كما أنه في هذا الدعاء إسم الله الأعظم. ما معنى لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين:
معنى لا إله: ليس هناك إلهٌ سواك ياربي في هذا الكون كله. معنى إلا أنت: حيث يقول النبي يونس عليه السلام لربه عز وجل: ليس سواك ياربي قادر عظيمٌ يدبر في هذا الكون إلا أنت يالله سبحانه و تعالى. معنى سُبحانك: أخذة كلمة سبحانك من التَّسبيح، و معنى التَسبيح التَّقديس، فسبحناه منزّهٌ من كلِّ عيب و نقصٍ سواء في الأقوال أو الأفعال، و له سبحانه كل الكمال. معنى إنّي: يقصد بها يُونس عليه السَّلام نفسه أنه يدعو ويرجوه و يلجأ له من داخل بطن الحوت. اية لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - ووردز. معنى كُنتُ من الظَّالمين: كنت قبلا من الظالمين، و هذه رسالة لنا أن من اول شرط للتوبة هو الاعتراف بالمعصية و الخطأ.
سبحانك اللهم اني كنت من الظالمين
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين من قالها:
على المؤمن عندما يدعو الله أن يستحضر النية و أن يخلص لله بقلبه و عقله وحده سبحانه، و أن تكون أعمالنا كلها لوجه الله، حتى يستجيب الله دعوانا و امنياتنا. و قال في هذا الدعاء رسول الله حديث، حيث يقول سعد بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إسم الله الذى إذا دعى به أجاب و إذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى " قال: فقلت: يارسول الله هى ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال: هى ليونس بن متى خاصة و للمؤمنين عامة إذا دعوا بها: ألم تسمع قول الله تبارك و تعالى { فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانك إِنِّي كُنْت مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} ؟ فهو شرط الله للذي يدعوه بها. كما أن دعاء لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين يحتوي على:
توحيد لله سبحانه و تعالى. تسبيح و تنزيه له سبحانه. كما أنه استغفار. سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا. فنجد أن لا إله إلا أنت هي: توحيد لله سبحانه، و سبحانك هي تسبيح و تنزيه لله، كما أن قول إنى كنت من الظالمين هو: إستغفار لله عز و جل. بالإضافة إلى أنها دعوة تم ذكرها فى القرأن الكريم، و هي دعوة نبي الله يونس عليه السلام.
سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا
وقرأ عمر بن عبد العزيز والزهري: ( فظن أن لن نقدر عليه) بضم النون وتشديد الدال من التقدير. وحكى هذه القراءة الماوردي عن ابن عباس. وقرأ عبيد بن عمير وقتادة والأعرج: ( أن لن يقدر عليه) بضم الياء مشددا على الفعل المجهول. وقرأ يعقوب وعبد الله بن أبي إسحاق والحسن وابن عباس أيضا ( يقدر عليه) بياء مضمومة وفتح الدال مخففا على الفعل المجهول. وعن الحسن أيضا ( فظن أن لن يقدر عليه). لا اله انت سبحانك اني كنت من الظالمين. الباقون نقدر بفتح النون وكسر الدال وكله بمعنى التقدير. قلت: وهذان التأويلان تأولهما العلماء في قول الرجل الذي لم يعمل خيرا قط لأهله إذا مات فحرقوه فوالله لئن قدر الله علي الحديث فعلى التأويل الأول يكون تقديره: والله لئن ضيق الله علي وبالغ في محاسبتي وجزائي على ذنوبي ليكونن ذلك ، ثم أمر أن يحرق بإفراط خوفه. وعلى التأويل الثاني: أي لئن كان سبق في قدر الله وقضائه أن يعذب كل ذي جرم على جرمه ليعذبني الله على إجرامي وذنوبي عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين غيري. وحديثه خرجه الأئمة في الموطأ وغيره. والرجل كان مؤمنا موحدا. وقد جاء في بعض طرقه لم يعمل خيرا إلا التوحيد وقد قال حين قال الله تعالى: لم فعلت هذا ؟ قال: من خشيتك يا رب. والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق ؛ قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء.. وقد قيل: إن معنى فظن أن لن نقدر عليه الاستفهام وتقديره: أفظن ، فحذف ألف الاستفهام إيجازا ؛ وهو قول سليمان أبو المعتمر.
