«مِمَّا» متعلقان بالفعل «آتاهُ اللَّهُ» ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ» لا نافية ومضارع وفاعله «نَفْساً» مفعوله والجملة استئنافية لا محل لها «إِلَّا» حرف حصر «ما» مفعول به ثان «آتاها» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة ما لا محل لها. «سَيَجْعَلُ اللَّهُ» السين للاستقبال ومضارع ولفظ الجلالة فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها «بَعْدَ عُسْرٍ» ظرف زمان مضاف إلى عسر «يُسْراً» مفعول به.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الطلاق - قوله تعالى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه - الجزء رقم30
2019-06-06, 04:13 AM #1 لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ أبو الهيثم محمد درويش {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}: لم يكلف سبحانه نفساً فوق طاقتها فيما يخص إنفاق الزوج على أهل بيته, فكل حسب سعته, فمن وسع الله عليه فليوسع ومن ضيق الله عليه فلا يسرف أو يستدين وإنما ينفق على قدره ووعده المولى سبحانه باليسر بعد العسر والسعة بعد الضيق. قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)} [الطلاق] قال السعدي في تفسيره: قدر تعالى النفقة، بحسب حال الزوج فقال: { { لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}}
أي: لينفق الغني من غناه، فلا ينفق نفقة الفقراء. لينفق ذو سعة من سعته اعراب. { {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}} أي: ضيق عليه { {فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّ} هُ} من الرزق. { { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}} وهذا مناسب للحكمة والرحمة الإلهية حيث جعل كلا بحسبه، وخفف عن المعسر، وأنه لا يكلفه إلا ما آتاه، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، في باب النفقة وغيرها.
واحدة من أعظم الأسباب قضية الإنفاق، قضية أن الإنسان ينفق ويكلف نفسه فوق طاقتها، فوق ما آتاه الله عز وجلّ. صحيح كلنا يرغب في أن يوسّع على نفسه وعلى أهله وأسرته، كلنا يرغب في أن يتوسع في مجال أو دائرة الرزق وخاصة مع التوجهات المعاصرة التي حولت الحياة المعاصرة إلى حد كبير في جانب استهلاك بحيث أننا نستطيع أن نقول دون تردد أن الإنسان المعاصر أصبح إنسانًا استهلاكيًا بامتياز بمعنى ليس بالضرورة أنه يستهلك ما يريده أو ما يحتاج إليه أبدًا، ليس بالضرورة أن يقتني شيئًا هو بحاجة حقيقية إليه ولكنه أصبح يقتني الأشياء لمجرد الاقتناء لمجرد الاستهلاك فقط ليس لأنه بحاجة إليها.