علماء الدين: خدمة المرأة لزوجها رعاية ومودة.. وليست سُخرة - صحيفة الاتحاد
أبرز الأخبار
علماء الدين: خدمة المرأة لزوجها رعاية ومودة.. وليست سُخرة
20 مايو 2010 21:41
أكد علماء الدين أن خدمة المرأة في بيت زوجها رعاية ومودة وليست سخرة، وذلك رداً على فتوى ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية وأثارت جدلاً تقول إن خدمة الزوجة في بيت زوجها لا تجب عليها بنص الشرع، وإن هذه الخدمة لا يقتضيها عقد الزواج، لكن عادات المجتمع العربي والإسلامي، وقد وصف بعض العلماء هذه الفتوى بأنها تتوافق مع توجهات الغرب في تمكين المرأة وتمييزها على الرجل. هل يجب على الزوجة خدمة زوجها نبى. وكان الدكتور علي جمعة قد أفتى بأن خدمة الزوجة في بيت زوجها لا تجب بنص الشرع، وأن هذه الخدمة لا يقتضيها عقد الزواج، وأن رعاية المرأة لبيت زوجها وخدمته تجب عليها إذا فعلتها عن طيب خاطر ولا يحق للزوج أن يجبرها على ذلك. وظيفة البيت
واعترض الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر، على تطبيق هذه الفتوى في زماننا هذا، وقال: عندما يتزوج الرجل المرأة، فإنه يهدف بهذا الزواج إلى السكن، ومن السكن أن تقوم الزوجة بواجباتها المنزلية، قال تعالى في سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" آية 21، فالمودة والرحمة والسكن لا تتحقق إلا بالاحتكاك بين الزوجين في التعامل، فإذا لم تقم الزوجة بأعمال البيت فكيف يحدث هذا الاحتكاك؟ وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤكد وتبين أن المرأة يجب عليها أن تقوم بوظيفة البيت.
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها نبى
وهذا القولُ ضعيفٌ كضَعفِ قولِ من قال: لا تجِبُ عليه العِشرةُ والوَطءُ؛ فإنَّ هذا ليس مُعاشرةً له بالمعروفِ، بل الصَّاحِبُ في السَّفرِ الذي هو نظيرُ الإنسانِ، وصاحِبُه في المسكَنِ، إن لم يُعاوِنْه على مَصلحةٍ، لم يكن قد عاشَره بالمعروفِ. وقيل -وهو الصَّوابُ- وجوبُ الخدمةِ؛ فإنَّ الزوجَ سَيِّدُها في كتابِ الله، وهي عانِيةٌ عنده بسُنَّةِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعلى العاني والعَبدِ الخِدمةُ؛ ولأنَّ ذلك هو المعروفُ. ثمَّ مِن هؤلاء من قال: تجِبُ الخِدمةُ اليسيرةُ. هل يجب على الزوجة خدمة زوجها من كثرة الضيوف. ومنهم من قال: تجِبُ الخِدمةُ بالمعروفِ، وهذا هو الصَّوابُ؛ فعليها أن تخدُمَه الخدمةَ المعروفةَ مِن مِثلِها لِمثلِه، ويتنوَّعُ ذلك بتنوُّعِ الأحوالِ: فخِدمةُ البَدَويَّةِ ليست كخِدمةِ القُرويَّةِ، وخِدمةُ القَويَّةِ ليست كخِدمةِ الضَّعيفةِ). ((مجموع الفتاوى)) (34/90). ، وابنِ القَيِّمِ [1044] قال ابنُ القيِّم: (احتجَّ من أوجَبَ الخِدمةَ بأنَّ هذا هو المعروفُ عند من خاطبهم اللهُ سبحانه بكلامِه، وأمَّا ترفيهُ المرأةِ، وخِدمةُ الزَّوجِ، وكَنسُه وطحنه وعجنُه، وغسيلُه وفرشُه وقيامُه بخدمةِ البيتِ: فمِن المنكَرِ، واللهُ تعالى يقولُ: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: 228] ، وقال: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء: 34]، وإذا لم تخدمْه المرأةُ، بل يكون هو الخادِمَ لها، فهي القوَّامةُ عليه!
