنْ يُفْرَزَ مِن بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وتَرائِبِهِ.
الكتاب: شرح صحيح مسلم المؤلف: أبو الأشبال حسن الزهيري آل مندوه المنصوري المصري مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية [ الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - ١٠٨ درس] صفحة المؤلف: [ حسن أبو الأشبال الزهيري]
شرح صحيح مسلم للخضيري
شرح صحيح مسلم - يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "شرح صحيح مسلم -" أضف اقتباس من "شرح صحيح مسلم -" المؤلف: محمد بن صالح العثيمين الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "شرح صحيح مسلم -" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
شرح صحيح مسلم 26 مجلد
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
ذات صلة تعريف الإمام مسلم ما هو صحيح البخاري
جمع الحديث النّبويّ
بعث الله رسوله محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- بديانة الإسلام الخالدة، وجعله مُؤيَّداً بالوحي، الذي يُعدّ الواسطة التي تُنقَل بها أحكامُ المسائل الجديدة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى حلول المشاكل التي تمرّ بها الأمّة الإسلاميّة، وبه يُنزَّل كلام الله وهو القرآن الكريم، ولأهميّة ما جاء به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن ربّه، فقد أمر كتَبَةً مُختارينَ بعنايةٍ بكتابة ما يُنزّل من القرآن الكريم، ومنعهم من كتابة ما يتكلّم به هو من أحاديث ؛ خوفاً من الخلط بينهما مستقبلاً.