2- يحرم بيع البُر بالبُر، أو الشعير بالشعير، وفساده إذا لم يتقابض المتبايعان قبل التفرق من مجلس العقد. 3- قال في المغني: "فالحاصل أن ما اجتمع فيه الكيل والوزن والطعم من جنس واحد، ففيه ربا كالأرز، وما يعدم فيه الكيل والوزن والطعم واختلف جنسه، فلا ربا، وهو قول أكثر العلماء، وذلك كالتين والنوى، وما وجد فيه الطعم وحده أو الكيل والوزن من جنس واحد، ففيه روايتان، واختلف أهل العلم، والأَولى إن شاء الله حِله؛ إذ ليس في تحريمه دليل موثوق به، ولا معنى يُقوِّي التمسك به. 4- يحرم ربا الفضل بالتمر، بأن يباع بعضه ببعض وأحدهما أكثر من الآخر؛ كتمر رديء بآخر جيد، ولكن يبيع التمر الرديء ثم يقبض ثمنه ثم يشترى آخر [10]. الترهيب من أكل الربا:
قال صلى الله عليه وسلم: ((درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية)) [11]. وقال: ((اجتنِبوا السبع الموبقات [12]))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف [13] ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) [14]. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}. [1] المس: الجنون، وأصله من المس باليد، كأن الشيطان يمس الإنسان فيحصل له الجنون.
- يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله
يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله
ويجدر أن نبدأ في معنى الآية بَدْءًا من قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ [البقرة: 275]؛ لأنها وما تلاها من الآيات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمعنى قوله تعالى: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 278]. فقوله تعالى: ﴿ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ﴾؛ يأخذونه ويتصرَّفون فيه بالأكل في بطونهم وبغير الأكل، والربا هنا ربا النسيئة، وحقيقته أن يكون لك على المرء دَين، فإذا حل أجلُه ولم يقدر على تسديده، تقول له: أخِّر وزد، فتؤخره أجلاً وتزيد في رأس المال قدرًا معينًا، هذا هو ربا الجاهلية، والعمل به اليوم في البنوك الربوية، فيُسلِفون المرء مبلغًا إلى أجل، ويزيدون قدرًا آخر نحو العُشْر أو أكثر أو أقل. والربا حرام بالكتاب والسنة والإجماع، وسواء كان ربا فضل [5] أو ربا نسيئة. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنفال - الآية 24. ﴿ لَا يَقُومُونَ ﴾؛ أي: من قبورهم يوم القيامة. ﴿ يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ ﴾: يضربه الشيطان ضربًا غير منتظم. ﴿ مِنَ الْمَسِّ ﴾: الجنون. ﴿ مَوْعِظَةٌ ﴾: أمر ونهي بترك الربا. ﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾: ليس عليه أن يرد الأموال التي سبقت توبته.
[13] التولي يوم الزحف: أي التولي وقت لقاء الجيش للكفار فرارًا. [14] رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.