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها شاذ
ويستشهد عبد الهادي بما روي عن نساء الصحابة أنهن كن يقمنَّ بخدمة أزواجهن، وتأدية مصالح بيوتهن، موضحا أنه صح عن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين أنها كانت تخدم علي، وتقوم بشؤون بيته من طحن وعجن وخبز، وكانت تدير الرحى حتى أثرت في يديها، وقد ذهبت إلى النبي، وزوجها يشكوان إليه الخدمة فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة في البيت، وحكم على علي بالخدمة الظاهرة. وإذا كان هناك من اتفق على وجوب خدمة الزوجة لزوجها، إلا أن د. أحمد ريان ـ أستاذ الفقه المقارن يرى أن جمهور الفقهاء من أهل السنة متفقون على أن الزوجة لا يجب عليها خدمة زوجها والقيام بأعمال المنزل من غسل وإعداد الطعام لأن عقد النكاح ليس من مقتضاه أن تقوم الزوجة بخدمته في البيت، ولكنه عقد للاستمتاع فقط. هل يجب على الزوجة خدمة زوجها را میسازد. ومن هذا المنطلق يؤكد ريان أن قيام الزوجة بإدارة المنزل والاهتمام به ورعاية من فيه وإعداد الطعام، إنما هو تفضلاً منها ولا تجبر عليه، ولهذا فلو امتنعت لا تعد ناشزا، بل إن الفقهاء يرون أنها إذا كانت عادة المجتمع أن يكون للزوجة خادمة أو أكثر وجب على الزوج ضمن ما يجب عليه من نفقة الزوجة أن يقدم لها خادمة تخدمها، والدليل أن نساء النبي ما قمن مجبرين على خدمة النبي فكانت هناك جوارٍ يخدمن في بيوت زوجات النبي، وبالرغم من ذلك كن يقمن بذلك تفضلاً وحبا في خدمة رسول الله.
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها الالمانى
ت + ت - الحجم الطبيعي
تداولت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة عددا من الفتاوى لبعض العلماء يقولون فيها إن خدمة المرأة لزوجها ليست واجبة، وإنه من حقها الامتناع عن خدمة زوجها وأولادها وفي هذه الحالة لا تعد ناشزا.. معللين ذلك بأن خدمتها له من باب حسن المعاشرة ليس أكثر.. فهل هذا الرأي الصحيح؟ وما الضوابط التي وضعها الإسلام بشأن واجبات كل من الزوج والزوجة تجاه الآخر؟.
