401 - حدثنا بشر بن معاذ ، قال: حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله " صم بكم عمي ": صم عن الحق فلا يسمعونه ، عمي عن الحق فلا يبصرونه ، بكم عن الحق فلا ينطقون به.
[15] قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..} إلى قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
* ذكر من قال ذلك: 402- حدثنا بشر بن مُعاذ, قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع, عن سعيد, عن قتادة: " فهم لا يَرجعون " ، أي: لا يتوبون ولا يذَّكَّرون. 403- وحدثني موسى بن هارون, قال: حدثنا عمرو بن حماد, قال: حدثنا أسباط, عن السُّدّيّ في خبر ذكره, عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس - وعن مُرَّة, عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " فهم لا يَرْجعون ": فهم لا يرجعون إلى الإسلام. صم بكم عمي فهم لا يرجعون دعای زبان بند. وقد رُوي عن ابن عباس قولٌ يخالف معناه معنى هذا الخبر، وهو ما:- 404- حدثنا به ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " فهم لا يَرْجعون " ، أي: فلا يرجعون إلى الهدَى ولا إلى خير, فلا يصيبون نَجاةً مَا كانوا على مَا هم عليه (24). وهذا تأويلٌ ظاهرُ التلاوة بخلافه. وذَلك أن الله جلّ ثناؤه أخبرَ عن القوم أنهم لا يَرجعون -عن اشترائهم الضلالة بالهدى- إلى ابتغاء الهدى وإبصار الحق، من غير حَصْرٍ منه جلّ ذكره ذلك من حالهم على وقت دون وقت (25) وحال دون حال. وهذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس، يُنبئ أنّ ذلك من صفتهم محصورٌ على وقت (26) وهو ما كانوا على أمرهم مقيمين, وأنّ لهم السبيلَ إلى الرجوع ص [ 1-333] عنه.
تفسير قوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}
(لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ. (تتّقون) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل. جملة النداء: (يا أيها الناس... وجملة: (اعبدوا... ) لا محلّ لها جواب النداء- استئنافيّة. وجملة: (خلقكم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لعلّكم تتقون) لا محلّ لها تعليلية. تفسير قوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}. وجملة: (تتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (تتّقون) فيه إبدال وفيه إعلال، أمّا الإبدال فهو قلب الواو التي هي فاء الفعل تاء، ماضيه المجرّد وقى، وماضيه المزيد اتّقى، وأصله اوتقى، قلبت الواو تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا القلب مطرد في كلّ فعل فاؤه واو أو ياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان مع تاء الافتعال وفي اسمي الفاعل والمفعول منه، أمّا الإعلال فهو الإعلال بالحذف، أصله تتقيون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة إلى القاف فالتقى ساكنان هما الياء والواو فحذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين فأصبح تتّقون وزنه تفتعون. 2- تأتي لعلّ في القرآن الكريم للترجّي وتأتي للتعليل، وتأتي للتعرض للشيء وكأنه يحضهم على مزاولة العبادة وبذلك يتعرضون للتقوى..
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 18
وتعامى الرجل: أرى ذلك من نفسه. وعمى عليه الأمر إذا التبس، ومنه قوله تعالى: "فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ" [القصص: 66]. وليس الغرض مما ذكرناه نفى الإدراكات عن حواسهم جملة، وإنما الغرض نفيها من جهة ما، تقول: فلان أصم عن الخنا. ولقد أحسن الشاعر حيث قال:
أصم عما ساءه سميع
وقال آخر:
وعوراء الكلام صممت عنها ** ولو أنى أشاء بها سميع
وقال الدارمي:
أعمى إذا ما جارتى خرجت ** حتى يوارى جارتى الجدر
وقال بعضهم فى وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك:
أدخل إذا ما دخلت أعمى ** وأخرج إذا ما خرجت أخرس
وقال قتادة: "صُمٌّ" عن استماع الحق، "بُكْمٌ" عن التكلم به، "عُمْيٌ" عن الأبصار له. قلت: وهذا المعنى هو المراد فى وصف النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولاة آخر الزمان فى حديث جبريل: «وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها». والله أعلم. قوله تعالى: "فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ" أى إلى الحق لسابق علم الله تعالى فيهم. [15] قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..} إلى قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. يقال: رجع بنفسه رجوعا، ورجعه غيره، وهذيل تقول: أرجعه غيره. وقوله تعالى: "يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ" [سبأ: 31] أى يتلاومون فيما بينهم، حسب ما بينه التنزيل فى سورة سبأ.
تاريخ النشر: ٠٤ / شعبان / ١٤٣٦
مرات
الإستماع: 2151
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لا زال الحديث عن هذا المثل المضروب في هذه السورة الكريمة سورة البقرة، الذي ضربه الله -تبارك وتعالى- للمنافقين مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ [سورة البقرة:17].
ولقد أحسن الشاعر حيث قال: أصم عما ساءه سميع وقال آخر: وعوراء الكلام صممت عنها ولو أني أشاء بها سميع وقال الدارمي: أعمى إذا ما جارتي خرجت حتى يواري جارتي الجدر وقال بعضهم في وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك: ادخل إذا ما دخلت أعمى واخرج إذا ما خرجت أخرس وقال قتادة: صم عن استماع الحق ، بكم عن التكلم به ، عمي عن الإبصار له. قلت: وهذا المعنى هو المراد في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ولاة آخر الزمان في حديث جبريل وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها. والله أعلم.