فأما من لم يقصد بالتصوير العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير، ولكنه لا يكفر كسائر أهل المعاصي. ثم إن الرسم والخط كل منهما داخل في التصوير، إذ الصورة لغة: هي الشكل والخط والرسم، يقال: صور الشيء أو الشخص رسمه على الورق أو الحائط ونحوها بالقلم أو بفرشاة الرسم أو بآلة التصوير. وبهذا يعلم السائل: أن الرسم داخل في التصوير الذي ورد الوعيد في حق ممارسيه وممتهنيه. والله أعلم.
قراءة سورة طه - Taahaa | نص مكتوب بالخط الرسم العثماني
تاريخ النشر: السبت 28 ربيع الأول 1423 هـ - 8-6-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 17331
221805
0
695
السؤال
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبما أنني فنان تشكيلي ورسام, وهذه هي مهنتي في أغلب الأحيان وأنني أمارسها منذ زمان طويل, وأغلب أعمالي مناظر طبيعية و مناظر تاريخية وأزقة فيها حركة متنوعة منها ألأشخاص وغير ذلك. أريدأن أعرف هل يجوزرسم الأشخاص في مثل هذه اللوحات والأعمال, وأريد من فضلكم شرح الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم "أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون "من هم المصورون الذين يذكرهم في هذا الحديث هل هم الرسامون, هل هم الرسامون باليد أو النحاتون, الفوتغرافيون الخ..... أفيدونا فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا. والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبقت الإجابة على حكم التصوير بجميع أنواعه من رسم ونحت وغير ذلك ما يجوز منه وما لايجوز في الفتوى رقم: 14116 13282. اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورين. وأما معنى الحديث: أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون. فقيل: إنه محمول على من صور الصورة لتعبد، وهذا هو صانع الأصنام وهو كافر وهو أشد الناس عذاباً. وقيل: إن محل كون المصور أشد الناس عذاباً هو ما إذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله تعالى واعتقد ذلك وهو كافر أيضاً ومن أشد الناس عذاباً.
صوت العراق | أشد الناس عذابا
رواه ابن جرير. وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا; وذلك لأنه من قتل النفس فله النار ، فهو كما لو قتل الناس كلهم. وقال ابن جريج عن الأعرج عن مجاهد في قوله: ( فكأنما قتل الناس جميعا) من قتل النفس المؤمنة متعمدا ، جعل الله جزاءه جهنم ، وغضب الله عليه ولعنه ، وأعد له عذابا عظيما ، يقول: لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك العذاب. قال ابن جريج: قال مجاهد ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) قال: من لم يقتل أحدا فقد حيي الناس منه. قراءة سورة طه - Taahaa | نص مكتوب بالخط الرسم العثماني. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من قتل نفسا فكأنما قتل الناس [ جميعا] يعني: فقد وجب عليه القصاص ، فلا فرق بين الواحد والجماعة ( ومن أحياها) أي: عفا عن قاتل وليه ، فكأنما أحيا الناس جميعا. وحكي ذلك عن أبيه. وقال مجاهد - في رواية -: ( ومن أحياها) أي: أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة. وقال الحسن وقتادة في قوله: ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) هذا تعظيم لتعاطي القتل - قال قتادة: عظم والله وزرها ، وعظم والله أجرها. وقال ابن المبارك عن سلام بن مسكين عن سليمان بن علي الربعي قال: قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله غيره ، كما كانت لبني إسرائيل.
المطلب
الخامس
حكم
التداوي
بالصُّور
أجمع
العلماءُ على
تحريم
التصوير لذوات
الأرواح ( [1]) ؛
وذلك لأدلة
كثيرة، منها:
1-حديثُ
عائشة ، أنَّ
النبي r قال:
أشد الناس
عذاباً يوم
القيامة
الذين يضاهون
بخلق الله ( [2]). وجه
الاستدلال:
أنَّ النبي r
توعد
المضاهين
بخلق الله وهم
المصورون ( [3])
بالنار،
والتوعّد
بالنار يقتضي
التحريم. 2-حديثُ
إنّ أصحاب هذه
الصور
يعذَّبون يوم
القيامة ( [4]). أخبر أن
المصورين
يعذبون يوم
والعذاب لا
يكون إلا على
محرم. 3-حديث ابن
عباس t ،
أنَّ النبي r قال:
كل مصور في
النار يجعل له
بكل صورة
صورها نفساً
فتُعذِّبه في
جهنم ( [5]). أخبر أنّ
المصوِّر في
النار وأنه
يُعذَّب بصوره
التي
صوَّرها، ولا
يُعذب إلا على
فعل محرم. صوت العراق | أشد الناس عذابا. 4-
حديث أبي
جُحيفه ( [6])
t ،
أنّ النبي r: لعن
المصوِّر ( [7]). ( [1]) ينظر: ابن
رشد،
المقدمات 3/458،
والنووي، شرح
صحيح مسلم 14/81،
ويدخل في ذلك:
التصوير
بالآلات الحديثة
(الفوتوغرافي،
والتلفزيوني)
في قول عامة
الباحثين
والمُفتين. ينظر: محمد بن
إبراهيم،
مجموع
الفتاوى 1/183، واللجنة
الدائمة
للإفتاء 6678، 669،
674، 675؛ لأنها في
معناها، بل هي
أبلغ في ذلك
وأشد أثراً من
تصوير بالنحت
والرسم، ولعموم
الأدلة.