وكان والدهم قد هيـأ لهم مدرسين لتعليمهم فقـه الدين واللغـة العربيـة بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية والآداب العامـة واللياقـة البدنيـة. هوايته
وكانوا في الصيف يذهبـون إلى الباديـة وفي وسط عشائرهم، وكان هنالك أحـد رجال والدهم يقوم بتدريبهم على ركوب الخيل والفروسية والرمايـة، وكان الشيخ عجيل الياور يهتم بابنه احمد اهتماما خـاصا لفطنته ونباهته. ثم أرسلـه والده هو وأخيـه مشعل للدراسـة في كليـة فكتوريـا بالإسكندرية (التي يدرس فيها أبناء الملوك والأمراء). سفره الى اوروبا
أخـذه والده معه في جولة لدول أوربا عام 1936م في زيارات رسميـة. وبعد وفاة والده ترك الدراسة (1942م) وأصبح مساعداً لأخيـه الأكبر صفـوك شيخ مشايخ شمَّر وكان يعتمد عليه بكثير من الأمور (على الرغم من صغر سنـه). فانغمس في حياة العمل والجهد وأصبح عضواً مهماً في إدارة تلك الإمبراطوريـه (المادية والمعنوية) التي تركها المرحـوم الشيخ عجيل الياور، فلقد ترك لهم مساحة أرض من حدود مدينة بغداد إلى الحدود السورية العراقية [ قدرت أراضي الشيخ عجيل الياور حين وفاتـه بمليون دونـم (الدونم = 2500 متر مربع) من الأراضي الزراعية ونقـداً بما يعادل ميزانية الحكومة العراقية في ذلك الوقت].
الشيخ عجيل الياور ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل – مجلة زهرة البارون / Magazine Flower Baron
وقد حصل الشيخ عجيل على مكانة مرموقة في المجتمع السياسي ، واصبح له دور محسوس في الشؤون الوطنية وصفه المؤرخ مير بصري – وقد رافقه في باريس عند حضوره معرض باريس الدولي وعودته من بريطانيا بعد استجابته للدعوة في حضور احتفالات تتويج الملك جورج السادس والد الملكة الحالية سنة 1937 – انه كان "رجلا مهيبا موفور الاحترام محبا للاطلاع معجبا بالحضارة الغربية ومستهجنا في الوقت نفسه استهانتها بالقيم والاخلاق والعادات الاجتماعية القديمة ". كانت لديه رغبة في الاطلاع على أحدث الطرق في تربية الاغنام ، وتحسن انتاج الحبوب ، وكان ممتعا في حديثه ومجلسه وكان يمتلك كارزما حتى ان مؤرخ العراق الكبير المحامي عباس العزاوي وصفه بالقول: " شاهدته انسانا نظيفا ، عاقلا، كاملا ، حسن المعاشرة من كل وجه. وقد اتصلت به كثيرا فلم أعثر على ما يمل منه. بل كان هنالك لين الجانب ومجمل ما يسعني ان اقوله هو انه جامع لصفات العرب النبيلة ". وقد اشار المؤرخ العزاوي الى ان الشيخ عجيل الياور كان واسع الاطلاع على شؤون العشائر وعلى الوقائع والاحكام البدوية.
هل يعقل ان يحصل عجيل الياور وزوجته 60 مليون دينار شهريا والاجير اليومي 150 ألأف دينار لــ الكاتب / احمد علوان
وبعد عام 1946م أصيب الشيخ صفوك العجيل بعدة أمراض فلم يستطع القيام بمهامه على أكمل وجـه. فزادت مسؤوليات الشيخ أحمـد رحمـه الله، وفي عام 1948م تنازل الشيخ صفوك العجيل رسمياً عن مهام شيخ مشايخ شمَّر لأخيـه أحمد العجيل. فمنذ ذلك الحين بـدأ بكل طاقته وقدراته لإثبات مكانته ومكانـة عشائره في كل المستويات وظهرت رجاحتـه وذكائـه في أقوى مراحلهـا. علاقته الاجتماعية
كان الشيخ أحمد عجيل الياور ذو نظرة سياسيـة ثاقبة ورجل اقتصاد متميز بالإضافة إلى كونـه يرأس أكبر قبيلـة في العراق. كذلـك كان على علاقـة مع أكثر الزعماء العرب من ملوك وأمراء ورؤساء. وكان على علاقات طيبـة مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود والأمراء السعوديون. كان لأحمــد عجيــل اليـــاور دوره في مجلس النواب العراقي وكان كل همـه مُنصب على توطين القبائل وتثقيفهم لتأهيل أبناءها بالعلم لريادة المجتمعات في العصر الحديث. فقـام عام 1952م بتوزيع قسم من أراضي آل عجيل الياور على عشائر شمَّر وطلب منهم زراعتها وقدم لهم الأموال اللازمة لذلك، وطالبهم بالاعتماد على أنفسهم والاستفادة من خيرات الأرض. وطالب الحكومة بحفر الآبار الارتوازية لكي تكون مراكز قرى لعشائر شمَّر وافتتح المدارس والمستوصفات الطبية بمساعدة الحكومة وبدعم مادي منـه.
عجيل الياور Archives - التاريخ السوري المعاصر
ومما اذكره ايضا وانا اتحدث لكم عن الشيخ عجيل الياور انني قرأت مقالا جميلا عنه للمؤرخ والدبلوماسي العراقي المرحوم الاستاذ نجدت فتحي صفوت نشره في جريدة ( الوسط) عدد 21 حزيران سنة 2004 وقد اعجبني المقال وكان متميزا ومما قاله الاستاذ نجدت فتحي صفوت ان الشيخ عجيل الياور كان يمارس سلطته العشائرية في منطقة الجزيرة من سنجار الى منخفض عكركوف وحتى غربي بغداد. وقد تمكن بذكائه الحاد ، وشخصيته القوية من تكييف نفسه للظروف السياسية والاجتماعية المتغيرة التي اعقبت الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 وبذل جهودا كبيرة لاسكان ابناء عشيرته وتحضيرهم وتعليمهم الزراعة وانشاء المشروعات الزراعية. فضلا عن نشاطه الاجتماعي واتصالاته الواسعة برجال السياسة العراقيين والاجانب.
وكان للشيخ أحمـد العجيل كراج كبير على شارع الدواسة خارج يضم مكائن زراعة وحاصودات وكذلك حنطة وشعير. وخلال ثورة الشواف تعرض الكراج الى النهب الكامل ولم يبقى منه شيئا. أما قصر الشيخ أحمـد العجيل، ففي أثناء ثورة الشواف غادره الشيخ وجماعته جميعا ما عدا أحد العبيد الذي بقي يحرس القصر واتخذ له من مكان حصين على الدرج موقعا له ووضع فيه كميات من العتاد والماء والطعام وبقى ثلاثة ايام لا يسمح لأحد بدخول القصر وضربت القوات الحكومية قبة الجامع بقذيفة فثقبتها. وبعد معارك ضارية استطاعوا قتل العبد ثم قاموا بسحل جثته وتعليقها على عمود كهرباء في باب الجديد. وبعد عودة الأمور الطبيعية عاد الجامع الى سابق عهده وكنتُ في أحيان كثيرة أصلي صلاة الجمعة في ذلك الجامع الجميل. وبقينا هناك حتى سنة 1986 حيث تم استملاك بيت أهلي لوقوعه ضمن مقتربات الجسر الرابع الذي تم انشائه في ذلك الوقت.