تاريخ النشر: الثلاثاء 6 رجب 1432 هـ - 7-6-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 158143
156892
0
756
السؤال
نذرت أن أخرج مع جماعة التبليغ إن تزوجت فلانة، وقد تزوجتها. ماذا يلزمني بعد أن علمت من أقوال العلماء بأن الخروج معهم بدعة؟ وجزاكم الله خيراً. جماعة التبليغ ابن باز الرسمي. الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخروج للدعوة إلى الله -ما لم تصاحبه مخالفة شرعية- طاعة من أجل الطاعات، والخروج مع جماعة التبليغ لا يصح إطلاق وصف البدعة عليه، وإنما يصح وصف بعضهم بذلك إن ثبت عنه تلبسه ببدعة حقاً، ولا بد أن يكون إصدار مثل هذا الحكم مصدره العلماء الراسخون العدول، فهم المؤهلون لمثل هذه الأحكام، وهم الذين لا يهرفون بما لا يعرفون، بل يتثبتون ويقفون على حقيقة الحال قبل إصدار الأحكام، وقد سبق الكلام على جماعة التبليغ وغيرهم من الجماعات، وبيان رأي أهل العلم فيهم، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 9565، 17978، 8524، 5900، 119631. وعلى ذلك فإن وجدت طائفة من هذه الجماعة تلتزم بالسنة وتنتهج نهج الصحابة الكرام رضي الله عنهم، لزم السائل أن يخرج معهم وفاءاً لنذره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه.
- جماعة التبليغ ابن باز رحمه الله
- جماعة التبليغ ابن باز الرسمي
جماعة التبليغ ابن باز رحمه الله
يبقى الكافر الذي أسلم على أيديهم بشهادتين يعلمونه فقط -وأنا ممن خرجت إلى بنجلاديش وحضرت- يعلمونه فقط آداب النوم كيف يأكل وكيف يشرب. هذا حسن، لكن هل يقول: لا تتعلم غيرها؟ ألم تعلم أن هذه الآداب كثير من طلاب العلم عندنا لا يفقهونها، ومن عرفها لا يطبقها. كافر يا شيخ! ما عنده من العلم شيء في أصول ديننا يا شيخ، وأركان الدين الإسلامي. نحن نعلمهم شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، معناها ولوازمها وبقية أركان الإسلام مثلما قال الرسول لمعاذ: « أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله». هل من بيان لخطر جماعة التبليغ فإنهم منتشرون عندنا ويجتهدون مع الشباب؟ - موقع الشيخ أ.د ربيع بن هادي المدخلي. هم لا يعلمون هؤلاء. لا. يجب أن يعلموهم، هذا من جملة جهلهم، ولهذا أقول لطلاب العلم: ينبغي أن يخرجوا معهم ليبصروهم. فقط طلاب العلم يا شيخ؟
وأنا لا أرى أن يذهبوا إلى خارج البلاد.
جماعة التبليغ ابن باز الرسمي
فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده: إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه، والتعليم والنصيحة؛ لقول الله عز وجل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" وفق الله الجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهـ. فهل يرى السائل فرقا بين هذه الفتوى المحكمة وبين فتوانا التي نقلها.
حدثني عن ذلك ثقتان من أهل بريدة ذهبوا واستمعوا إلى خطبهم، لكن مع ذلك نصيحتي: ألا يذهب أحد من إخواننا في المملكة إلى تلك البلاد؛ لأنهم مع قلة علمهم، وفصاحة أولئك قد ينخدعون، فلذلك أرى أن تكون الدعوة هنا وأن يتلقوا أصول دعوتهم من العلماء عندنا. جماعة التبليغ ابن باز للتنمية الأسرية. العلماء محاط فيهم؛ لأننا رأينا لهم تأثيراً بالغاً -الحق يجب أن يقال والباطل يجب أن يقال ويبين بطلانه- كم من فاسق هداه الله على أيديهم، بل كم من كافر اهتدى إلى الإسلام على أيديهم؛ لأن دعوتهم مبنية على السماحة، والإيثار، وطلاقة الوجه، وهذا من أساس الدعوة، لكن كونه يقول مثلاً: لا تأخذوا إلا بهذه الصفات دون ما سواها، لا شك أن هذا من أكبر الأخطاء، فإذا قالوا: نحن نؤمن بهذه الصفات دون غيرها، قلنا: هذا خطأ عظيم وهذه الصفات ما هي إلا شعرة في جلد الثور، وأما إذا قالوا: لا. نحن نقول: هذه الصفات ولكن نقر غيرها، نقول: يجب أن تضيفوا إليها ما جاء في الكتاب والسنة. ولهذا أتمنى أن يكون أساس دعوتهم مبني على حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء جبريل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها، ثم قال: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» فلو أن أحداً من أهل العلم أسس قواعد تضاد الصفات السبع التي يقولون لكان في هذا خيراً كثيراً.