وهذا من باب { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} كما تقدم في أول هذه السورة ( 5). والعُلوّ: التكبر عن الحق وعلى الخلق ، والطغيان في الأعمال ، والفساد: ضد الصلاح ، وهو كل فعل مذموم في الشريعة أو لدى أهل العقول الراجحة. وقوله { والعاقبة للمتقين} تذييل وهو معطوف على جملة { تلك الدار} وبه صارت جملة { تلك الدار} كلها تذييلاً لما اشتملت عليه من إثبات الحكم للعام بالموصول من قوله { للذين لا يريدون علواً في الأرض} والمعرف بلام الاستغراق. تلك الدار الآخرة نجعلها. و { العاقبة}: وصف عومل معاملة الأسماء لكثرة الوصف به وهي الحالة الآخرة بعد حالة سابقة وغلب إطلاقها على عاقبة الخير. وتقدم عند قوله تعالى { ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} في [ الأنعام: 11]
- آخرة - ويكيبيديا
آخرة - ويكيبيديا
اللهم إنا نعوذ بنور وجهك الكريم أن نأتي ما نهيت عنه من إفساد أو علو في الأرض. ونسألك اللهم الدار الآخرة التي جعلتها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ، ونسألك اللهم العاقبة التي جعلتها لعبادك المتقين. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. Loading...
«شرح رياض الصالحين» (3/ 535- 541) باب: تحريم الكبر والإعجاب
باب: تحريم الكبر والإعجاب قال الله تعالى: { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. وقال تعالى: { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37]. وقال تعالى: { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]. ومعنى { تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}؛ أي: تُمِيله وتُعرِض به عن الناس تكبُّرًا عليهم، "والمرح": التبختر. وقال تعالى: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76] إلى قوله تعالى: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81] الآيات. آخرة - ويكيبيديا. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف النووي - رحمه الله - في كتاب " رياض الصالحين ": فيما جاء في الكبر والإعجاب.