• قال الرازي: أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت عند حضور وفد نجران على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان من جملة شبههم أن قالوا: يا محمد، لما سلمت أنه لا أب له من البشر وجب أن يكون أبوه هو الله تعالى، فقال: إن آدم ما كان له أب ولا أم ولم يلزم أن يكون ابناً لله تعالى، فكذا القول في عيسى عليه السلام، هذا حاصل الكلام، وأيضاً إذا جاز أن يخلق الله تعالى آدم من التراب فلم لا يجوز أن يخلق عيسى من دم مريم؟ بل هذا أقرب إلى العقل، فإن تولد الحيوان من الدم الذي يجتمع في رحم الأم أقرب من تولده من التراب اليابس.
- مثل عيسى عند الله - موقع مقالات إسلام ويب
- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ: معجزة عددية مذهلة
- الإعجاز في الآية إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم
- مثل عيسى عند الله كمثل آدم - YouTube
مثل عيسى عند الله - موقع مقالات إسلام ويب
وبعد هذا الذي تقدم يتضح:
ان الله سبحانه خلق عيسى ابن مريم عليه السلام من أم بلا أب بنفس الأمر الإلهي «كن فيكون» الذي خلق به آدم عليه السلام من تراب.
والخلق من تراب ينطبق في الحالين: حال آدم عليه السلام الذي بدأ الله سبحانه خلقه من تراب وكان جميع نسله في صلبه لحظة خلقه ومنهم عيسى ابن مريم عليهما السلام.
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ: معجزة عددية مذهلة
5- وقوله: ﴿ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ﴾؛ أي: فإن جادلك أهل الكتاب في شأن عيسى من بعد أن أخبرك ربك بما هو الحق من أمره، فقل لهم: تَعالَوْا؛ أي أقبلوا أيها المجادلون إلى أمر يعرف فيه الحق من الباطل، وهو أن ندعو نحن وأنتم الأبناء والنساء، ثم نجتمع جميعًا في مكان واحد، ثم نتضرع إلى الله ونبتهل إليه بأن يجعل لعنته على الكاذبين في دعواهم، المنحرفين عن الحق في اعتقادهم. 6- فأنت ترى أن الآية الكريمة قد لقنت النبي صلى الله عليه وسلم الجواب الحاسم الذي يسكت ألسنة المجادلين في عيسى، ويتحداهم إن كانوا صادقين أن يقبلوا هذه المباهلة، ولكنهم نكصوا على أعقابهم فثبت كذبهم وضلالهم. 7- في الآية دليل واضح على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يروِ أحد من موافقٍ ولا مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك.
الإعجاز في الآية إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم
أن مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من ترب ثم قال له كن فيكون #مقتطفات_الشيخ_كشك - YouTube
مثل عيسى عند الله كمثل آدم - Youtube
قال القرطبي: والتشبيه واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم ، لا على أنه خلق من تراب. والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد ؛ فان آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب، فكان بينهما فرق من هذه الجهة ، ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب. انتهى
وقال ابن كثير: قول تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ} في قدرة الله تعالى حيث خلقه من غير أب { كَمَثَلِ آدَمَ} فإن الله تعالى خلقه من غير أب ولا أم، بل { خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} والذي (1) خلق آدم قادر على خلق عيسى بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى بكونه مخلوقا من غير أب، فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل، فدعواها في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادًا. ولكن الرب عَزّ وجل، أراد أن يظهر قدرته لخلقه، حين خَلَق آدم لا من ذكر ولا من أنثى؛ وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى. الإعجاز في الآية إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم. والذي عليه جمهور المفسرين أن مكثه عليه السلام في بطن أمه كان كسائر الناس. قال ابن كثير: اختلف المفسرون في مدة حمل عيسى عليه السلام فالمشهور عن الجمهور أنها حملت به تسعة أشهر.
والعرب تضرب الأمثال لبيان ما خفيَ معناه، ودقَّ إيضاحه. ولمَّا خفي سِرُّ ولادة عيسى- عليه السلام- من غير أب ؛ لأنه خالف المعروف، ضرب الله تعالى له المثل بآدم الذي استقرَّ في الأذهان، وعُلِمَ أنه خُلِقَ من غير أب، ولا أمٍّ. ثانيًا- وقوله تعالى:﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ ﴾ مشبَّهٌ. ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم. وقوله:﴿ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ﴾ مشبَّه به. ولا بد من مشابهة معنوية بين من ضُرِبَ له المثل، ومن ضُرِبَ به من وجه واحد، أو أكثر، ولا يُشْترَط المشابهة بينهما في جميع الوجوه. والمعنى الذي وقعت فيه المشابهة بين آدم، وعيسى- عليهما السلام- كونُ كل واحد منهما خلق من غير أب ؛ ولهذا صحَّ أن يكون كل واحد منهما طرفًا في تشبيه واحد أداته الكاف التي دلَّت على أن ما بينهما تشابهٌ في الخَلْق في أحد الوجوه. فالتشبيه بينهما واقع على أن المسيح خلق من غير أب ؛ كما خلق آدم من غير أب، ولم يكن التشبيه واقع بينهما على أن المسيح خلق من تراب، فكان بينهما فرق من هذه الجهة. وإن كان قد شبِّه الأول بالثاني لكونه خلق من تراب، فلأن خلقهما يرجع في الحقيقة إلى التراب. وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن سعد عن أبي هريرة، قال:« الناس ولد آدم، وآدمُ من تراب ».