في سورة النور، الآية رقم ثلاثين، أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، فقال جل في علاه: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(النور:30). يقول الإمام ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: قل للمؤمنين يغضوا: "يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه … فإن غضها من النظر عما لا يحلّ النظر إليه، وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين؛ أطهر لهم عند الله وأفضل". {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} يقول: إن الله ذو خبرة بما تصنعون أيها الناس فيما أمركم به من غض أبصاركم عما أمركم بالغضّ عنه، وحفظ فروجكم عن إظهارها لمن نهاكم عن إظهارها له. والمتأمل للآية يجد فيها الأمر بغض البصر وعلته وعاقبته وفائدته وما يعود على صاحبه من وراء ذلك.. ثم الترهيب بأن الله محيط بهم مطلع عليهم خبير بصنعهم وكيف ستكون استجابتهم لأمره أو مخالفتهم له. وغض البصر عن النظر إلى ما حرمه الله بكل أنواعه وأشكاله مأمور به، والغض عن عورات النساء بالنسبة للرجال، وللرجال بالنسبة للنساء هو أكبر مقاصد الآية هنا، وإنما أمر الله به للجنسين لما في ذلك من المصالح الكثيرة والتي جمعها الله تعالى في لفظة جامعة بقوله: {ذلك أزكى لهم}.. وهذه الزكاة والطهارة تشمل الدين والعرض والنفس والقلب والخلق والمروءة وغيرها.
تفسير آية: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... }
في سورة النور، الآية رقم ثلاثين، أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، فقال جل في علاه: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(النور:30). يقول الإمام ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: قل للمؤمنين يغضوا: "يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه... فإن غضها من النظر عما لا يحلّ النظر إليه، وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين؛ أطهر لهم عند الله وأفضل". {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} يقول: إن الله ذو خبرة بما تصنعون أيها الناس فيما أمركم به من غض أبصاركم عما أمركم بالغضّ عنه، وحفظ فروجكم عن إظهارها لمن نهاكم عن إظهارها له. والمتأمل للآية يجد فيها الأمر بغض البصر وعلته وعاقبته وفائدته وما يعود على صاحبه من وراء ذلك.. ثم الترهيب بأن الله محيط بهم مطلع عليهم خبير بصنعهم وكيف ستكون استجابتهم لأمره أو مخالفتهم له. وغض البصر عن النظر إلى ما حرمه الله بكل أنواعه وأشكاله مأمور به، والغض عن عورات النساء بالنسبة للرجال، وللرجال بالنسبة للنساء هو أكبر مقاصد الآية هنا، وإنما أمر الله به للجنسين لما في ذلك من المصالح الكثيرة والتي جمعها الله تعالى في لفظة جامعة بقوله: {ذلك أزكى لهم}.. وهذه الزكاة والطهارة تشمل الدين والعرض والنفس والقلب والخلق والمروءة وغيرها.
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } - ملتقى الخطباء
تاريخ الإضافة: 14/6/2021 ميلادي - 5/11/1442 هجري
الزيارات: 5388
تفسير آية: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ... ﴾
قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]. الغَرَض الذي سِيقَتْ له الآية: قطع بريد الزنا، وإغلاق الباب الذي تجيء منه أكثر الجرائم الخُلقية. ومناسبتها لما قبلها: لما نهى عن دخول الإنسان غير مسكنه دون استئذان وسلام؛ صيانة للبيوت الإسلامية من أسباب الانهيار الخُلقي - أمر بغض البصر وحفظ الفرج؛ صيانة لعموم المجتمع الإسلامي من هذا الانهيار. وأصل (الغض) الخفض. و(غض البصر) قد يطلق على معنى: إطباق الجفن على الجفن حتى تمتنع الرؤية، كما يطلق على خفض الجفن الأعلى وإرخائه، وصرف النظر عن مكان نظرته الأولى حياءً وأدبًا وإن لم تمتنع الرؤية، ومنه قول كعب بن زهير رضي الله عنه:
وما سعادُ غداةَ البينِ إذ رحلوا ♦♦♦ إلا أغنُّ غضيضُ الطرفِ مكحولُ
ومما يحتمل المعنيينِ قولُ الشاعر:
وأغضُّ طرفِي إن بدَتْ لي جارتي ♦♦♦ حتَّى يُوارِي جارتي مأواها
وقول الشاعر:
فغُضَّ الطرفَ إنك من نُمَيرٍ ♦♦♦ فلا كعبًا بلغتَ ولا كِلابَا
وقوله تعالى: ﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ يحتمل الوجهين، وإن كان المعنى الثاني أقرب.
كتاب تفسير قوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ابن تيمية Pdf – المكتبة نت لـ تحميل كتب Pdf
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله - تعالى - حق التقوى. عباد الله، إنَّ من مقاصد شريعة الإسلام منعَ كلِّ وسيلةٍِ, تفضي إلى الحرام وتقرّب منه، فالإسلام منع المسلمَº ليكون على بعدٍ, من معاصي الله، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. فعلى المسلم اتِّقاءُ تلك الوسائل والحذر من الوقوع فيها. ألا ترى الشرعَ منع المسلم من أداء الصلاة، أعني: المكتوبة أو النافلة، ما عدا الصلاة على الجنازة، منعَ المسلم أن يصلي في المقبرة. لماذا؟! خوفاً عليه من أن يخدعه الشيطان فيجعل تلك الصلاة لصاحب القبر. ألا ترى منع المزكّي والمتصدِّق من شراء صدقته خوفاًُ من أن يكون في ذلك محاباة له ممن دفعها إليه، فيكون ساعياً في ردِّ صدقاته إليه. وهكذا الوسائل المفضية للربا منعها الإسلام خوفاً على المسلم من الوقوع في الحرام. فكل الذرائع والوسائل المفضية للحرام فالشارع الحكيم أبعد المسلمَ عنها ونأى به عنها. ولما كانت جريمة الزنا من أعظم الجرائم، ومن كبائر الذنوب، ومن الأمور الشنيعة التي قال الله فيها: وَلاَ تَقرَبُوا الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء: 32] منع المسلم من كل وسيلة يمكن أن توقعه في هذه الجريمة، فحرَّم عليه أن يخلوَ بامرأة ليست من محارمه، ((إياكم والدخول على النساء))[1]، وقال: ((لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلاَّ مع ذي محرم))[2]، ((ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم))[3]، وحرَّم على المرأة السفرَ بدونَ محرم حمايةً لعرضها وصيانة لكرامتها وخوفاً عليها من الوقوع فيما حرم الله.
