انشراح الصدر:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الحقيقية أن فلاح الإنسان وسعادته، وانشراح صدره هو بإيمانه، وإقراره بأسماء الله تعالى وصفاته وتعبده لله بها. امتلاء القلوب من نور المعرفة بالله عز وجل:
قال العلامة السعدي رحمه الله: لمعرفته في قلوب أوليائه المؤمنين أنوار بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله، وما اعتقدوه من صفات جماله، فكل وصف من أوصافه له تأثير في قلوبهم، فمعاني العظمة والكبرياء والجلال والمجد، تملأ قلوبهم من أنوار الهيبة والتعظيم والإجلال والتكبير، ومعاني الجمال والبر والإكرام تملأها من أنوار المحبة والود والشوق، ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف تملأ قلوبهم من أنوار الحب النامي على الإحسان، من أنوار الشكر والحمد بأنواعه والثناء. زيادة الإيمان وثباته:
لزيادة الإيمان في قلب المسلم وثباته، أسباب متعددة، من أهمها: الإيمان بأسماء الله الحسنى ، وصفاته العلا، وكلما ازداد العبد معرفةً بها ازداد إيمانًا، ولذا ينبغي أن يحرص المؤمن على بذل جهده في معرفته الله بأسمائه وصفاته وأفعاله على مذهب أهل السنة والجماعة، فهذه هي المعرفة النافعة التي تزيد من إيمانه، وتقوي صلته بالله عز وجل. اثار الايمان باسماء الله وصفاته. عبادة الله جل جلاله على بصيرة:
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الإيمان بالله تعالى يُثمر للمؤمنين ثمرات جليلة، منها: تحقيق عبادته بفعل ما أُمر به، واجتناب ما نُهي عنه.
عرض بوربوينت اثر الايمان باسماء الله وصفاته
وهذه الأمور جاءت على النحو التالي: أولاً: أن الأسماء والصفات مقتضية لآثارها من العبودية اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين، فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها تعني من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها. ثانياً: أن مذهب السلف الصالح قائم على الإيمان بأسماء الله وصفاته، وبما دلت عليه من المعاني، وبما تعلقت به من الآثار والأحكام (٥). ثالثاً: أن الوجود خلقاً وأمراً يتعلق بأسماء الله وصفاته، وإن كان العلم بما فيه بعض آثارها ومقتضياتها؛ إذا عرفت هذا فمن أسمائه الغفار والتواب والعفو فلا بد لهذه الأسماء من متعلقات ولا بد من جناية تغفر، وتوبة تقبل، وجرائم يعفى عنها (٦). (١) ((طريق الهجرتين)) (ص: ٢٤، ٢٥). (٢) ((مدارج السالكين)) (١/ ١١٠). (٣) رواه مسلم (٤٨٦). عرض بوربوينت اثر الايمان باسماء الله وصفاته. من حديث عائشة رضي الله عنها. (٤) ((مدارج السالكين)) (١/ ١١٠). (٥) ((مفتاح دار السعادة)) (٣/ ٥١٠)، وانظر: ((الكواشف الجلية)) للسلمان (ص: ٤٢٥)، ((طريق الوصول إلى العلم المأمول)) لابن سعدي (ص: ٣٤٩). (٦) ((مدارج السالكين)) (١/ ٤١٧ - ٤١٩).
الدرس الإيمان بأسماء الله وصفاته
معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، والتعبد لله سبحانه بمقتضياتها، من أعظم الأعمال التي تزيد في الإيمان. ستتعرف في هذا الدرس على شيء من ذلك. التعرف على توحيد الأسماء والصفات معرفة معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات التعرف على معاني بعض أسماء الله عز وجل
18, 854 طالب آخر أكملوا هذا الدرس
الإيمان بأسماء الله وصفاته
أكد القرآن على تعريف العباد بربهم وخالقهم وكرر ذلك في كثير من الآيات؛ لأنه لا بد للمسلم من معرفة ربه بأسمائه الحسنى وصفات الجلال والجمال التي يتصف بها سبحانه حتى يعبد الله على بصيرة ويمتثل مقتضيات تلك الأسماء والصفات وآثارها في حياته وعباداته. الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
وهذان الاسمان هما اللذان ابتدأ الله بهما فاتحة كتابه وأول ما عرَّف به الله سبحانه نفسه إلى عباده، وبهما افتتحت كل سور القرآن الكريم في قول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، عدا سورة التوبة. وقد تفضل ربنا بأن كتب على نفسه الرحمة، ورحمته سبحانه وسعت كل شيء، حتى أن رحمة المخلوقات بعضها لبعض ورحمة الوالدة بولدها وتيسير الطعام للمخلوقات ما هو إلا أثر من آثار رحمة الله بمخلوقاته، كما قال تعالى: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (الروم: 50).