﴿ ثم الجحيم صلُّوه ﴾: ثم أدخلوه النار المشتعلة؛ ليقاسي حرها. ﴿ فاسلكوه ﴾: فأدخلوه فيها فلا يستطيع حراكًا. ﴿ ولا يحض ﴾: ولا يحث نفسه ولا غيره. مضمون الآيات الكريمة من (19) إلى (37) من سورة "الحاقة":
تذكر هذه الآيات حال السعداء وحال الأشقياء في ذلك اليوم الرهيب، فالمؤمنون في سرور؛ بما قدموا من عمل، وما لاقوا من ثواب، والكافرون في غم وندم وفزع من العذاب. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (19) إلى (37) من سورة "الحاقة":
1- لابد للاستعداد لليوم الآخر بالإيمان والعمل الصالح، حيث يفرح المؤمنون بالثواب العظيم، ويندم الأشقياء والمجرمون حيث لا ينفع الندم. 2- عناية الإسلام بإطعام الفقراء، ومساعدة الضعفاء، وتحريض الناس على ذلك مما يؤدي إلى تماسك الأمة، وإلى قوتها وتضامنها، ويشيع روح الحب بين الناس. معاني مفردات الآيات الكريمة من (35) إلى (52) من سورة "الحاقة":
﴿ هاهنا ﴾: في الآخرة. ﴿ حميم ﴾: صديق. ﴿ غسلين ﴾: الصديد الذي يسيل من جراحات أهل النار. ﴿ الخاطئون ﴾: المجرمون. تفسير سوره الحاقه كاملة للأطفال. ﴿ فلا أقسم ﴾: أحلف. ﴿ بما تبصرون ﴾: بما تشاهدون من آثار قدرة الله. ﴿ وما لا تبصرون ﴾: والذي لا ترونه من أسرار هذه القدرة. ﴿ إنه لقول رسول كريم ﴾: هذا القرآن كلام الرحمن يبلغه رسول كريم.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة
يجب على الإنسان أن يكثر من العمل الصالح في الحياة الدنيا، حتى يلقى الله تعالى وهو عنه راض بما جاء من صالح العمل وطاعة الله تعالى. لا يجب على المسلم أن يغفل عن ذكر الله تعالى ويحمده على الدوام على جزيل وكثير نعمه، وأن يشكره في السر والعلن على كل النعم التي أنعم بها عليه.
فإذا نفخ الملك في " القرن " نفخة
واحدة, وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم,
ورفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكسرتا, ودقتا دقة واحدة. ففي ذلك الحين قامت القيامة,
وانصدعت السماء, فهي يؤمئذ ضعيفة مسترخية, لا تماسك فيها ولا صلابة,
والملائكة على جوانبها وأطرافها, ويحمل عرش
ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة. في ذلك اليوم تعرضون على الله- أيها الناس-
الحساب والجزاء, لا يخفى عليه شيء من أسراركم. فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه, فيقول
ابتهاجا وسرورا: خذوا اقرؤا كتابي,
إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم
القيامة, فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح,
فهو في عيشة هنيئة مرضية,
في جنة مرتفعة المكان والدرجات,
ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع. يقال لهم: كلوا أكلا, واشربوا شربا بعيدا عن كل أذى, سالمين من كل
مكروه بسبب ما قدمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية. فأما من أعطي كتاب أعماله بشماله, فيقول نادما متحسرا: يا ليتي لم أعط
كتابي,
ولم أعلم ما جزائي؟
يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاطعة لأمري, ولم أبعث
بعدها,
ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا,
ذهبت عني حجتي, ولم يعد لي حجة أحتج بها.