(). جاء في تفسير ابن كثير: فالله تعالى أمر بتدبر القرآن وتفهمه، ونهى عن الإعراض عنه، فقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} أي: بل على قلوب أقفالها، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه. الباحث القرآني. وجاء في تفسير ابن الرازي: ففي قوله { أَقْفَالُهَا} بالإضافة ولم يقل أقفال كما قال: { قُلُوبٍ} لأن الأقفال كانت من شأنها فأضافها إليها كأنها ليست إلا لها، وفي الجملة لم يضف القلوب إليهم لعدم نفعها إياهم وأضاف الأقفال إليها لكونها مناسبة لها ، ونقول أراد به أقفالاً مخصوصة هي أقفال الكفر والعناد. أما تفسير السعدي فقد جاء فيه حول تفسير هذه الآيات: فهل يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل. وأما قلوبهم فقد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت، فلا يدخلها خير أبدا؟ هذا هو الواقع.
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها - Youtube
والتدبر: التفهم في دُبر الأمر ، أي ما يخفى منه وهو مشتق من دبر الشيء ، أي خلفه. والأقفال: جمع قُفْل ، وهو استعارة مكنية إذ شبهت القلوب ، أي العقول في عدم إدراكها المعاني بالأبواب أو الصناديق المغلقة ، والأقفال تخييل كالأظفار للمنية في قول أبي ذؤيب الهذلي: وإذا المنية أنشبت أظفارها... ألفيت كل تميمة لا تنفع وتنكير { قلوب} للتنويع أو التبعيض ، أي على نوع من القلوب أقفال. والمعنى: بل بعض القلوب عليها أقفال. وهذا من التعريض بأن قلوبهم من هذا النوع لأن إثبات هذا النوع من القلوب في أثناء التعجيب من عدم تدبر هؤلاء القرآن يدل بدلالة الالتزام أن قلوب هؤلاء من هذا النوع من القلوب ذواتتِ الأقفال. إعراب قوله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها الآية 24 سورة محمد. فكون قلوبهم من هذا النوع مستفاد من الإضراب الانتقالي في حكاية أحوالهم. ويدنو من هذا قولُ لبيد: تَرَّاك أمكنة إذا لم أرضها... أو يَعتلقْ بعضَ النفوس حِمامها يريد نفسه لأنه وقع بعد قوله: تَرَّاك أمكنة البيت ، أي أنا تراك أمكنة. وإضافة ( أقفال ( إلى ضمير { قلوب} نظم بديع أشار إلى اختصاص الأقفال بتلك القلوب ، أي ملازمتها لها فدلّ على أنها قاسية.
الباحث القرآني
قال مجاهد: إنما سُميت الحور حورًا؛ لأنهن يحار الطرف في حسنهن، وبياضهنَّ، وصفاء لونهن، وقيل: إنما قيل لهن حور لحور أعينهن، والحَوَر: شدة بياض العين في شدة سوادها؛ قال تعالى: ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 22، 23]. قوله تعالى: ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾؛ أي مهما طلبوا من أنواع الفاكهة أُحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه أو مضرته، بل يحضر لهم كلما أرادوا مما له اسم في الدنيا، أو مما لا يوجد له اسم في الدنيا. قوله تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾؛ أي ليس فيها موت بالكلية، ولو كان فيها موت يستثنى لم يستثن الموتة الأولى التي هي الموتة في الدنيا، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يُؤْتَى بالمَوْتِ في صورة كَبْشٍ أمْلَحَ، فَيوقَفُ بين الجَنَّةِ والنار، ثم يُذْبَحُ ثُم يُقَالُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النارِ خُلُودٌ فلَا مَوْتَ » [2].
إعراب قوله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها الآية 24 سورة محمد
آية (24):
*ما دلالة (أم) في قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)؟ هل هي متصلة أو منقطعة؟(د. فاضل السامرائى)
العلماء يختلفون أحياناً في تفسير النص سواء كان آية أو غيرها. سيبويه ذهب إلى أنها متصلة. المتصلة يعني هي التي يُجرّ عنها بالتعيين لا يستغني ما بعدها عما قبلها مثلاً: أعندك دفتر أم قلم؟ ستجيب عندي كذا. أرأيت محمداً أم خالداً؟ يجاب عنها بالتعيين بمعنى أيّ، أيهما عندك؟ أنت تجيب بالتعيين هذا أو ذاك، أضربت خالداً أم وبّخته؟ تجيب بالتعيين. تصير متصلة وقد تكون بعد سواء (سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21) إبراهيم) (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10) يس).
وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان، والطريق الموصلة إليه، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه".
تاريخ النشر: الأربعاء 26 ربيع الآخر 1427 هـ - 24-5-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 74676
29910
0
390
السؤال
أنا زوجي عصبي معي ويسُبني من غير سبب ويحاسبني على الصغيرة والكبيرة، وكان ميسور الحال بعض الشيء، وفى يوم من الأيام دعوت عليه أن يحرمه الله من الذي يتكبر من أجله واستجاب الله لي حتى أصبح مديونا وندمت واستغفرت الله هل علي إثم، أرجو تنويري، ماذا أفعل؟ ولكم جزيل الشكر. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاعتداء في الدعاء لا يجوز، أما الدعاء على الظالم فجائز، وإذا كان الزوج قد ظلمك كما ذكرت فلا إثم عليك إن دعوت عليه، ولم تتعدي الحدود الشرعية التي بيناها في الفتوى رقم: 70611 ، وانظري الفتوى رقم: 46898. وترك الدعاء والصبر خير، وذلك أن دعوة المظلوم مستجابة، فينبغي الصبر وعدم الدعاء على المسلم حتى لا يصاب بها، ولا سيما إذا كان زوجاً أو قريباً، وعلى العموم ننصحك بالدعاء لزوجك أن يرزقه الله الكفاف من المال وحسن الخلق، وأن يقضي دينه. دعاء على الزوج الظالم مجرب. وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع. والله أعلم.
دعاء على من ظلمني واكل حقي - مقال
آخر تحديث: أبريل 26, 2022
دعاء على من ظلمني واكل حقي
إن الله عادل ولا يقبل بأن ينام مظلوم قد ظلمه شخص أخر ويوجد العديد من الناس السيئة التي تقبل بأن تظلم إنسان وفي تلك الحالة لا يكون أمام المظلوم فرصة سوى بأن يدعو الله تعالى ويثق بأن الله تعالى سوف يستجيب بإذن الله. نظرًا لأهمية الموضوع يعرض موقع مقال عن مجموعة من الأدعية من ضمنها دعاء على من ظلمني واكل حقي. دعاء على من ظلمني واكل حقي - مقال. إن الله تعالى قد منع أي شخص من أن يظلم شخصًا أخر وتوعد بأن الظالم له عذاب أليم يوم القيامة، ويتوفر الكثير من الأدعية التي يمكن أن يدعوها الشخص المظلوم ومن ضمنها ما يلي:
من أكثر الأدعية التي يمكن أن يقولها المظلوم هو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. عندما نبحث عن دعاء على من ظلمني واكل حقي لن نجد أكثر من ذلك الدعاء "يا رحيم يا غفور إني قد أغلقت جميع أبواب الحياة أمامي وها أنا أمام الباب الذي لا يغلق. باب رحمتك وباب مغفرتك وكرمك، اللهم إني أسألك أن تنصرني على جميع من آذاني يا جبار يا ودود". اللهم أهزم جميع أعدائي، جميع من أراد لي شر وأراد أن يضرني. فإني اتضرع لك بأن تنصرني، يا من لي سواك فأنا قليلة الحيلة ضعيفة، فقوني بقوتك يا الله يا غفور يا رحيم.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/262). ولكن العفو أقرب للتقوى وأحب إلى الله تعالى ، قال عز وجل: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى/40. قال السعدي:
"وشرط الله في العفو الإصلاح فيه ، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه ، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته ، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به. وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو ، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به ، فكما يحب أن يعفو الله عنه ، فَلْيَعْفُ عنهم ، وكما يحب أن يسامحه الله ، فليسامحهم ، فإن الجزاء من جنس العمل" انتهى. "تفسير السعدي" (ص 760). وروى مسلم (2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا). وروى أحمد (6505) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: (ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ) صححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2465).