فكان موقف الشيخ حكيمًا متزنًا، حيث صرف جهة الكلام، وتجنب الجدال، ثم صرفهما بأدب، وذلك لأن تبرع الملك فهد رحمه الله لم يكن خفيًّا، وكان بعد نداء منظمة اليونسكو، وأشادت به آنذاك الدول العربية والإسلامية جمعاء، فكان تجاهلهما مثيرًا للاستفهام. Wikizero - عمر بن محمد السبيل. لقد كان ضبط النفس والاتزان دأبًا له، وخلقًا عرف به، روى الشيخ سليمان المشعل في كتابه (الغيث المجلل ص: 85) أن رجلاً دخل عليه، وجعل يسوق الانتقادات تلو الانتقادات حول بعض الإجراءات في المسجد الحرام، وقت رئاسة والده معالي الشيخ محمد السبيل رحمه الله، حتى أغلظ القول، فما كان منه إلا أن قال بنبرة هادئة واثقة: أبشر، نبلغه إن شاء الله. واجتمعت به مرة خارج الحرم، وكان معنا أخوان من دولة خليجية، يستفسران ويستفتيان، فأجاب وأفتى، وجر الحديث إلى تدريس الفكر الإسلامي، مادةً عامة في الجامعات، بدلاً من تدريس شيء من الشريعة عقيدةً وأحكامًا، فوازن بين ذلك، وأبدى رأيه، وتعرض لشيء من أثر الانشغال بالتنظير العام، عما يجب أن يعلمه المرء من الدين بالضرورة، كل ذلك في جلسة قصيرة ثرية، لم تتجاوز أربعين دقيقة، وكانت هذه آخر لقاء به، رحمه الله وغفر له. رحل الشيخ عمر رحمه الله في مطلع كهولته، وقد أتم ثلاثًا وأربعين سنة، إثر حادث مروري، وصلي عليه في المسجد الحرام يوم السبت الثاني من شهر الله المحرم عام 1423هـ كان رحمه الله مجتهدًا في بذل العلم، فألف ودرس، وألقى المحاضرات، وأقام الدورات العلمية، فضلاً عن الخطب في المسجد الحرام وغيره من المساجد.
Wikizero - عمر بن محمد السبيل
– وفي جمادى الآخرة من عام 1422هـ لبى دعوة من مركز الشيخ/ محمد بن خالد آل نهيان، وكانت حافلة كسابقتها حيث زار عددا من الإمارات وألقى العديد من المحاضرات. – وكذلك في اليابان: حيث لبى دعوة من أمين جمعية الوقف الإسلامي باليابان لافتتاح مسجد {أوتسكا} بطوكيو، في عام 1420هـ حيث افتتح المسجد وألقى فيه خطبة الجمعة، وعددًا من المحاضرات بالإضافة الى لقائه بعدد من الدعاة هناك، وبعض الجالية المسلمة، وغير ذلك من الرحلات العلمية والدعوية. أعماله:
كان رحمه الله كارها للأعمال والمناصب الإدارية، ويدفعها بأشد ما يستطيع، ولكنه إذا كلف بها وفَّاها حقها التزاما وأداءً ومن بين هذه الأعمال: رئاسته لقسم الشريعة في عام 1414هـ، ثم مديرا لمركز الدراسات العليا الإسلامية المسائية عام 1415هـ، ثم وكيلا لكلية الشريعة عام 1415هـ، ثم عميدا لكلية الشريعة عام 1417هـ، بالإضافة إلى رئاسته عددًا من اللجان في الجامعة، و مشاركته في عدد منها. مشايخه في مكة:
تتلمذ – رحمه الله – على عدد من العلماء، ففي مكة قرأ على:
– الشيخ محمد أكبر شاه، -كما سلف- فقد حفظ عليه القرآن الكريم وحصل منه على إجازة في قراءة حفص عن عاصم. – والشيخ سعيد محمد العبدالله المدرس بجامعة أم القرى سابقا: قرأ عليه القرآن قراءة تجويد وكان يتردد عليه للقراءة حتى حصل منه على إجازة بقراءة عاصم براوييه حفص وشعبة، و بقراءة ابن كثير براوييه البزي وقنبل، وبقراءة أبي جعفر برواية ابن وردان وابن جماز، وبقراءة الكسائي برواية الدوري وأبي الحارث، وصل فيها إلى الأنبياء.
والده محمد بن عبد الله السبيل. عبد الله الصومالي، وقد درس عليه علم الحديث. عبد الفتاح راوه المدرس بالمسجد الحرام، والفرضي المعروف في مكة المكرمة. محمد أكبر شاه: وقد حفظ عليه القرآن الكريم. سعيد محمد العبد الله المدرس بجامعة أم القرى سابقاً، ودرس عليه في علم القراءات وأجازه ببعضها. محمد صالح حبيب، مدرس النحو في المسجد الحرام. وفي الرياض لازم كلا من:
عبد الله بن محمد بن حميد — رئيس مجلس القضاء الأعلى آنذاك. عبد العزيز بن عبد الله بن باز - مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء في زمنه. عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان، عضو هيئة كبار العلماء. [5]
آثاره العلمية
أحكام الطفل اللقيط دراسة فقهية مقارنة. وهي رسالة ماجستير. إيضاح الدلائل في الفرق بين المسائل للإمام عبد الرحيم بن عبد الله الزريراني الحنبلي (ت:741هـ) تحقيق ودراسة، وهي رسالة الدكتوراه، وطبعه مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى. من منبر الحرم المكي (ديوان خطب). البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية. حكم الطهارة لمس القرآن الكريم، وما يتعلق بذلك من أحكام، دراسة فقهية مقارنة. [5]
وفاته
توفي في 1 محرم 1423 هـ ، وصلى عليه في الحرم المكي والده الشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام المسجد الحرام، ودفن بمقابر العدل بمكة ورثاه عدد من زملائه ومحبيه، منهم: الشيخ سعود الشريم إمام المسجد الحرام، والدكتور ناصر بن مسفر الزهراني وآخرون.