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها من كثرة الضيوف
وأيضًا فإنَّ المهرَ في مُقابلةِ البُضعِ، وكُلٌّ من الزوجين يقضي وطَرَه مِن صاحِبِه، فإنَّما أوجب اللهُ سبحانه نفقتَها وكِسوتَها ومسكنَها في مقابلةِ استمتاعِه بها وخِدمتِها، وما جرت به عادةُ الأزواجِ. وأيضًا فإنَّ العقودَ المُطلَقةَ إنما تُنزَّلُ على العُرفِ، والعُرفُ خِدمةُ المرأةِ وقيامُها بمصالحِ البيتِ الداخِليةِ. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - خدمة المرأة لزوجها. وقولُهم: إنَّ خِدمةَ فاطمةَ وأسماءَ كانت تبرُّعًا وإحسانًا، يرُدُّه أنَّ فاطِمةَ كانت تشتكي ما تَلقى من الخِدمةِ، فلم يَقُلْ لعليٍّ: لا خِدمةَ عليها، وإنَّما هي عليك، وهو صلَّى الله عليه وسلَّم لا يُحابي في الحُكمِ أحدًا، ولَمَّا رأى أسماءَ والعَلفُ على رأسِها، والزبيرُ معه لم يقُلْ له: لا خِدمةَ عليها، وإنَّ هذا ظلمٌ لها، بل أقرَّه على استخدامِها، وأقَرَّ سائِرَ أصحابِه على استخدامِ أزواجِهم، مع عِلمِه بأنَّ منهنَّ الكارهةَ والرَّاضيةَ، هذا أمرٌ لا ريبَ فيه. ولا يصِحُّ التفريقُ بين شريفةٍ ودنيئةٍ، وفقيرةٍ وغنيةٍ؛ فهذه أشرَفُ نِساءِ العالَمين، كانت تخدمُ زَوجَها، وجاءته صلَّى الله عليه وسلَّم تشكو إليه الخِدمةَ، فلم يُشْكِها، وقد سَمَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم في الحديثِ الصَّحيحِ المرأةَ عانيةً، فقال: «اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ؛ فإنهنَّ عَوانٍ عندكم»، والعاني: الأسيرُ، ومرتبةُ الأسيرِ خِدمةُ من هو تحتَ يده، ولا ريبَ أنَّ النِّكاحَ نوعٌ مِن الرِّقِّ، كما قال بعضُ السَّلَفِ: النِّكاحُ رِقٌّ؛ فلْينظُرْ أحدُكم عند مَن يُرِقُّ كريمتَه، ولا يخفى على المنصِفِ الرَّاجِحُ من المذهبينِ، والأقوى من الدليلينِ).
هل يجب على الزوجة خدمة زوجها را میسازد
المعاشرة بالمعروف
وأوضح الدكتور محمد نبيل غنايم، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن الأصل في العلاقة الزوجية هو المعاشرة بالمعروف كما قال تعالى: "وعاشروهن بالمعروف"، وقال تعالى في سورة البقرة: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" الآية 228. وقال: لو كانت هناك كراهية في بعض المواقف بين الزوجين، فإن الشرع يوضح ذلك في قوله تعالى: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" النساء 19، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة ان سخط منها خلقاً رضي منها خلقا آخر"، وفي إطار المعاشرة بالمعروف تنبت المودة والرحمة وتسود السكينة والتفاهم بين أفراد الأسرة؛ ولذلك يأتي أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت يزيد أن تخبر النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، وقال صلى الله عليه وسلم: "لو كنت أمراً أحداً بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها". وأوضح الدكتور غنايم أن هناك فرقاً بين الرعاية والخدمة، فرعاية المرأة لبيت زوجها وأبنائه وأسرته وماله فريضة عليها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"، أما الخدمة فهي التي يراد بها إعداد الطعام وغسل الملابس ونظافة البيت أو مايتعلق بمتطلبات الحياة، فإنها قد تكون شاقة على المرأة وليست من متطلبات أو من آثار عقد الزوجية ولكنها من باب المعاشرة بالمعروف.
وَجهُ الدَّلالةِ: أنَّ فاطمةَ كانت تشتكي ما تلقَى من الخِدمةِ، فلم يقُلِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعَليٍّ: لا خِدمةَ عليها، وإنَّما هي عليك، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُحابي في الحُكمِ أحدًا [1053] ((زاد المعاد)) لابن القيم (5/171). 2- عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قالت: ((تزوَّجني الزُّبيرُ وما له في الأرضِ مِن مالٍ ولا مملوكٍ ولا شيءٍ غيرُ فَرَسِه، قالت: فكنتُ أعلِفُ فَرَسه، وأكفيه مَؤونَتَه وأسوسُه، وأدُقُّ النوى لناضِحِه، وأعلِفُه، وأستقي الماءَ، وأخرِزُ غَرْبَه [1054] أي: وأَخِيطُ دَلْوَه. يُنظر: ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) للقسطلاني (8/ 111).