إذنْ
قائلُ هذه الكلمة السائرة الإمامُ
المشهورُ:
أبو
حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابت فقيهُ العِراق،
رأى أنس بنَ مَالك ، وسمع عطاء بن أبي
رباح، ونافعاً مولى ابن عمر، وعكرمة مولى
ابن عباس وغيرهم، وعُرِفَ أنَّ المقصود
بقوله " هم
رجال "
أقرانه
ونظراؤه من التابعين. (18) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - المنافقون - محمد علي يوسف - طريق الإسلام. نعم
إذا قال " هم
رجال ونحن رجال "
من
كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل
العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم
ليس حجةً على بعض. هذه الكلمة أصبحتْ مطية يركبُها مَنْ
يريدُ أنْ يردَّ أقوالَ الأئمة المتقدمين،
والسلفِ الصادقين بلا حُجةٍ ولا بُرهان،
ومَنْ يريدُ أن يمرر آراءه الشاذة،
وأقوالَه الضعيفة، واختياراتِه الغريبة
، ومَنْ يريدُ أنْ يُظهِر نفسهُ على حساب
أئمة العلم والدين.
" هُمْ
رجالٌ ونحنُ رجال "
في
أصلِ الخِلْقةِ والصفاتِ المشتركة من
سمعٍ وبصرٍ وجوارح، ولكنَّ الله حباهم
بفضله ومنته وحكمته غزارةً في العلم،
وإخلاصاً في العمل، وصِدْقاً في الدعوة،
وصبراً عِند الأذى والبلاء. شيخُ الإسلام ابنُ تيمية:
(( ومَنْ
آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه
لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا
ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم
ولا في العمل)). أجمل وأبلغ هذه العبارة من هذا الإمام
الخبير!
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المنافقون - الآية 4
- (18) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - المنافقون - محمد علي يوسف - طريق الإسلام
- وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - موسوعة عين
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المنافقون - الآية 4
وفي سورة الأنعام نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال له: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فهؤلاء المخلصون كانوا من فقراء المسلمين، الذين أنف بعض علية القوم من المشركين أن يجالسوهم، وظنوا أن مكانتهم الاجتماعية، ومظهرهم الحسن كاف في قربهم من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. وقصة معاتبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في ابن أم مكتوم رضي الله عنه معروفة مشهورة. وقد عاب الملأ من قوم نوح على نوح عليه السلام أتباعه، فقالوا: «أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون» وفي آية أخرى: «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي». فالاغترار بالمظهر قديم جداً قدم الخليقة، جاء الدين الحنيف ليبين أن المظهر جمالاً، وحسناً، قد يغر، لكن ينبغي أن لا يكون هو المحك، ولا يقاس عليه حتى ينظر المرء مدى توافق المظهر مع المخبر. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المنافقون - الآية 4. وإن كان في الآية التي عنونت بها المقال تحذير من المنافقين الذين بالغوا في تحسين مظهرهم، ونالوا من جمال الصورة، وبسطة الجسم ما نالوه فإنها أيضا نبراس للمؤمن كي يحرص على ألا يخالف باطنه ظاهره، وأن يجد في أن يكون قوله البليغ صدقاً، واعتقاداً، وعملاً. وهي أيضا تنبه المسلم إلى أن ينظر في مقياسه للناس لا على مظاهرهم ولا على حسن قولهم، بل يقيس ذلك بمقياس الشريعة الغراء، فينظر في خلقه، وأعماله، وسلامة المسلمين من لسانه ويده: «ومن الناس يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه، وهو ألد الخصام».
(18) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - المنافقون - محمد علي يوسف - طريق الإسلام
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، ولغتان فصيحتان، وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وتسكين الأوسط فيما جاء من جمع فُعُلة على فُعْل في الأسماء على ألسن العرب أكثر وذلك كجمعهم البدنة بُدْنا، والأجمة أُجْما.
وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - موسوعة عين
أنى يؤفكون " أي يكذبون; قاله ابن عباس. قتادة: معناه يعدلون عن الحق. الحسن: معناه يصرفون عن الرشد. وقيل: معناه كيف تضل عقولهم عن هذا مع وضوح الدلائل; وهو من الإفك وهو الصرف. و " أنى " بمعنى كيف; وقد تقدم.
نسوا أو تناسوا أن رَحْمَة رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون، وأن الحقيقة والجوهر إن صلحا خير وأبقى مما يظهرون خير من أجسامهم وصورتهم التي عليها يحرصون وبها يعجبون { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}. 3
0
4, 521
وفي
صحيح مسلم:
وقوله
كأنهم خشب مسندة ، قال:
رجالا أجمل شيء كأنهم خشب مسندة، شبههم
بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا
يعقلون، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا
أحلام. وقيل:
شبههم
بالخشب التي قد تآكلت فهي مسندة بغيرها
لا يعلم ما في بطنها. ثم
وصفهم الله بقوله:
هم
العدو فاحذرهم حكاه عبد الرحمن بن
أبي حاتم. قوله تعالى:
فاحذرهم
وجهان:
أحدهما:
فاحذر
أن تثق بقولهم أو تميل إلى كلامهم. الثاني:
ممايلتهم لأعدائك وتخذيلهم لأصحابك. قاتلهم
الله:
لعنهم الله قاله ابن عباس وأبو مالك. وهي
كلمة ذم وتوبيخ. معنى
قاتلهم الله أي أحلهم محل من قاتله عدو
قاهر ؛ لأن الله تعالى قاهر لكل معاند. أنى
يؤفكون:
يكذبون ؛ قاله ابن عباس. قتادة:
معناه
يعدلون عن الحق. الحسن:
يصرفون عن الرشد. كيف تضل عقولهم عن هذا مع وضوح الدلائل ؛
وهو من الإفك وهو الصرف. و أنى
بمعنى كيف. وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم - موسوعة عين. يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ (73)
يَحْلِفُونَ
بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا
كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ
إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ
يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ
أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ
فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا
لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ
اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74).