في سنة 700: أُشيع خبر عودة التتار إلى الشام ، وأصاب الرعب قلوب الناس، وقال ابن كثير: جلس شيخ الإسلام في الجامع، وحرّض الناس على الجهاد، ونهاهم عن الفرار، وطلب منهم إنفاق الأموال على المسلمين ولحماية بلادهم. في سنة 702: شهد هذا العام وقعة شقحب، وفي هذه الوقعة تمّت هزيمة التتار، وكان لابن تيمية دوراً مميزاً في هذه الوقعة. في سنة 712: خرج ابن تيمية مع السلطان قلاوون؛ وذلك من أجل الجهاد في سبيل الله، وكان هذا بعد محنته والإفراج عنه من سجنه الذي كان في مصر. مناقشة عن الحجاج بن يوسف. دور ابن تيمية في معركة شقحب
بلغ للحكام في مصر عزم التتار على تجديد حملاتهم لدخول بلاد الشام في عام 702هـ بهدف إزالة دولة المماليك؛ مما سبب الخوف والانزعاج للناس هناك، فبدؤوا في الهروب إلى الحصون المنيعة ومصر، وبعد أن وصل التتار إلى حمص وبعلبك اشتد قلق الناس وخوفهم هناك بسبب تأخر قدوم بقية الجيش، وبدأت الشائعات بالانتشار، كما بدأ بعض من المثبطين بتثبيط عزائم المقاتلين بسبب قلة المسلمين وكثرة التتار، ومن هنا برز دور شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء المسلمين في تصدّى لهؤلاء المثبّطين، وتقوية عزم المسلمين، وتشجيعهم على قتال التتار. [٢]
تعاهد الأمراء على لقاء العدوِّ، فسكنت نفوس الناس، ودُعي إلى القتال في الجوامع، فازدادت الحماسة، وارتفعت الروح المعنوية لدى الناس والجند، وكان ابن تيمية ممن دعا إلى القتال، وساعد على تهدئة النفوس، وزيادة رباطة الجأش لدى الناس، كما توجَّه إلى العسكر الواصل إلى دمشق من حماة وتحالف معهم على القتال، فقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "إنكم في هذه الكرّة منصورون" فيقول له الأمراء: "قل إن شاء الله"، فيقول: "إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا".
- قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 7
قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 7
الحمد لله. أولا:
من المقصود بالأمة في حديث النبي ﷺ (هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ)؟
عن عَمْرو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقُ، يَقُولُ: هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ: غِلْمَةٌ؟
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ؛ بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ. رواه البخاري (3605). وروى البخاري (3604) و مسلم (2917) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُهْلِكُ النَّاسَ هَذَا الحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ. الحجاج بن يوسف الثقفي في ميزان أهلِ السنة والجماعة. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ. والظاهر أن المراد بالأمة: مسلمي ذلك الزمن من الصحابة والتابعين، وهلاكهم بالقتل والفتن التي يدخلهم فيها هؤلاء الغلمة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
"والمراد بالأمة هنا: أهل ذلك العصر ومن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة. " انتهى من "فتح الباري" (13 / 10).
[٢]
وقد برز دور ابن تيمية أيضاً في الرد على الشبهات التي بدأت تدور حول حكم قتال التتار الذين يظهرون الإسلام ولم يبغوا على الإمام؛ فردَّ عليها شيخ الإسلام ابن تيمية قائلاً: "إنهم من جنس الخوارج الذين خرجوا على عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما؛ فهم يدعون أنهم أحقّ بإقامة الحق من المسلمين، حتى زالت هذه الشبهة". [٢]
سارت الأحداث حتى نظَّم المسلمون في يوم السبت الثاني من شهر رمضان جيشهم في سهل شَقْحَب، واحتدمت المعركة، وفي البداية كانت الغلبة للمغول، إلا أن المسلمين ثبتوا حتى أصبحت الغلبة لهم، فعادوا إلى دمشق وبشَّروا الناس هناك بالنصر. [٢]
الشجاعة والجرأة في حرب التتار
امتاز شيخ الإسلام ابن تيمية بشجاعته وجرأته في محاربة التتار ، ويبدو هذا واضحاً عندما اقترب التتار لغزو دمشق، حيث هرب الكثير من كبار البلد وعلمائها، وحتى حكامها، ولم يبقَ مع عامة الناس سوى عالم واحد، وهو ابن تيمية، حيث حال قلبه بينه وبين الهرب والفرار. قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 12. [٣]
المراجع ↑ سعيد آل بحران ، "تلخيص جهود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جهاد التتار" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف. ^ أ ب ت ث "معركة شقحب" ، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.