السؤال:
سئل فضيلة الشيخ: عن المراد بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا»؟
الجواب:
اختلف في المعنى المراد بقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا» على قولين:
القول الأول: أن المعنى لا تدفنوا فيها موتاكم وهذا ظاهر اللفظ، ولكنه أورد على ذلك دفن النبي-صلى الله عليه وسلم- في بيته. وأجيب بأنه من خصائصه. القول الثاني: أن المعنى لا تجعلوا البيوت مثل المقابر لا تصلون فيها؛ لأنه من المتقرر عندهم أن المقابر لا يصلى فيها، ويؤيده ما جاء في بعض الطرق «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها قبورًا». وكلا المعنيين صحيح فإن الدفن في البيوت وسيلة إلى الشرك، ولأن العادة المتبعة من عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا أن الدفن مع المسلمين، ولأنه يضيق على الورثة وربما يستوحشون منه، وقد يحدث عنده من الأفعال المحرمة ما يتنافى مع مقصود الشارع وهو تذكير الآخرة. بيان معنى حديث: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا). وفي هذا الحديث دليل على أن المقابر ليست محلا للصلاة؛ لأن اتخاذ المقابر مكانًا للصلاة سبب للشرك. والحديث يدل أيضًا على أن الأفضل أن المرء يجعل من صلاته في بيته، وذلك جميع النوافل لقوله-صلى الله عليه وسلم-: «أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» إلا ما ورد في الشرع أن يفعل في المسجد مثل صلاة الكسوف، وقيام الليل في رمضان، حتى ولو كانت في مكة أو المدينة فإن صلاة النافلة في بيتك أفضل لعموم الحديث، ولأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال ذلك وهو في المدينة.
لا تجعلوا بيوتكم مقابر
شرح حديث: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً) قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أحمد بن صالح قرأت على عبد الله بن نافع أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)]. أورد أبو داود حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً)] يحتمل معنيين وكل منهما صحيح: يعني: لا يدفنون الموتى فيها؛ لأن الدفن في البيت من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الأنبياء يدفنون حيث يموتون) فدفن في بيته صلى الله عليه وسلم، والناس ليس لهم أن يدفنوا في بيوتهم وإنما يدفنون في المقابر. المعنى الثاني: أي: لا تجعلوها شبيهة بالمقابر التي هي ليست أماكن للصلاة، حيث تخلو من الصلاة ومن قراءة القرآن، والتعبد إلى الله عز وجل فيها، بل عليكم أن تأتوا بهذه العبادات فيها، وألا تجعلوها شبيهة بالمقابر التي ليست أماكن للصلاة. لا تجعلوا بيوتكم مقابر. قوله: [ (ولا تتخذوا قبري عيداً)] يعني: بتكرار الترداد عليه، ولهذا جاء بعده قوله: [ (وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)] يعني: ليس الأمر مقصوراً على كونكم تأتون عند قبري، بل صلوا علي من أي مكان كنتم فيه؛ فإن صلاتكم تبلغني بواسطة الملائكة، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: (إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام).
وهذا يدل على أن للبيوت عبادات تفعل فيها، وفعلها فيها أفضل من فعلها خارجها، ومن هذه العبادات:
الصلاة النافلة:
فالأفضل أن يجعل المرء من صلاته في بيته، وذلك في جميع النوافل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"؛ رواه البخاري (698)، ومسلم (781). يُستثنى من ذلك ما ورد في الشرع أن يفعل في المسجد مثل صلاة الكسوف، وقيام الليل في رمضان، حتى ولو كانت في مكة أو المدينة، فإن صلاة النافلة في البيت أفضل لعموم الحديث، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وهو في المدينة. شرح وترجمة حديث: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت - موسوعة الأحاديث النبوية. دعاء دخول البيت وذكر الله عند دخوله:
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولَج الرجل بيته، فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكَّلنا، ثم ليسلم على أهله)؛ أخرجه أبو داود (5096)، وفيه انقطاعٌ، وقد حسنه غير واحد من أهل العلم؛ كابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/ 400)، والشيخ ابن باز في فتاويه (26 /35). وقد ورد عن جابر بن عبدالله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لأتباعه: لا مبيت لكم ولا عشاء, وإذا دخل ولم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتُم المبيت، فإذا لم يذكر الله عند الطعام قال: أدركتم المبيت والعشاء)؛ رواه مسلم (2018).
بيان معنى حديث: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا)
Il n'y a donc aucun besoin de se rendre à sa tombe. ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
الفرنسية
- Français
الإسبانية
- Español
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الروسية
- Русский
البنغالية
- বাংলা
الصينية
- 中文
الفارسية
- فارسی
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/235-236)
شرح وترجمة حديث: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت - موسوعة الأحاديث النبوية
( الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى) وشهرته الحسن بن موسى الأشيب. 2. ( حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ) وشهرته حماد بن سلمة البصري. 3. ( سُهَيْلٍ) وشهرته سهيل بن أبي صالح السمان. 4. ( أَبِيهِ) وشهرته أبو صالح السمان. 5. ( أَبِي هُرَيْرَةَ) وشهرته أبو هريرة الدوسي.
قال النووي رحمه الله:" يُستحبُّ أن يقول إذا دخلَ بيتَه: بسم الله، وأن يكثرَ من ذكر الله تعالى، وأن يسلِّمَ سواء كان في البيت آدميٌّ أم لا؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61]؛ انتهى من "الأذكار" (ص 23). السلام على أهله:
ومنها البدء بالسلام عند دخول البيت، والسلام على أهل البيت فيه بركة عليه، وعلى أهل بيته، وفيه أنه ضامنٌ على الله:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بُني، إذا دخلت على أهلك فسلِّم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك)؛ رواه الترمذي (2698)؛ قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1608): حسن لغيره. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ: رجلٌ خرج غازيًا في سبيلِ اللهِ، فهو ضامنٌ علَى اللهِ حتَّى يتوفَّاه، فيدخِلَه الجنَّةَ أو يردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ، ورجلٌ راحَ إلى المسجدِ فهو ضامنٌ علَى اللهِ حتَّى يتوفَّاه، فيدخلَهُ الجنَّةَ، أو يردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ، ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ فهو ضامنٌ علَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ»؛ رواه أبو داود (2494)، والسلام مستحب حتى ولو لم يكن في البيت أحدٌ.