لا اله انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وحكى القاضي منذر بن سعيد: أن بعضهم قرأ ( أفظن) بالألف. قوله تعالى: فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: فنادى في الظلمات اختلف العلماء في جمع الظلمات ما المراد به ، فقالت فرقة منهم ابن عباس وقتادة: ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة الحوت. وذكر ابن أبي الدنيا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال قال: لما ابتلع الحوت يونس - عليه السلام - أهوى به إلى قرار الأرض ، فسمع يونس تسبيح الحصى فنادى في الظلمات ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وظلمة البحر أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنبذناه بالعراء وهو سقيم كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش. وقالت فرقة منهم سالم بن أبي الجعد: ظلمة البحر ، وظلمة حوت التقم الحوت الأول. ويصح أن يعبر بالظلمات عن جوف الحوت الأول فقط ؛ كما قال: في غيابة الجب وفي كل جهاته ظلمة فجمعها سائغ. (215) دعاء الكرب " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وذكر الماوردي: أنه يحتمل أن يعبر بالظلمات عن ظلمة الخطيئة ، وظلمة الشدة ، وظلمة الوحدة. وروي: أن الله تعالى أوحى إلى الحوت: ( لا تؤذ منه شعرة فإني جعلت بطنك سجنه ولم أجعله طعامك) وروي: أن يونس - عليه السلام - سجد في جوف الحوت حين سمع تسبيح الحيتان في قعر البحر.
وتارةً يكون بصيغة الإخبار: إني كنتُ من الظَّالمين ؛ بأن يصف حاله، فهو يذكر تقصيره وعجزه وضعفه وتفريطه، ونحو ذلك؛ ولهذا قال النبي ﷺ: أفضل ما قلتُ أنا والنَّبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له... [12] ؛ لما ذكر دُعاء يوم عرفة، فسمَّاه: دعاء، وهو ذكرٌ، قد مضى الكلامُ على هذا. سبحانك اللهم اني كنت من الظالمين. إذًا الذكر أو الدُّعاء منه ما يكون دعاءَ عبادةٍ، ومنه ما يكون دعاء مسألةٍ، وقلنا: بأنَّ الذكر يشمل هذا وهذا. وقد سُئل سُفيان بن عُيينة -رحمه الله- عن أفضل الدُّعاء، فذكر هذا الحديث: أفضل ما قلتُ أنا والنَّبيون من قبلي ، وذكر قول أمية ابن أبي الصَّلت يمدح ابن جدعان:
أَأَذْكُرُ حاجتي أمْ قد كَفَاني
حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الحياءُ
إذا أَثنى عليكَ المرءُ يومًا
كفاه من تعرُّضِهِ الثَّناءُ [13]
يعني: ما يحتاج إلى أن يقول: أعطني، وإنما يكفي الثَّناء، فيكون ذلك منزلاً منزلة السُّؤال والطَّلب. يقول شيخُ الإسلام: لكن صاحب الحوت يعني: أنَّ مقامه مقام اعترافٍ، فناسب حاله صيغة الوصف [14]: سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فهنا كأنَّه يقول: ما أصابني الشَّر إلا بسبب ذنبي، والمقصود دفع الضَّرر، والاستغفار جاء بالقصد الثاني، فلم يذكر صيغةَ الطَّلب لاستشعاره أنه مُسيئٌ ظالمٌ، وأنَّه هو الذي أدخل الضَّرر على نفسه، فذكر ما يرفعه من الاعتراف بظُلمه.
قوله تعالى: فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات قيل: معناه استنزله إبليس ووقع في ظنه إمكان ألا يقدر الله عليه بمعاقبته. وهذا قول مردود مرغوب عنه ؛ لأنه كفر. روي عن سعيد بن جبير حكاه عنه المهدوي ، والثعلبي عن الحسن. وذكره الثعلبي وقال عطاء وسعيد بن جبير وكثير من العلماء معناه: فظن أن لن نضيق عليه. قال الحسن: هو من قوله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي يضيق. وقوله ومن قدر عليه رزقه. قلت: وهذا الأشبه بقول سعيد والحسن. تفسير لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين في المنام - موسوعة. وقدر وقدر وقتر وقتر بمعنى ، أي ضيق وهو قول ابن عباس فيما ذكره الماوردي والمهدوي. وقيل: هو من القدر الذي هو القضاء والحكم ؛ أي فظن أن لن نقضي عليه بالعقوبة ؛ قاله قتادة ومجاهد والفراء. مأخوذ من القدر وهو الحكم دون القدرة والاستطاعة. وروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، أنه قال في قول الله - عز وجل -: فظن أن لن نقدر عليه هو من التقدير ليس من القدرة ، يقال منه: قدر الله لك الخير يقدره قدرا ، بمعنى قدر الله لك الخير. وأنشد ثعلب: فليست عشيات اللوى برواجع لنا أبدا ما أورق السلم النضر ولا عائد ذاك الزمان الذي مضى تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر يعني ما تقدره وتقضي به يقع. وعلى هذين التأويلين العلماء.