هذا ناهيك عن أنه يحفظ العبد من العواقب القبيحة والآثار السيئة المترتبة على إطلاقه.. وهو ما يستحق أن يفرد له مؤلفات ومقالات. أسأل الله أن يحفظ جميع المسلمين وشبابهم من كل سوء، وأن ويرزقهم الإيمان والتقوى.
[6] أخرجه أحمد (5/353)، وأبو داود في النكاح (2149)، والترمذي في الأدب (2777) من حديث بريدة - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: \"هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك\"، وصححه الحاكم (2788)، وحسنه الألباني في غاية المرام (183). [7] أخرجه مسلم في الآداب (2159) بمعناه، وهذا لفظ أبي داود في النكاح (2148). [8] أخرجه أحمد (5/264)، والبيهقي في الشعب (5431) من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - بنحوه، وأشار المنذري في الترغيب (3/23) إلى ضعفه، وقال ابن كثير في تفسيره (3/283): \"وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر وحذيفة وعائشة - رضي الله عنهم -، ولكن في أسانيدها ضعف إلا أنها في الترغيب، ومثله يتسامح فيه\"، وقال الهيثمي في المجمع (8/63): \"رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك\"، وأورده الألباني في ضعيف الترغيب (1195). [9] أخرجه البخاري في الاستئذان (6243)، ومسلم في القدر (2657) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه.
جاء في أحكام القرآن للقرطبي: (فالمنحرف من جانب إلى جانب لمكايد الحرب غير منهزم، وكذلك المتحيز إذا نوى التحيز إلى فئة من المسلمين ليستعين بهم فيرجع إلى القتال غير منهزم أيضًا [13] ، أما المغامرة وهي اقتحام الواحد للعشرة أو أكثر فإن كان لكسر شوكة المشركين وإضعاف نفوسهم فقد جوزه البعض [14].
التولي يوم الزحف
أسئلة ذات صلة
ما المقصود بالورد اليومي؟
إجابة واحدة
ما تفسير آية عبس وتولى؟
3
إجابات
من تولى حكم مكة بعد أبي لهب؟
ما المقصود بيوم صومكم يوم نحركم؟
من هو النبي المقصود بالآية الكريمة (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)؟
4
اسأل سؤالاً جديداً
إجابتان
أضف إجابة
حقل النص مطلوب. إخفاء الهوية
يرجى الانتظار
إلغاء
التولي يوم الزحف من السبع الموبقات التي نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فما المقصود بالتولي يوم الزحف ؟ هو الهروب والخوف من الاعداء في حال انك ترفع اسمى راية على وجه الأرض، ألا وهي راية لا إله إلا الله، فمن العار والخزي التولي وإنزال هذه الراية ذات الشأن العظيم المبارك، والتولي يسمح للعدو بالتغول والبطش في المسلمين ويقلب كفة الباطل على كفة الحق، فلو استمر هذا التولي من جموع المسلمين لأوسقِطت راية التوحيد وانتُهكت ديار المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم. ما هو التولي يوم الزحف موضوع. -فاللهم إنا نسألك الثبات في الحياة وعند الممات -
أذن للناس الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمه الله وإعلاء كلمة الحق، ولتكون كلمة الله هي العليا وتحقيق الربوبيه لله عزوجل و الحفاظ على مصالح الناس وشؤونهم وغيرها من الاشياء الصالحه التي تحسن ظروف حياه الناس أمر الدين بالثبات في المعارك والحروب، والثقه في الفوز والنصر لان الله نصير عباده المؤمنين وقد وعد الله رسوله بالنصر فلذلك كان التولي يوم الزحف وهو الهروب من ساحه القتال والفرار من ساحه المعركه ينافي ما امر الله عز وجل به فقال تعالى: " إذا لقيتم الذين كفروا فلا تولوهم الأدبار".
صبور مع} أن المسلمين في القتال، فعندما يكون هناك أكثر من ضعف عدد الأعداء، يُسمح له بتولي زمام الأمور في يوم المسيرة ولا يأخذ أي تهديدات مع العلم أنه من الأفضل عدم الفرار. عندما تهرب للخدعة نقلا عن أهل العلم من كلام الله تعالى: إن من أولهم أن هذا اليوم لم ينسقه إلا ترفا للقتال أو التحيز، فئة ب غاضبة على الله ودار جهنم وخير نجات} إذا كانت خدعة الهروب أو مناورات، أو لأخذ موقع جديد للمسلمين، ولم يعد يفعل ذلك. إنه يتسلل ولا يستسلم للتهديد الذي أعده الله – عز وجل – لمن يؤتمن على الزحف. التولي يوم الزحف. وبذلك تكون خاتمة هذا المقال بعنوان ما هي الوصاية التي تحققت يوم الاعتداء، والتي أوضحت أن الطوالة هو المسلم الهارب من أرض المعركة عندما يصادف العدو، وحرمة هذا الفعل، والحالات التي يكون فيها. يجوز للمسلم أن يفعل ذلك.