وفي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل وكذا يد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم [ أجمعين ، وهو حديث مشهور في المسانيد. وقال الإمام أحمد حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله منه.
- ولكن لاتفقهون تسبيحهم
- ولكن لا تفقهون تسبيحهم - :: Flying Way ::
ولكن لاتفقهون تسبيحهم
[تفسير الميزان، ج 13، ص 106]. ولكن لا تفقهون تسبيحهم - :: Flying Way ::. وإذا ما انطلقنا إلى رحاب سورة "النمل" المباركة، يقول تبارك وتعالى: { وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}، فالله تعالى يمنّ بقدرته على من يشاء من عباده، ومن ذلك العلم بالوجه التّفصيليّ، لغة الحيوانات. وفي تفسير هذه الآية، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "فكان لنا من ذلك ما نستطيع أن نتعرّفه من حديثهم مع بعضهم البعض بطريقة تفصيليَّة واضحة، وما نستطيع أن نتحدَّث به معهم في ما نثيره من حديث، وفي ما نكلِّفهم به من مهمَّات بشكلٍ مباشر، تماماً كما يكلِّف بعضهم بعضاً في قضاياهم الّتي تهمّهم في مجتمعهم الواسع. وعلى ضوء هذا، فإنَّ ما يتحدَّث به سليمان من حدود المعرفة لمنطق الطّير، يختلف عن المعرفة التي يملكها بعض النّاس من خلال الملاحظة المستمرّة والتأمّل الدّقيق، ما يجعلهم يتعرّفون إلى بعض الإشارات في أصوات الطّير في الحالات المتنوّعة، ولكن بشكل غير دقيق ولا تفصيلي، بينما النبي سليمان يعرف من ذلك كلّه سرّ التفاهم الدقيق، تماماً كما لو كان واحداً منهم في تفاصيل أمورهم الخاصّة، { وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ}[النمل: 16]، مما يعطيه الله للإنسان من علم وقدرة وملك ونبوَّة وحكم ومال، ونحو ذلك مما يمكن أن يحصل عليه الإنسان في ما يحتاجه موقعه المميّز في حركيّته وفاعليّته بشكل طبيعيّ معقول".
ولكن لا تفقهون تسبيحهم - :: Flying Way ::
فأوحى الله إلى الرمل: أن أجبه. فقال: أيها العبد الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، ارجع من حيث جئت، فاجعل عملك لقسمين؛ لرغبة أو لرهبة، فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال. وخرج فأتى البحر في ساعة، فصلى فيها، فنادته ضفدعة فقالت: يا داود، إنك حدثت نفسك أنك قد سبحت في ساعة ليس يذكر الله فيها غيرك، وإني في سبعين ألف ضفدع كلها قائمة على رجل تسبح الله تعالى وتقدسه. وأخرج أحمد ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال: صلى داود ليلة حتى أصبح، فلما أن أصبح وجد في نفسه سرورا، فنادته ضفدعة: يا داود، [ ص: 362] كنت أدأب منك قد أغفيت إغفاء. وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" عن أبي بردة بن أبي موسى قال: بلغني أنه ليس شيء أكثر تسبيحا من هذه الدودة الحمراء. وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: التراب يسبح، فإذا بني به الحائط سبح. وأخرج أبو الشيخ عن أبي إدريس الخولاني قال: الزرع يسبح، ويكتب الأجر لصاحبه. وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال: إذا سمعت نقيضا من البيت أو من الخشب أو الجدر فهو تسبيح. وأخرج أبو الشيخ عن خيثمة قال: كان أبو الدرداء يطبخ قدرا، فوقعت على [ ص: 363] وجهها فجعلت تسبح. وأخرج أبو الشيخ عن سليمان بن المغيرة قال: كان مطرف إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته.
أحكام الجنايات أو الأحكام الجنائية من جرائم وعقوبات. أحكام المرافعات والقضاء من الخصومات، ورفع الدعوى، ونحوها. أحكام الدولة أو الأحكام الدولية من تنظيم لشؤون الدولة، وتحديد طبيعة علاقاتها مع الدول الأخرى، وغيرها ممَّا يتعلق بالدولة. وبعد كلّ هذا تظهر للمكلَّف ثمرة علم الفقه، فيعرف عباداته، وصحة سلوكياته، وما يتعلَّق بها من أحكام، فإذا صحَّ الفرد المسلم، صحّ المجتمع وتغير حاله، ونيلت الراحة في الدنيا، والجزاء في الآخرة. مصادر الفقه
إنَّ للفقه مصادر عِدَّة تثبت بها الأحكام الشرعية بأدلَّتها ، وهذه المصادر هي: [٩]
القرآن الكريم القرآن الكريم كلام الله -عزَّ وجلَّ- الذي جعل لنا التَّعبد بتلاوته، وجعل لنا أيضاً التَّعبد بأحكامه في جميع الأمور، وعلى مستوى الأفراد والجماعات، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ). [١٠]
السنة النبوية وهي ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة، وهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للتشريعات الإسلامية، فلا يجب فصلهما عن بعضهما البعض؛ فالسُّنة إمَّا أن تكون مؤكدة لما جاء في القرآن، أو مبيِّنة وشارحة له، أو مفصِّلة لحكمٍ سكت عنه القرآن الكريم، يقول -سبحانه وتعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ).