قال: " فوالله ، لله أرحم بعباده من هذه بولدها ". ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما. قوله تعالى: هو الذي يصلي عليكم قال ابن عباس: لما نزل إن الله وملائكته يصلون على النبي قال المهاجرون والأنصار: هذا لك يا رسول الله خاصة ، وليس لنا فيه شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. قلت: وهذه نعمة من الله تعالى على هذه الأمة من أكبر النعم ، ودليل على فضلها على سائر الأمم. وقد قال: كنتم خير أمة أخرجت للناس. والصلاة من الله على العبد هي رحمته له وبركته لديه. وصلاة الملائكة: دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم ، كما قال: ويستغفرون للذين آمنوا وسيأتي. وفي الحديث: أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام: أيصلي ربك جل وعز ؟ فأعظم ذلك ، فأوحى الله جل وعز: ( إن صلاتي بأن رحمتي سبقت غضبي) ذكره النحاس. وقال ابن عطية: وروت فرقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: يا رسول الله ، كيف صلاة الله على عباده. قال: ( سبوح قدوس - رحمتي سبقت غضبي). هو الذي يصلي عليكم وملائكته. واختلف في تأويل هذا القول ، فقيل: إنه كلمة من كلام الله تعالى وهي صلاته على عباده. وقيل سبوح قدوس من كلام محمد صلى الله عليه وسلم وقدمه بين يدي نطقه باللفظ الذي هو صلاة الله وهو ( رحمتي سبقت غضبي) من حيث فهم من السائل أنه توهم في صلاة الله على عباده وجها لا يليق بالله عز وجل ، فقدم التنزيه والتعظيم بين يدي إخباره.
- هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الضلمات إلى النور (43من سورة الأحزاب) - YouTube
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأحزاب - قوله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما- الجزء رقم23
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - الآية 43
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الضلمات إلى النور (43من سورة الأحزاب) - Youtube
قال: فو الله لله أرحم بعباده من هذه بولدها». ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته): هذا تهييج إلى الذكر ، أي: إنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم ، كقوله تعالى: ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) [ البقرة: 151 ، 152]. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الضلمات إلى النور (43من سورة الأحزاب) - YouTube. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "والصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة ، حكاه البخاري عن أبي العالية. ورواه أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عنه. وقال غيره: الصلاة من الله: الرحمة [ ورد بقوله: ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)]وقد يقال: لا منافاة بين القولين والله أعلم. وأما الصلاة من الملائكة ، فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار ، كقوله: ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات) الآية.
إعلان
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد
قال الله -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. هُوَ
الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا. تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) (الأحزاب:41-44). فذكر -سبحانه- في هذه الآيات عدة حوافز للعبد ترفع همته لامتثال الأمر
بكثرة الذكر، وكان أولها: بيان حقيقة أن الله -تعالى- العلي
العظيم، الغني الكريم، القوي المتين، مالك الملك ذو الجلال والإكرام هو الذي يصلي
على عباده المؤمنين، أي هو الذي يذكرهم ويثني عليهم! واستحضار العبد لهذا المعنى يملأ قلبه بعددٍ مِن العبادات القلبية، وما
تستلزم مِن أثرٍ في السلوك، منها: محبة الله -تعالى-
والشوق إليه، وكيف لا يشتاق القلب إلى مَن يذكره ويثني عليه مع غناه عنه؟! هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم. ومنها: الحياء مِن الله -عز وجل-، وكيف لا يستحيي
العبد حين يحاسِب نفسه، فيجد منها الغفلة عمن يذكرها ويصلي عليها؟! ومنها: الرجاء والرغبة، بل والطمع في تحصيل
الخيرات كلها مِن الله -تعالى-، وكيف لا يرجو العبد مِن ربه كل خير وهو يعلم أن
ربه هو الذي يصلي عليه؟!
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأحزاب - قوله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما- الجزء رقم23
نسأل
الله الرحيم الكريم أن يخرجنا مِن الظلمات إلى النور، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين. إعلان
برنامج في ظلال آية
د.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - الآية 43
يقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله تعالى (لَهُ مُعَقِباتٌ مِن بَينِ يَديهِ وَمِن خَلِفهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ الله) الرعد: 11، وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك وإذا تجبرت على الله قصمك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحيّة في فيك، وملكان على عيينيك فهؤلاء عشرة أملاك على كل آدمي، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي. خَفِ الله من هذه الملائكة التي تراقبك وتكتب كل أعمالك! الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين أجمعين:
الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم دعاء ورحمة قال الله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة) أي ادعُ لهم يا محمد فإن دعاءك تثبيت لهم وطمأنينة لهم
(ليخرجكم من الظلمات إلى النور)
يرحمكم الله وترحمكم الملائكة ويصلون عليكم ويدعون لكم و لماذا؟ ليخرجكم من الضلالة إلى الهدى ومن الكفر إلى الإسلام.
ثم
بيَّن -سبحانه- ثمرة مِن ثمار صلاته على عبده، فقال: ( هُوَ
إِلَى النُّورِ). فمَن استشعر مِن نفسه غفلة عن ربه، وقسوة في قلبه، وتثاقلًا عن العبادة،
واستصغارًا للمعاصي؛ فليعلم أن علاج ذلك كله: أن يخرجه
الله -تعالى- مِن الظلمات إلى النور؛ ولذلك عليه أن يأخذ بالأسباب التي تجعل ربه -سبحانه-
يصلي عليه. ومنها: الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-، فمَن صلى عليه صلاة؛ صلى الله عليه بها عشر صلوات. فكما أن مِن ثواب ذكر الله عمومًا أن يذكر الله
العبد كما قال -تعالى-: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)
(البقرة:152) ،
وقال -تعالى- في الحديث القدسي: ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ
عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ
ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ
خَيْرٍ مِنْهُمْ) (متفق
عليه). إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأحزاب - قوله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما- الجزء رقم23. فكذلك الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خصوصًا لها أثر في صلاة
الله على العبد وإخراجه مِن الظلمات إلى النور، فما أيسرها مِن عبادة، وما أعظم أثرها
في تغيير حالة الفتور والغفلة؛ فهي علاج عجيب، ودواء شاف! ومنها: الاهتمام بصلاة الجماعة والمبادرة إليها،
كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ اللهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني) ،
وقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
مَيَامِنِ الصُّفُوفِ) (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الحافظ ابن حجر).