وهلم إلى حديثهم مع ابن الزبير لتعلم منه ما يرونه عيوباً على عثمان وغيره.
- سعد بن أبي وقاص - ويكي الاقتباس
- تفسير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا [ لقمان: 15]
سعد بن أبي وقاص - ويكي الاقتباس
وراغبة قيل معناه: عن الإسلام. قال ابن عطية: والظاهر عندي أنها راغبة في الصلة ، وما كانت لتقدم على أسماء لولا حاجتها. ووالدة أسماء هي قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسد. وأم عائشة وعبد الرحمن هي أم رومان قديمة الإسلام. واتبع سبيل من أناب إلي وصية لجميع العالم; كأن المأمور الإنسان. و ( أناب) معناه مال ورجع إلى الشيء; وهذه سبيل الأنبياء والصالحين. وحكى النقاش أن المأمور سعد ، والذي أناب أبو بكر; وقال: إن أبا بكر لما أسلم أتاه سعد وعبد الرحمن بن عوف وعثمان وطلحة وسعيد والزبير فقالوا: آمنت ؟! قال: نعم; فنزلت فيه: أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه فلما سمعها الستة آمنوا; فأنزل الله تعالى فيهم: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى إلى قوله أولئك الذين هداهم الله. سعد بن أبي وقاص - ويكي الاقتباس. وقيل: الذي أناب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: ولما أسلم سعد أسلم معه أخواه عامر وعويمر; فلم يبق منهم مشرك إلا عتبة. ثم توعد عز وجل ببعث من في القبور والرجوع إليه للجزاء والتوقيف على صغير الأعمال وكبيرها. ﴿ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ﴾ [ لقمان: 15] سورة: لقمان - الأية: ( 15)
- الجزء: ( 21)
-
الصفحة: ( 412)
تفسير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا [ لقمان: 15]
→ فصل في قوله تعالى ونقلب أفئدتهم وأبصارهم
مجموع فتاوى ابن تيمية – التفسير فصل في أن السيئات ليس لها سبب إلا نفس الإنسان ابن تيمية
فصل في أن السيئات خبيثة مذمومة ←
فصل في أن السيئات ليس لها سبب إلا نفس الإنسان [ عدل]
الفرق السابع من الحسنات والسيئات التي تتناول الأعمال والجزاء في كون هذه تضاف إلى النفس، وتلك تضاف إلى الله: أن السيئات التي تصيب الإنسان وهي مصائب الدنيا والآخرة ليس لها سبب إلا ذنبه الذي هو من نفسه، فانحصرت في نفسه. تفسير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا [ لقمان: 15]. وأما ما يصيبه من الخير والنعم فإنه لا تنحصر أسبابه؛ لأن ذلك من فضل الله وإحسانه، يحصل بعمله وبغير عمله، وعمله نفسه من إنعام الله عليه. وهو سبحانه لا يجزي بقدر العمل، بل يضاعفه له، ولا يقدر العبد على ضبط أسبابها، لكن يعلم أنها من فضل الله وإنعامه، فيرجع فيها إلى الله، فلا يرجو إلا الله، ولا يتوكل إلا عليه، ويعلم أن النعم كلها من الله، وأن كل ما خلقه فهو نعمة كما تقدم فهو يستحق الشكر المطلق العام التام، الذي لا يستحقه غيره. ومن الشكر: ما يكون جزاء على ما يسره على يديه من الخير، كشكر الوالدين وشكر من أحسن إليك من غيرهما؛ فإنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، لكن لا يبلغ من حق أحد وإنعامه أن يشكر بمعصية الله، أو أن يطاع بمعصية الله؛ فإن الله هو المنعم بالنعم العظيمة، التي لا يقدر عليها مخلوق.
تكلمت عن العدل، والوفاء بالعهد، وعن الإحسان والصدق والصبر والعفو ولم أرد أن أستقصي أخلاق القرآن وآدابه فهي شريعة الإسلام الأخلاقية كلها، وهي تهدي إلى ما بعدها وترشد إلى ما وراءها. والقرآن الكريم كنز من الأخلاق لا يفنى، ومنبع للفضائل لا ينضب. وان جاهداك علي ان تشرك بي. فليت المسلمين يرجعون إليه ليتبينوا سننه، ويتخلقوا بأخلاقه، ويتأدبوا بآدابه، لتكون لهم عصمة في هذا العصر المفتون، وقبساً وعزاً من هذا الذل، واجتماعاً من هذه الفرقة، وعلماً من هذه الجهالات، وهدى من هذه الضلالات، ولتكون لهم بعد الشقاء سعادة، وبعد الشدة رخاء، وبعد العسر يسراً. أَلا إن كتاب الله الكريم لا يدعو إلى أخلاق الصوامع كما بينت لكم، ولكن يدعو إلى أخلاق تسعد الناس في معارك الحياة، وترشدهم في فتنها، وتوفي بهم على الغاية التي أرادها الله لخلقه، وهدى لها عباده، وبعث من أجلها رسله. الأخلاق التي يحيا بها موتى الشقاء لا التي يموت بها الأحياء. وإن فيها لسعادة الفرد والجماعة وسعادة الناس كافة، وإن فيها لنجاة العالم من كوارثه، وخلاصه من مهالكه، وإنما هي السلام في نفس الفرد، وفي جماعة الأسرة، وفي نظام الأمة، وفي مجتمع البشر. وهل هي إلا تخليص النفس من ضلالاتها، وتطهيرها من أرجاسها، وإبراؤها من أهوائها، ثم حكمها بعدل الله الذي يبصّر بالواجب كما يبصر بالحق، ويدعوا إلى العطاء كما يدعو إلى الأخذ، وينزل الناس على حكم الإنصاف المؤلف للقلوب، والألفة المعينة على الخطوب، والتعاون الذي يذلل الصعاب، ويُبلغ المقاصد، وينيل المطالب، ثم إقامة الجماعة في نظام جامع من الإنصاف والألفة والمودة والتعاون يرد عداوتهم محبة، وحربهم سلاماً، وظلمهم عدلاً، وجشعهم قناعة، ويجمع القلوب والعقول والأيدي على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.