الاشتغال بالتدريس
وبعد هذه السياحة الطويلة في طلب العلم، استقر في مدينة القدس في بادئ الأمر مدرسًا بالمدرسة الصلاحية نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، وأقبل الناس عليه لِمَا رأوا من علمه وتقواه، ثم انتقل إلى دمشق تسبقه شهرته وفضله، فتولى التدريس في المدرسة الرواحية، ولَمّا بنى الملك الأشرف ابن الملك العادل دار الحديث الأشرفية، تولى ابن الصلاح أمرها والتدريس بها، ثم عهد إليه- إلى جانب ذلك- التدريس في مدرسة "ست الشام"، وهي المدرسة التي أنشأتها "زمرد خاتون" بنت "أيوب" زوجة "ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه" صاحب حمص. ويذكر المؤرخ الكبير ابن خلكان أنه قدم عليه في (شوال 632هـ=مايو 1235م) وأقام عنده، وذكر أنه كان يقوم بوظائفه على خير وجه دون إخلال، وقد تتلمذ عليه كثيرون، منهم: ابن خلكان، وفخر الدين عمر بن يحيى الكرجي، وزين الدين الفارقي، وغيرهم. مقدمة ابن الصلاح
لم تشغله أعباء مناصبه عن الفتيا والتأليف، فصنّف في علوم الحديث والرواية، والرجال والفقه، بالإضافة إلى شروحه وأماليه وفتاواه، ومن تلك المؤلفات: "شرح صحيح مسلم "، و"أدب المفتي والمستفتي"، و"طبقات فقهاء الشافعية"، و"مشكل الوسيط في فقه الشافعية"، و"مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث"، وقد جمع في هذا الكتاب ما انتهت إليه جهود العلماء الذين سبقوه من المشارقة والمغاربة، وأحسن تصنيفها وثبوتها.
شرح مقدمه ابن الصلاح الشهرزوري
- ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر - بيروت، بدون تاريخ. - الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق بشار عواد معروف ومحيي هلال السرحان، المجلد (23) - مؤسسة الرسالة - بيروت، (1412هـ=1992م). - عائشة عبد الرحمن: مقدمة تحقيقها لكتابي مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح، دار الكتب المصرية - القاهرة (1994م).
مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث
وفاة ابن الصلاح
وبعد حياة حافلة تُوفي ابن الصلاح في دمشق في سحر الأربعاء الموافق (25من ربيع الآخر 643هـ = 19من سبتمبر 1245م)، وقد ازدحم الناس للصلاة عليه، وتم دفنه في مقابر الصوفية. من مصادر الدراسة:
تاج الدين السبكي- طبقات الشافعية الكبرى- تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي- هجر للطباعة والنشر- القاهرة (1413 هـ = 1992). ابن خلكان- وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس- دار صادر- بيروت- بدون تاريخ. الذهبي- سير أعلام النبلاء – تحقيق بشار عواد معروف ومحيي هلال السرحان- المجلد (23)- مؤسسة الرسالة- بيروت (1412 هـ = 1992م). عائشة عبد الرحمن- مقدمة تحقيقها لكتابي مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح- دار الكتب المصرية – القاهرة (1994م).
النكت على مقدمة ابن الصلاح
وقد نظّم قاضي "القضاة شهاب الدين الخولي" المتوفى سنة (693هـ = 12933م) مقدمة ابن الصلاح شعرًا في أرجوزته "أقصى الأمل والسول في علوم أحاديث الرسول"، وقام بهذا العلم أيضًا الحافظ "زين الدين العراقي" في ألفيته (أي ألف بيت) المعروفة بألفية العراقي، وعمل لها شرحًا سماه "فتح المغيث". وقام جماعة من كبار حفاظ الحديث فوضعوا شروحًا لتلك المقدمة، يأتي في مقدمتها: "محاسن الاصطلاح" لسراج الدين البلقيني المتوفى (805هـ=1402م)، و"التقييد وإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح" لزين الدين العراقي المتوفى (806هـ=1403م)، ويجدر بالذكر أن الدكتورة " عائشة عبد الرحمن " قد نشرت في مصر مقدمة "ابن الصلاح" مع كتاب "محاسن الاصطلاح" نشرة علمية دقيقة، مع مقدمة نفيسة، سنة (1394هـ = 1974م). وفاة ابن الصلاح
بعد حياة حافلة لابن الصلاح في إصلاح علم الحديث، تُوفي ابن الصلاح في دمشق في سحر الأربعاء الموافق (25من ربيع الآخر 643هـ = 19من سبتمبر 1245م)، وقد ازدحم الناس للصلاة عليه. مصادر:
تاج الدين السبكي- طبقات الشافعية الكبرى- تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي- هجر للطباعة والنشر- القاهرة (1413 هـ = 1992). ابن خلكان- وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس- دار صادر- بيروت- بدون تاريخ.
ومع ذلك، فإيرادُه له في أثناء الصحيح ِ، مُشعِرٌ بصحةِ أصلِه إشعارًا يؤنَسُ به ويُركَن إليه، والله أعلم. ثم إن ما يتقاعدُ من ذلك عن شرطِ الصحيح قليل، يوجد في (كتاب البخاري) في مواضعَ من تراجم الأبوابِ دون مقاصدِ الكتابِ وموضوعِه الذي يُشعِر به اسمُه الذي سماه به وهو: (الجامع المسنَدُ الصحيح المختَصر من أمورِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسُنَنِه وأيامِه) (١) " بلغ السماع بقراءتي عليه " ابن الفاسي على هامش (غ). (٢) في (ز، ع): [وهو الذي]. (٣) يبدأ من هنا سقط في (غ) ينتهي عند قوله [تلقته الأمة بالقبول] في المسألة السابعة. وما هنا من (ز) مقابلا على متن ابن الصلاح بالتقييد والإِيضاح. وانظر معلقات البخاري في (هدي الساري: الفصل الرابع) وهي مرتبة على الأبواب. وانظر بيان المعلق القليل في كتاب مسلم، في مقدمة النووي لشرحه (١/ ١٦) وتقييد العراقي: ٣٢ وتوضيح التنقيح (١/ ١٣٦). (٤) انظر: تقييد العراقي: (٣٣).